^ التقيتُ مؤخراً بأحد الإعلاميين البحرينيين وقد علا الهم والحزن محياه، لم يكن هذا طبعه، فأنا لم ألتق به منذ زمن بعيد، لكن وبمجرد أن وقعت عيناي على ملامحه عرفت أن فيه كثير من الهموم. اعتقدت كأي بحريني أن أحداثنا السياسية المؤسفة هي التي جعلت منه شخصاً آخر، لكن ومع تداعيات الحديث اكتشفت أن هنالك أمراً ما. لا يوجد باب إلا وطرقه صاحبنا للحصول على وحدة سكنية، وليست هنالك من حيلة إلا استخدمها كي يأوي نفسه وزوجته وعياله من التشرد من شقة إلى شقة، كلها بلون المقابر وبحجم القبور. في حديثه معي، أكد لي زميلي في المهنة، أن عدم حصوله على وحدة سكنية عقَّد من أموره، ووصل به الحال مع زوجته أن توافقا على الانفصال، لولا أن راجعا أنفسهما في لحظة من لحظات (العشرة والملح)، والسبب هو حلم الحصول على وحدة سكنية!!. رجل إعلامي عرف بمواقفه المشرفة تجاه الوطن، لكنه وفي هذه اللحظة تحديداً يتمنى من الوطن أن يقف معه هذه المرة في محنته، كما وقف هو معه في كل محنه. عمر الطلب الإسكاني لصاحبنا 20 عاماً بالتمام والكمال. ففي العام 1992 قدم طلبه للحصول على قسيمة سكنية، ثم استبدله في العام 1995 إلى وحدة سكنية لظروف خاصة، ومن ذلك التاريخ حتى هذه اللحظة لم تجدِ كل محاولاته في مقابلة وزير الإسكان أو أي مسؤول آخر، يمكن أن يأخذ بيده للعيش في مسكن يليق بما قدمه هذا الإعلامي للبحرين. في الواقع، نحن لا نريد ولا نحب أن نتناول في مقالاتنا مشاكل وقضايا شخصية، لكن في أحايين كثيرة هنالك استثناءات، لكنها في الحقيقة لو تتبعناها سنجدها حالات وليست حالة وتريّة، وحين يتم الالتفات إلى هذه الحالة كنموذج من نماذج المشاكل الوطنية المتعلقة بالمسكن، فإننا سنكتشف عبرها المزيد من القضايا المتشابهة. في طبيعة المشاكل الإسكانية وغيرها من القضايا الخدمية، لابد من وجود استثناءات وليست (واسطات) طبعاً، بمعنى أننا حين نجد إعلامياً أعطى الكثير من زهرة شبابه لخدمة البحرين، وفي المقابل انتظر لمدة 20 عاماًً في طابور المنتظرين، ناهيك عن مواقفه الوطنية المشرفة، وظروفه المعيشية القاسية والمعقدة، بعد كل ذلك ألا يستحق هذا الرجل وغيره من الإعلاميين الذين قسا عليهم الزمن أن نقف بجانبهم وقت محنتهم كما أوقفوا أنفسهم لخدمة الوطن؟.. هذا هو الاستثناء الذي نقصده. نحن الآن نترك هذه القضية بين يدي مجلس الوزراء الموقر للبت فيها والحكم عليها، لأننا على يقين من أن زميلنا العزيز سيحصل على كامل حقه في السكن الكريم عاجلاً، خصوصاً حين نتأكد أن ملفّه سيكون بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وليس في يد أخرى. أخيراً.. كل المعلومات الخاصة بهذا الإعلامي موجودة لدي.
ملفّك يا مواطن بين يدي مجلس الوزراء
27 مايو 2012