في وقت تحشد موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، يحمل الجنود الأوكرانيون بنادق كلاشينكوف فوق أكتافهم ويقومون بدوريات مكثفة في غابة ثلجية مهجورة منذ فترة طويلة، حيث موقع أسوأ كارثة نووية شهدها العالم في 1986.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن الحقول في المنطقة المحيطة بمفاعل تشيرنوبل المتوقف عن العمل خالية، والمدن مهجورة، والمنطق بأكملها الواقعة في شمال أوكرانيا لا تزال مشعة للغاية "بحيث تبدو وكأنها آخر مكان على وجه الأرض يرغب أي شخص في غزوها".
وبينما يتركز الاهتمام بشأن غزو روسي محتمل من شرق أوكرانيا، حيث حشدت روسيا عشرات الآلاف من قواتها على الحدود هناك، فإن أقصر طريق من روسيا إلى العاصمة الأوكرانية كييف يأتي من الشمال، بحسب ما تقول الصحيفة.
والدخول من الشمال يعني المرور عبر المنطقة المعزولة حول محطة تشيرنوبل للطاقة، حيث تسبب انهيار مفاعل عام 1986 في أسوأ كارثة نووية في التاريخ.
ولهذا السبب، تعتقد أوكرانيا أنها بحاجة إلى الدفاع عن منطقة تشيرنوبل مما يجبر جيشها على نشر قوات الأمن في الغابة المخيفة والتي لا تزال مشعة، حيث يحملون أسلحة ومعدات للكشف عن التعرض للإشعاع.
وكانت كارثة محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في جمهورية أوكرانيا السوفيتية السابقة قد أطلقت مواد نووية مشعة أودت بحياة عشرات الأشخاص في غضون أسابيع وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
وأخرت موسكو الكشف عن حجم ما اعتبر فيما بعد أسوأ حادث نووي في التاريخ.
ونقلت نيويورك تايمز عن اللفتنانت-كولونيل يوري شاخرايتشوك من حرس الحدود الأوكراني قوله: "لا يهم إذا كانت المنطقة ملوثة أو لا أحد يعيش بها. إنها أرضنا وبلدنا وعلينا الدفاع عنها".
وتقول الصحيفة إن القوات الأوكرانية المتواجدة في المنطقة، المعروفة باسم "منطقة تشيرنوبل المحظورة"، لن تكن كافية لصد أي غزو.
وقال الكولونيل شاخرايتشوك: "نجمع المعلومات حول الوضع على طول الحدود" وننقلها إلى وكالات المخابرات الأوكرانية.
وقبل ثلاثة عقود أقامت السلطات السوفيتية "منطقة تشيرنوبل المحظورة" لعزل المكان والحد من خطورة الحادث الذي وقع حين انفجر المفاعل رقم 4 في تشيرنوبل في شمال أوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا وبيلاروس ولوث قسما كبيرا من أوروبا.
ولن تشكل الجسيمات المشعة الموجودة في التربة أو تحت حاجز الاحتواء للمفاعل المدمر خطرا كبيرا على الجنود طالما أنها تتحلل ببطء وطالما أن الجنود لا يبقون في مناطق شديدة الإشعاع، كما تقول نيويورك تايمز.
ومنذ شهرين، نشرت الحكومة قوات إضافية في المنطقة، بسبب التوترات المتزايدة مع روسيا وبيلاروس، حليف الكرملين الذي تقع حدوده على بعد ثمانية كيلومترات من المفاعل المنكوب، وحيث نقلت روسيا قواتها مؤخرا.