^ أصبحنا في وقت لا نعرف من الذي معنا ومن الذي ضدنا.. والذي معنا هل ينقلب ضدنا بعد قليل.. أو الذي ضدنا يصبح معنا..؟! لم نعد نفهم ما يجري، اختلط كل شيء ببعضه، شخصيات محببة للناس، لكن ربما تكون هذه الشخصيات تلعب لعبة مزدوجة وتفقد مصداقيتها، وتجعلنا نقول “أفا.. أفلان هذا كلامه..”؟ لا أعرف مدى صحة مكالمة وزير خارجية دولة خليجية مع شيخ دين فاضل، هل هذه المكالمة حقيقية؟ أم هي مركبة؟ هل هو صوت الوزير؟ هل شيخ الدين هو فعلاً على الطرف الآخر؟.. لا أعلم حتى لا نتجنى على أحد. والله إنه آخر الزمان.. فلا تعرف من معك، ومن يعمل ضدك؟! لكننا نعلم علم اليقين أن دولة خليجية نقولها -مع عميق الأسف- باتت وترعى منظمات أمريكية تعمل ضدنا وتفتح أراضيها لهذه المنظمات من أجل زعزعة أمن جيرانها وإسقاط أنظمتها. إني احترم وأحب شعب هذه الدولة الخليجية، لكني أقول كيف يسمح مجلس التعاون الخليجي أن تعمل دولة ضد أنظمة المجلس؟ السعودية هي عمودنا الفقري ولا نقبل التآمر عليها من شيوخ دين أو دول أخرى، وإن صحت المكالمة -ونحن لا نعلم بعد إن كان الطرف الآخر فعلاً الشيخ المعروف- فإنه علينا أن نغير وجهة نظرنا في أشخاص كثيرين رغم أننا كنا نحبهم. لدي معلومة أعتقد أنها صحيحة لأن المصدر قوي؛ وهي أن أحد المنتمين إلى جمعية سياسية قال كلاماً مقبولاً في فعالية عالمية أقيمت بالبحرين مؤخراً، ويقال إن مبلغاً ضخماً دخل حسابه من هذه الدولة، وحين تساءلت عن السبب، قالوا لا نعلم ربما لتغيير موقفه من الحدث العالمي.. لا ندري !! في ذات الوقت ومع هذه الأزمات في 2011، انقلبت ألسن وتبدلت وجوه، فقد كنت أستمع إلى طارق سويدان باهتمام، لكني اليوم لا أحب أن أستمع له، وقد كفرت بما سمعت منه سابقاً، وأصبحت أراجع مواقفه السابقة. أتمنى ألا يزورنا سويدان بالبحرين، فبالناس حنق عليه وغضب، وعلى تباين مواقفه، وعلى ارتمائه في المشروع الأمريكي والصفوي، فتصريحاته تقول ذلك. وهل يوجد شيخ يقول كلاماً لا يقال في حق رب العباد جل جلاله وفي حق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، «إن الاعتراض على الله ورسوله شكل من أشكال الحرية»! الحمد لله إن طارق سويدان قال ما قال في حق أهل البحرين، فلا نريد شخصاً مثله أن يقف مع أهل البحرين. الأزمة أسقطت كل الأقنعة بالداخل والخارج. في الداخل.. الذين سقطت أقنعتهم أعادت الدولة لهم الأقنعة من أجل أن يرتدوها ثانية، الدولة قالت لهم “اشعاد ما فيها شي زلة إيمان، زلة وطن، زلة خيانة”..! في كل الأحوال أحسب أن ما حدث لنا في الشهر الثاني من 2011 نعمة من الله، انكشفوا لنا جميعاً، حتى من أعادتهم الدولة إلى مناصبهم، وإلى كراسيهم.. إلا أنه أصبح لدينا شاطئ عراة للسياسيين، تعرت مواقفهم أمام أهل البحرين سياسياً وربما مذهبياً. ^^ رذاذ استمتعت أمس بقراءة تصريح الفنانة نجلاء فتحي وهي تقول “إن أفلام عادل إمام تدعو للفساد، وإن فيلم السفارة في العمارة أوصل رسالة للمشاهد مفادها أن علاقتنا مع إسرائيل أفضل”. في الواقع، منذ زمن “القديم” وأنا أحترم نجلاء فتحي أكثر من عادل إمام، وربما أكثر من طارق سويدان..!!
«الاعتراض على الله ورسوله.. شكل من أشكال الحرية»!
27 مايو 2012