هل التعليم عن بُعد أثر على قدرة تحصيل الطلاب بالسلب؟! سؤال يتبادر لذهن بعض الآباء والمدرسين خصوصاً بعد دعوة ممثلي منظمات اليونسكو واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية بأن تكون المدارس آخر ما تغلق أبوابها عند أي موجة للجائحة وأول ما تفتح أبوابها بعد انتهائها، وذلك خوفاً على زيادة أعداد الطلبة الذين يتسربون من التعليم.
عامان الآن على انتشار جائحة كورونا وظهور متحوراتها، وسط أجواء غير طبيعية يعيشها العالم، ولكنها فتحت آفاقاً جديدة للشركات العالمية لتعويض فترات الإغلاق والتباعد بالاعتماد على آليات العمل عن بُعد.
وكما أثبتت آليات العمل عن بُعد نجاحها في بعض قطاعات العمل بل زادت من كفاءة العمل لبعض القطاعات، ولكن في الوقت نفسه يتم التشكيك في نفس الآلية بالنسبة لتدريس الطلبة، وهذا لا يعتمد على نوعية البرامج وتقنياتها، ولكن المشكلة في آلية التطبيق والرقابة التي قد يفتقدها الصغار خصوصاً لو كان أولياء أمورهم غير متواجدين وقت الدروس لكي يقوموا بدورهم للتأكد من انتباه أبنائهم لشرح المعلم، وفي نفس الوقت متابعة أبنائهم في حل الواجبات والتطبيقات للتأكد من استيعابهم للشرح، فالدراسة النظامية لا تعتمد على تعليم الدروس فقط ولكن أيضاً الرقابة التي يفرضها المعلمون للتأكد في انتباه الطلبة وتحصيلهم الدراسي ومتابعة الأهل في المنزل.
وقد قامت مملكة البحرين بالعديد من الإجراءات الرقابية من أجل المحافظة على سلامة الطلبة وقدراتهم التحصيلية مما ساهم في إنقاذ العملية التعليمية والحفاظ على أفضل قدر ممكن لضمان نجاحها مع مراعاة السلامة الصحية للجميع.
وبعد قيام البحرين بملايين التطعيمات ما بين جرعة أولى وثانية ومنشطة واعتماد بروتوكول لتطعيم الأطفال من سن الخامسة لتكون البحرين سباقة دائماً في الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، ومن أجل إنقاذ مستقبل الطلبة والحد من انتشار المتحورات الجديدة بينهم.
فعلى أولياء الأمور أن يحرصوا على أن يلقح أبناؤهم والامتثال لقرارات الفريق الوطني الطبي والتعاون مع إجراءات وزارة التربية والتعليم سواء كان التعليم بالانتظام في المدرسة أو عن بُعد ليحصل أبناؤهم على الكفايات التعليمية، فالثقة كلها في القائمين على النظام الصحي والتعليمي، فالتعليمات التي تصدر نتاج دراسة ومتاعبة بهدف الحرص على سلامة الجميع.
هدى عبدالحميد