ارتدت أسعار النفط في آسيا، اليوم، نحو الصعود متجاهلة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من أن المحللين توقعوا عودة الارتفاع وقتا أطول.وسجل سعر برميل النفط الخفيف تسليم أغسطس الذي انخفض بشكل واضح منذ مطلع الشهر، ارتفاعا قدره 26 سنتا، ليبلغ 53,29 دولار، وذلك بعدما كسب 84 سنتا الثلاثاء في نيويورك. أما نفط برنت فقد ربح عشرة سنتات ليبلغ سعره 58,61 دولار. وكان قد ارتفع 66 سنتا أمس في لندن.إلى ذلك نقلت رويترز عن مندوبين خليجيين لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أن من المرجح أن تبقي المنظمة على إنتاجها النفطي دون تغيير وتدافع عن حصتها في السوق هذا العام بعد توصل إيران لاتفاق نووي مع القوى الكبرى، نظرا لأن العودة الكاملة للخام الإيراني إلى السوق لن تأتي سريعا.غير أن 2016 سيكون عاما صعبا على المنظمة، حيث من المتوقع أن يتم فيه تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران بما يسمح لها بزيادة إنتاجها وصادراتها من النفط.صحيح أن إصرار طهران على استعادة وضعها كثاني أكبر منتج في أوبك بعد توصلها للاتفاق يوم الثلاثاء، سيشعل منافسات جديدة داخل المنظمة، إلا أن السعودية وحلفاءها الخليجيين في أوبك يراهنون على أن ارتفاع الطلب في العام المقبل قد يساعد السوق على امتصاص الكميات الإضافية.ارتفاع الطلب متوقعوتشك السعودية وحلفاؤها في أن عودة إيران ستفرض تحديا خطيرا على حصتهم في السوق، أو ستجبر أوبك على الاستجابة لطلب طهران بإفساح مجال لها في السوق على الأقل في الوقت الحالي.وقال مندوب خليجي كبير لدى أوبك لرويترز "إذا تباطأ الإنتاج من خارج أوبك كالمتوقع وفي نفس الوقت واصل الطلب نموه في العام المقبل على افتراض عدم ارتفاع (إنتاج) العراق كثيرا وعدم عودة ليبيا فإن السوق ستستوعب النفط الإيراني".وتتوقع أوبك ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.34 مليون برميل يوميا في 2016 من نمو قدره 1.28 مليون برميل يوميا هذا العام.وبعد توقيع إيران والقوى الكبرى في فيينا اتفاقا حول الملف النووي الإيراني الذي يسمم العلاقات الدولية منذ 12 عاما. ويهدف الاتفاق إلى ضمان ألا يكون للبرنامج النووي غايات عسكرية مقابل رفع للعقوبات الدولية تستعد طهران إلى الانفتاح الاقتصادي.حيث يمكن لإيران العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تصدير نفطها بحرية من جديد، وهو ما يثير القلق في الأسواق.جنوب إفريقيا تتطلع لنفط إيرانإلى ذلك نقلت رويترز عن وزيرة خارجية جنوب إفريقيا مايتي نيكوانا-ماشابان، اليوم الأربعاء، أن جنوب إفريقيا تتطلع لاستئناف التجارة مع إيران، بما في ذلك الواردات النفطية، وذلك بمجرد رفع العقوبات عقب الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين طهران والقوى الست الكبرى.وكانت إيران يوما ما أكبر مصدر للنفط لجنوب إفريقيا -ثاني أكبر مستهلك للنفط في إفريقيا- بواردات تبلغ إجمالا نحو 380 ألف برميل يوميا.وردا على سؤال عن استئناف واردات النفط من إيران قالت الوزيرة "بالطبع إذا جرى رفع العقوبات فسيكون أمرا في مصلحة الجميع، وستستفيد جنوب إفريقيا أيضا منه".وأضافت الوزيرة أن جنوب إفريقيا لم توافق على فرض العقوبات على إيران، وأن مصافيها تضررت جراء حظر صادرات النفط الإيرانية.