ثامر طيفور
عارف خليفة: 92% من إيرادات المملكة بالدولار
كيف يحافظ الدينار على قيمته أمام الدولار؟
باحث اقتصادي: الدينار مثبت أمام الدولار وليس معوماً
من الطرائف التي يتهكم عليها الشارع البحريني أن كثيراً من الناس يقيسون قوة اقتصاد أي دولة بسعر "قوطي البيبسي"، فعندما يسمع مثلاً بانخفاض الليرة التركية أو التومان الإيراني، يكون السؤال الاقتصادي التهكمي لرجل الشارع، بكم أصبح "قوطي البيبسي" لديهم؟
رغم أن الموضوع يبدو سطحياً فإن معناه يحمل قيمة اقتصادية ولو طفيفة، فالسؤال هنا يكون بقصد التعرف على التضخم الذي يجري في تلك الدولة بسبب تغير سعر صرف العملة، والموضوع هنا يفتح التساؤل حول كيفية نزول قيمة عملة معينة أو ارتفاعها؟ وكيف يحافظ الدينار البحريني على قيمته؟
أسعار العملات مفهوم نسمعه ونبحث عنه كلما احتجنا لاستبدال عملة بعملة دولة أخرى؛ فالعملة هي وحدة التبادل التجاري، وهي تختلف وتتنوع من دولة إلى أخرى، وتمثل العملة شكلاً يسهل التبادل التجاري مقارنة بالأسلوب القديم القائم على تبادل السلع مباشرة، ويأتي معنى كلمة العملة من كلمة التعامل، ويقصد بها شكل المال الذي يتم التعامل التجاري به، ويمكن تداول هذه العملة مع عملات أخرى في سوق الصرف.
ويمكن ملاحظة انخفاض سعر صرف العملة أو ارتفاعها من عدة مؤشرات مثل التضخم والميزان التجاري والاحتياطيات النقدية وأسعار الفائدة، فمثلاً التضخم أحد أهم العوامل لمعرفة القوة الشرائية والتذبذب الكبير في سعر الصرف والاتجاه العام لمؤشر العملة المحلية كدليل على توجه العملة انخفاضاً أو صعوداً، وجميع ما سبق يقع بسبب السياسات الاقتصادية غير الحكيمة في تلك الدول.
وعن ثبات أسعار صرف الدينار أمام الدولار وأسباب محافظته على قيمته، يقول الباحث الاقتصادي عارف خليفة لـ"الوطن": "إن الدينار البحريني مرتبط منذ 1980 بالدولار الأمريكي، ولا يعتبر الدينار معوماً أمام الدولار بل مثبت، أي أن له سعراً ثابتاً لا يتغير؛ وذلك لأن البحرين تملك احتياطاً نقدياً بالدولار في سلة العملات بنسبة كبيرة، فجميع إيرادات النفط على سبيل المثال تتم بالدولار و92% من إيرادات المملكة تتم بالدولار، لذلك فإن سعر الصرف لا يتغير.
وأضاف الباحث الاقتصادي أن البحرين تملك حيازة للسندات الأمريكية بقيمة مليار دولار، بالإضافة إلى أن المملكة من الدول التي تشتري الديون من أمريكا على شكل سندات حكومية، وهذا له تأثير إيجابي بالتوجه للاعتماد على أقوى اقتصاد بالعالم وهو الاقتصاد الأمريكي، ووكالات التصنيف دائماً يصنفون أمريكا كأقوى أقتصاد بالعالم.
وبيّن عارف خليفة أن استخدام عملة أجنبية مثل الدولار في سلة العملات التي تملكها البحرين، يعتبر من أرقى ممارسات حماية عملة الدولة؛ فهناك من يشتري الذهب، وهناك من يشتري الباوند البريطاني، وهناك من يشتري الفضة أو التيتانيوم أو الدولارات وغيرها، والدولار بلا أدنى شك أقوى عملة بالعالم رغم الديون الأمريكية.
وأوضح عارف خليفة :"السياسات النقدية البحرينية تتواءم مع السياسات النقدية في الولايات المتحدة وتتناغم معها، لذلك الولايات المتحدة نفسها تهتم بقيمة الدينار تماماً مثل اهتمامنا بقيمة الدولار، وعلى سبيل المثال عندما تصدر البحرين سندات خزينة أو ما شابه، تسارع البنوك الأمريكية مثل جي بي مورغين، وجولدين ساكس، وستي بنك، وغيرها، يتهافتون على شراء السندات البحرينية، وذلك يدل على قوة اقتصاد المملكة وقوة العملة، والبنوك الأمريكية نفسها تعي قلة المخاطر في البحرين وثبات العملة".