عذراً لأهل الفزعة والنخوة والمروءة فقد أسيء فهمكم وقُلّ تقديركم. بداية ولمن لم يسبق له السماع بمصطلح «فزعة» بفتح الفاء وتسكين الزاي. يعني «الهمّة، النخوة، الشهامة، الشجاعة، الإقدام، الجرأة» وهذا المصطلح شائع في دول الخليج ولا يقتصر معرفته من الجانب اللفظي ولكن من الناحية الفعلية بامتياز. وهذا التعبير يصف باختصار البحريني والذي معدنه ذهب.

موضوع اختفاء «شهد» بنت البحرين ذات الـ 14 عاماً والتي لا تعاني من أي مشاكل عقلية، فكرية أو جسدية. والمتغيبة عن أهلها منذ الجمعة الماضي إلى لحظة كتابة مقالي هذا. لا شك بأن اختفاءها شغل البال وأصبح حديث الناس ومحاولتهم في فهم غير المفهوم وترجمة غير المعلوم. وبين تحليل وتفسير مما هو متداول على برامج التواصل الاجتماعي وبغض النظر عن التعليل والتبرير أو إخفاء وتضليل لحقائق نحن لها جاهلون، إلا أن الجهات الأمنية المختصة تقوم بواجبها على أكمل وجه بالكفاءة التي عرف عنها بكل تأكيد وتعمل وفقاً للبيانات والمعلومات الواردة من أصحاب البلاغ، والشعب الكريم من قريب أو بعيد ومن دون هدايا لها غرض ما، يقوم بما يملي عليه ضميره وما تربى ونشأ عليه.

فمن المعيب وغير اللائق أن يتم استغلال هذا الحدث الإنساني المؤلم «ومن دون التدخل والخوض في حيثيات الموضوع وإن كان يتضمن الكثير من التأويل» إلى مادة انتخابية دسمة يتهافت عليها مرشحون لاستحقاق انتخابي قادم، بتوجههم إلى أهل الفزعة والنخوة معلنين وبكل ثقة، «أن من يجد الفتاة له مبلغ 2000 دينار ومن ثم تأتي المزايدة بـ5000 دينار. وإلى الآن فنحن لا نعلم من سيتقدم ويضيف قبل أن يتم غلق باب المزايدات برجوع البنت لكنف أهلها».

فهذا التصرف يعني أمرين لا ثالث لهما: أولاً، أما أن الجهات الأمنية لا سمح الله لا تعرف شغلها ولا تفقه عملها. أو الأمر الثاني أن الشعب البحريني شعب عديم النخوة والمروءة والعياذ بالله، وغير مستعد أن يُقدم على فعل ما يجب أن يقوم به إلا بضغط الفلوس. والتحليل عندكم يا أهل الفزعة، فرجال وزارة الداخلية وأبناء البحرين على حد سواء يد واحدة دون مزايدات أو جوائز مالية.