يلعب أبناء العائلات الملكية وبناتها دوراً هاماً في تعزيز الحكم الملكي ونظامه السياسي في الملكيات الأوروبية، وذلك بتوليتهم مهام «رعوية» اجتماعية، كرعاية مؤسسات خيرية، أو رعاية أنشطة اجتماعية رياضية أو فنية، وتعقد لهم مهام الإنابة عن الملكيات في الافتتاحيات لتلك الأنشطة، ومن الضروري النظر لتلك المهام الاجتماعية على أن لها دوراً سياسياً هاماً على غير ما يعتقد البعض، ولا بدّ من أن تقيّم من هذا المنطلق، فالكل يخدم النظام الملكي بشكل عام وجلالة الملك أو الملكة «حسب الدولة» بشكل خاص.
هذا ما فعلته الأسر الملكية في أوروبا وفي اليابان تثبيتاً للمكانة الأسرية الحاكمة ودورها في الاستقرار السياسي والاجتماعي، وعلى مرّ العصور وإلى يومنا هذا، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعايش حكماً ملكياً، تغبط أوروبا على وجود هذه العراقة التاريخية وتلك التقاليد الأصيلة، فابتدعت لها أسراً ملكية، ومنحتها بشكل طوعي الامتيازات التي تتمتع بها الملكيات، فاختارت بعض الأسر الثرية التي لها تاريخ سياسي، وعامَلها إعلامهم كالعائلات الملكية تشبهاً بالأسر الملكية الأوروبية، كما عامل الإعلامُ الأمريكي عائلةَ كندي على سبيل المثال.
والمهام الرعائية التي يكلف بها أصحاب السمو في تلك الأسر لا تعد تشريفاً أبداً بالنسبة إلى الأسر الملكية الأوروبية، ولا هي للمجاملة، ولا حتى تأدية واجب فحسب، بل هي واحدة من صميم الواجبات الملكية، وتوليها الأسر الملكية أهمية عظمى لأن تلك المهام هي التي تجعل من تواصل «الملكيات» مع الشعب حالة مادية معيشة تكاد تكون يومية من خلال تلك اللقاءات التي تتم أثناء تولي الأبناء مهامهم الرعائية.
فرعاية افتتاح حفل أو معرض أو نشاط رياضي ما، على سبيل المثال، عبارة عن فرصة ومناسبة توظف توظيفاً سياسياً بقدر وظيفتها الاجتماعية، وتقييمها من هذا المنطلق يجعل التعاطي معها مختلفاً تماماً ومنظورها من هذه الزاوية يترتب عليه تفاعلٌ خاص أثناء تأدية تلك المهام.
فرعاية «الافتتاحيات» ليست مجاملة أو تأدية واجب ثقيل يقضونه بسرعة وكان الله غفوراً رحيماً، بل بالعكس، هي مهمة تواصل اجتماعي متأنٍّ جداً جداً حتى يتمكن من أن يحقق غرضه السياسي بجدارة، فكل ما فيه مدروس ومقصود وله هدف، خاصة إذا كان هناك أيضاً حضور دولي متمثل في أعضاء السفارات أو وجود وسائل إعلام.
المدة الزمنية التي يقضيها رعاة الحفل في المناسبة الرعائية لها معنى، والحضور المادي والمعنوي له وظيفة، واللغة الجسدية تترجم معانيَ، والتفاعل مع الحضور بكل أشكاله يوصل رسالة سياسية، كل هذه العناصر لا تتم اعتباطاً ولا عشوائياً، بل هي أداء مدروس بما يخدم الغرض السياسي بالدرجة الأولى بما في ذلك التقاط الصور وزوايا التصوير، كله يوظف بلا استثناء، فالحضور يرصدون هذه الإشارات كلها ويترجمونها سياسياً كما يترجمونها اجتماعياً.
لذلك فإن تقييم أهمية هذه المهام والوظائف تمت بنظرة غير احتفائية، ومن خلال منظور مختلف ومغاير تماماً يضع هذه المهام على سلم الضروريات السياسية المكلف بها أبناء الأسر الملكية، مثلها مثل المهام السياسية المباشرة، ولا يقل عنها، بل إنه أحياناً يفوقها أهمية.
فلا تترك رسائل سلبية تصل بأخطاء غير مقصودة بتاتاً، نتيجة لتقييم تلك المهام تقييماً بسيطاً واعتبارها مجرد فرصة «مجاملة» للشخص أو الجهة التي يحتفى بها، في حين أنها جسرٌ ملكي ذو أكثر من اتجاه، محلي ودولي وله من الأهمية بقدر أهمية التعزيز السياسي للأنظمة الملكية.
هذا ما فعلته الأسر الملكية في أوروبا وفي اليابان تثبيتاً للمكانة الأسرية الحاكمة ودورها في الاستقرار السياسي والاجتماعي، وعلى مرّ العصور وإلى يومنا هذا، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعايش حكماً ملكياً، تغبط أوروبا على وجود هذه العراقة التاريخية وتلك التقاليد الأصيلة، فابتدعت لها أسراً ملكية، ومنحتها بشكل طوعي الامتيازات التي تتمتع بها الملكيات، فاختارت بعض الأسر الثرية التي لها تاريخ سياسي، وعامَلها إعلامهم كالعائلات الملكية تشبهاً بالأسر الملكية الأوروبية، كما عامل الإعلامُ الأمريكي عائلةَ كندي على سبيل المثال.
والمهام الرعائية التي يكلف بها أصحاب السمو في تلك الأسر لا تعد تشريفاً أبداً بالنسبة إلى الأسر الملكية الأوروبية، ولا هي للمجاملة، ولا حتى تأدية واجب فحسب، بل هي واحدة من صميم الواجبات الملكية، وتوليها الأسر الملكية أهمية عظمى لأن تلك المهام هي التي تجعل من تواصل «الملكيات» مع الشعب حالة مادية معيشة تكاد تكون يومية من خلال تلك اللقاءات التي تتم أثناء تولي الأبناء مهامهم الرعائية.
فرعاية افتتاح حفل أو معرض أو نشاط رياضي ما، على سبيل المثال، عبارة عن فرصة ومناسبة توظف توظيفاً سياسياً بقدر وظيفتها الاجتماعية، وتقييمها من هذا المنطلق يجعل التعاطي معها مختلفاً تماماً ومنظورها من هذه الزاوية يترتب عليه تفاعلٌ خاص أثناء تأدية تلك المهام.
فرعاية «الافتتاحيات» ليست مجاملة أو تأدية واجب ثقيل يقضونه بسرعة وكان الله غفوراً رحيماً، بل بالعكس، هي مهمة تواصل اجتماعي متأنٍّ جداً جداً حتى يتمكن من أن يحقق غرضه السياسي بجدارة، فكل ما فيه مدروس ومقصود وله هدف، خاصة إذا كان هناك أيضاً حضور دولي متمثل في أعضاء السفارات أو وجود وسائل إعلام.
المدة الزمنية التي يقضيها رعاة الحفل في المناسبة الرعائية لها معنى، والحضور المادي والمعنوي له وظيفة، واللغة الجسدية تترجم معانيَ، والتفاعل مع الحضور بكل أشكاله يوصل رسالة سياسية، كل هذه العناصر لا تتم اعتباطاً ولا عشوائياً، بل هي أداء مدروس بما يخدم الغرض السياسي بالدرجة الأولى بما في ذلك التقاط الصور وزوايا التصوير، كله يوظف بلا استثناء، فالحضور يرصدون هذه الإشارات كلها ويترجمونها سياسياً كما يترجمونها اجتماعياً.
لذلك فإن تقييم أهمية هذه المهام والوظائف تمت بنظرة غير احتفائية، ومن خلال منظور مختلف ومغاير تماماً يضع هذه المهام على سلم الضروريات السياسية المكلف بها أبناء الأسر الملكية، مثلها مثل المهام السياسية المباشرة، ولا يقل عنها، بل إنه أحياناً يفوقها أهمية.
فلا تترك رسائل سلبية تصل بأخطاء غير مقصودة بتاتاً، نتيجة لتقييم تلك المهام تقييماً بسيطاً واعتبارها مجرد فرصة «مجاملة» للشخص أو الجهة التي يحتفى بها، في حين أنها جسرٌ ملكي ذو أكثر من اتجاه، محلي ودولي وله من الأهمية بقدر أهمية التعزيز السياسي للأنظمة الملكية.