يستعد المفاوضون في فيينا لتمديد المباحثات الجارية إلى بداية الأسبوع اليوم، إذ لاتزال "عراقيل" تعترض إمكانية التوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، ووسط الماراثون الدبلوماسي القائم، تبدو 3 سيناريوهات محتملة، هي، تمديد المحادثات في فيينا مرة أخرى، أو الإعلان عن فشل المفاوضات وهو أمر يشكك المراقبون في احتمال حدوثه، وأخيراً أرجاء المحادثات.وقد دخلت المفاوضات يومها الرابع عشر فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن اجتماع جديد يعقد اليوم.وقال هاموند "نحرز تقدماً ولكن ببطء شديد (...) لا تزال هناك مسائل تنتظر حلها".لكنه أعرب في الوقت ذاته عن أمله في أن ينجح الخبراء الذين يعملون خلف الكواليس خلال الساعات الـ12 المقبلة في "توضيح بعض جوانب النص وعندها سنجتمع مجدداً اليوم لنرى إذا كان بالإمكان تجاوز العقبات الأخيرة".ومن على شرفة قصر كوبورغ في فيينا، عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد لقائه نظيره الأمريكي جون كيري صباح أمس، إلى تأكيد "حصول تقدم".ورداً على سؤال حول إمكانية بقائه في فيينا نهاية الأسبوع، قال ظريف "يبدو الأمر كذلك"، وحين سئل إذا كان الأمر سيطول إلى يوم الإثنين رد ظريف "أتمنى ألا يحصل ذلك".من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيتم التوصل إلى "تسوية قريباً" بين إيران والقوى الكبرى في إطار المحادثات المستمرة منذ 14 يوماً في فيينا.وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في أوفا على هامش قمة لمنظمة شانغهاي للتعاون "يجب التوصل إلى تسوية. وأعتقد سيتم التوصل إليها قريباً".بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق بين إيران والقوى الكبرى في غضون أيام.وتسعى إيران والدول الكبرى إلى إنهاء المفاوضات باتفاق يضع حداً لأزمة دولية مستمرة منذ 13 عاماً حول برنامج طهران النووي. إلا أن ظريف اتهم الدول الغربية المتمثلة بمجموعة 5+1 "الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا" بالتراجع عن مواقف سابقة.ووسط الماراثون الدبلوماسي القائم، تبدو 3 سيناريوهات محتملة، تمديد المحادثات في فيينا مرة أخرى، أو الإعلان عن فشل المفاوضات وهو أمر يشكك المراقبون في احتمال حدوثه، وأخيراً أرجاء المحادثات.وتتطلب مواصلة المفاوضات إلى ما بعد يوم الجمعة تمديداً جديداً لاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي واعتبر الأساس القانوني للمحادثات.وصباح أمس تخطت الولايات المتحدة المهلة المحددة لتقديم مسودة اتفاق إلى الكونغرس، ما يعني أنه أصبح أمام المشرعين الآن 60 يوماً بدلاً من 30 لمراجعة أي اتفاق يتم التوصل إليه، ما من شأنه أن يؤخر أيضاً إجراءات من بينها رفع العقوبات عن إيران.من جهته قال النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغري لوسائل إعلام إيرانية إنه "إذا تراجع الغرب عن مطالبه المبالغ بها، فإننا بالتأكيد سنتوصل إلى اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1".وأضاف جهانغري أن الوفد الإيراني "يدافع عن مواقفنا الوطنية، والخطوط الحمراء للحكومة وحقوقنا النووية".وتدور المحادثات الآن حول قضايا شائكة أساسها كيفية رفع العقوبات المترابطة التي يفرضها كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، فضلاً عن الطرق المناسبة لتجريد ايران من قدراتها النووية والتأكد من إصرارها على أنها لم تسع يوماً إلى امتلاك السلاح النووي.وشدد كيري على أنه لن يتسرع في التوصل إلى اتفاق، محذراً في الوقت ذاته من أنه لن يبقى جالساً على طاولة المفاوضات للأبد. وفي هذه الجولة الأخيرة من المحادثات والتي دخلت يومها الـ14 في العاصمة النمساوية، قال كيري إنه في حال لم تتخذ "القرارات الصعبة قريباً، فإننا مستعدون تماماً لوقف هذه العملية".وفي وقت لاحق، أكد كيري، الذي التقى وزراء خارجية آخرين من مجموعة "5+1"، "إننا نعمل بقوة، وندفع" إلى الأمام.من جانبه، قال ظريف إنه "للأسف شهدنا تغييرات في المواقف كما طلبات مبالغ فيها (...) من قبل عدد من الدول".وأشار ظريف إلى التباين في المواقف بين دول مجموعة 5+1 إذ قال إن كل دولة "لديها مواقف مختلفة ما يصعب من المهمة" الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.وفي حديث إلى شبكة "سي إن إن" قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيرني أنه حان الوقت للقول "نعم أو لا"، ما يعني الموافقة عليه أو رفضه. وتابعت موغيريني "نحن قريبون جداً. ولكن إذا لم يتم اتخاذ القرارات المهمة والتاريخية خلال الساعات المقبلة فلن نحصل على اتفاق".ووسط الجدل الدبلوماسي المستمر، أشارت مصادر إلى أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيغادر فيينا.في سياق متصل، قال الاتحاد الأوروبي إنه مدد تعليق العقوبات المفروضة على ايران حتى 13 يوليو الحالي لإتاحة الفرصة أمام المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي.يذكر أن جهود التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، الذي كشف عنه معارضون في عام 2002، بدأت في عام 2013 مع وصول الرئيس المعتدل حسن روحاني إلى الحكم.وفي نوفمبر 2013، توصلت إيران ومفاوضوها إلى اتفاق إطار جمدت إيران بموجبه جزءاً من أنشطة برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات.وتخطى المفاوضون العام الماضي مهلتين، في يوليو ونوفمبر، للتوصل إلى اتفاق نهائي، إلا أنهم نجحوا في أبريل الماضي في لوزان في سويسرا في وضع الخطوط العريضة للاتفاق.
International
تمديد مباحثات النووي الإيراني و3 سيناريوهات محتملة
10 يوليو 2015