الشرق للآخبار
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الصين تعمل على استغلال "الفراغ" الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد خفض واشنطن تواجدها في المنطقة، بعدما أنهكتها الحروب هناك على مدار سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تركز على التحديات التي تفرضها عليها الصين، بدلاً من التواجد المركز في الشرق الأوسط. لكن بكين بدا أنها تستغل ذلك الانسحاب الأميركي، لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن.
وذكر التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنه خلال شهر يناير زار الصين 5 مسؤولين كبار من دول عربية غنية بالنفط، لمناقشة التعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية. كما تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالقضاء على "التقارير الإعلامية التي تستهدف الصين" في وسائل الإعلام التركية، وضغط وزير الخارجية الإيراني لإحراز تقدم في استثمار 400 مليار دولار وعدت الصين بلاده به.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، المنهكة من عقود من الحرب والاضطرابات في الشرق الأوسط، إلى الحد من مشاركتها بالمنطقة، تعمل الصين على تعميق علاقاتها مع كل من أصدقاء واشنطن وأعدائها في جميع أنحاء المنطقة.استثمارات صينية
وأوضحت الصحيفة، أنه "بينما لا تقترب الصين من منافسة النفوذ الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن دول المنطقة تتطلع بشكل متزايد إلى الصين ليس فقط لشراء نفطها، ولكن لجذب استثمارات صينية في البنية التحتية والتعاون في التكنولوجيا والأمن، وهو اتجاه قالت الصحيفة إنه يمكن أن يتسارع مع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة".
وبالنسبة لبكين، فإن الاضطرابات الأخيرة في الدول المجاورة مثل أفغانستان وكازاخستان قد عززت رغبتها في تنمية علاقات مستقرة في المنطقة، لاسيما بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاماً، وكذلك انتهاء مهمته القتالية في العراق رسمياً.
إلى جانب هذا، فإن حديث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتكرر عن الصين كأولوية أمنية وطنية قصوى، ترك العديد من شركائها في الشرق الأوسط يعتقدون أن اهتمام واشنطن يكمن في مكان آخر، وفق "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة الأميركية أن هناك حكومات باتت ترحب بالتوسع الصيني في المنطقة، لا سيّما وأن بكين تتبنى سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
"فرصة الصين"
وقال جداليا أفترمان، رئيس برنامج سياسة آسيا في معهد "أبا إيبان للدبلوماسية الدولية" في جامعة رايشمان في إسرائيل: "هناك شعور في المنطقة بأن الولايات المتحدة في طريقها للخروج بشكل نشط، وهذه فرصة للصين"ولفتت الصحيفة إلى أنه "لطالما كان اهتمام الصين بالشرق الأوسط يتركز على شراء النفط، فهي تشتري ما يقرب من نصف إنتاجها من النفط الخام من الدول العربية، وتتصدر السعودية القائمة، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى المزيد من النفط مع استمرار نمو اقتصادها، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن في السنوات القلائل الماضية، استثمرت الصين أيضاً في البنية التحتية في المنطقة، وعقدت صفقات لتزويد الدول هناك بالاتصالات والتكنولوجيا العسكرية".
وتتطلع الشركات الصينية المدعومة من الدولة إلى الاستثمار في ميناء بحري في تشابهار في إيران. كما ساعدت في تمويل منطقة صناعية في ميناء الدقم بسلطنة عمان، وبناء وتشغيل محطة حاويات في أبو ظبي، بالإضافة إلى ميناءين جديدين في إسرائيل.
الحزام والطريق
وتعكس مثل هذه التحركات وجهة نظر بكين للشرق الأوسط على أنه حاسم لمبادرة الحزام والطريق، وهي خطة شاملة لبناء بنية تحتية دولية لتسهيل التجارة الصينية.
وقال جوناثان فولتون، الزميل الأول غير المقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الصين تأمل في ربط الأسواق وسلاسل التوريد من المحيط الهندي إلى أوراسيا، مما يجعل منطقة الخليج "مركزاً مهماً حقاً".
وفي تعاملاتها التي تركز على الأعمال التجارية في المنطقة، لم تواجه الصين الولايات المتحدة بشكل مباشر. لكنها غالباً ما تروج لنفسها كشريك بديل للدول التي تشكك في نموذج واشنطن للتنمية، أو تاريخها من التدخلات السياسية والعسكرية.
وذكر لي جوفو، الباحث في معهد الصين الدراسات الدولية الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الصينية أنه: "في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة صعوداً وهبوطاً في سياساتها الداخلية والخارجية، تشعر تلك الدول بأن الصين ليست فقط الدولة الأكثر استقراراً، لكنها كذلك الأكثر موثوقية".
شراكة تجارية
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بالنسبة لدول الشرق الأوسط فإن فوائد العلاقة مع بكين واضحة، إذ تعد الصين بأن تكون مشترياً طويل الأجل للنفط والغاز ومصدراً محتملاً للاستثمار، "دون التعقيدات السياسية التي ينطوي عليها التعامل مع الولايات المتحدة".
كما أن "بكين لا تجد غضاضة في التعامل مع الحكومات التي ترفضها واشنطن. فقد انضمت سوريا لتوها إلى مبادرة الحزام والطريق، وأصبحت إيران تعتمد بشدة على الصين، منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، وإعادة فرض العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل".2 فبراير 2022 03:30آخر تحديث:2 فبراير 2022 09:26
دبي -
الشرق
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الصين تعمل على استغلال "الفراغ" الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد خفض واشنطن تواجدها في المنطقة، بعدما أنهكتها الحروب هناك على مدار سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تركز على التحديات التي تفرضها عليها الصين، بدلاً من التواجد المركز في الشرق الأوسط. لكن بكين بدا أنها تستغل ذلك الانسحاب الأميركي، لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن.
وذكر التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنه خلال شهر يناير زار الصين 5 مسؤولين كبار من دول عربية غنية بالنفط، لمناقشة التعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية. كما تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالقضاء على "التقارير الإعلامية التي تستهدف الصين" في وسائل الإعلام التركية، وضغط وزير الخارجية الإيراني لإحراز تقدم في استثمار 400 مليار دولار وعدت الصين بلاده به.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، المنهكة من عقود من الحرب والاضطرابات في الشرق الأوسط، إلى الحد من مشاركتها بالمنطقة، تعمل الصين على تعميق علاقاتها مع كل من أصدقاء واشنطن وأعدائها في جميع أنحاء المنطقة.
استثمارات صينية
وأوضحت الصحيفة، أنه "بينما لا تقترب الصين من منافسة النفوذ الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن دول المنطقة تتطلع بشكل متزايد إلى الصين ليس فقط لشراء نفطها، ولكن لجذب استثمارات صينية في البنية التحتية والتعاون في التكنولوجيا والأمن، وهو اتجاه قالت الصحيفة إنه يمكن أن يتسارع مع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة".
وبالنسبة لبكين، فإن الاضطرابات الأخيرة في الدول المجاورة مثل أفغانستان وكازاخستان قد عززت رغبتها في تنمية علاقات مستقرة في المنطقة، لاسيما بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاماً، وكذلك انتهاء مهمته القتالية في العراق رسمياً.
إلى جانب هذا، فإن حديث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتكرر عن الصين كأولوية أمنية وطنية قصوى، ترك العديد من شركائها في الشرق الأوسط يعتقدون أن اهتمام واشنطن يكمن في مكان آخر، وفق "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة الأميركية أن هناك حكومات باتت ترحب بالتوسع الصيني في المنطقة، لا سيّما وأن بكين تتبنى سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
"فرصة الصين"
وقال جداليا أفترمان، رئيس برنامج سياسة آسيا في معهد "أبا إيبان للدبلوماسية الدولية" في جامعة رايشمان في إسرائيل: "هناك شعور في المنطقة بأن الولايات المتحدة في طريقها للخروج بشكل نشط، وهذه فرصة للصين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "لطالما كان اهتمام الصين بالشرق الأوسط يتركز على شراء النفط، فهي تشتري ما يقرب من نصف إنتاجها من النفط الخام من الدول العربية، وتتصدر السعودية القائمة، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى المزيد من النفط مع استمرار نمو اقتصادها، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن في السنوات القلائل الماضية، استثمرت الصين أيضاً في البنية التحتية في المنطقة، وعقدت صفقات لتزويد الدول هناك بالاتصالات والتكنولوجيا العسكرية".
وتتطلع الشركات الصينية المدعومة من الدولة إلى الاستثمار في ميناء بحري في تشابهار في إيران. كما ساعدت في تمويل منطقة صناعية في ميناء الدقم بسلطنة عمان، وبناء وتشغيل محطة حاويات في أبو ظبي، بالإضافة إلى ميناءين جديدين في إسرائيل.
الحزام والطريق
وتعكس مثل هذه التحركات وجهة نظر بكين للشرق الأوسط على أنه حاسم لمبادرة الحزام والطريق، وهي خطة شاملة لبناء بنية تحتية دولية لتسهيل التجارة الصينية.
وقال جوناثان فولتون، الزميل الأول غير المقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الصين تأمل في ربط الأسواق وسلاسل التوريد من المحيط الهندي إلى أوراسيا، مما يجعل منطقة الخليج "مركزاً مهماً حقاً".
وفي تعاملاتها التي تركز على الأعمال التجارية في المنطقة، لم تواجه الصين الولايات المتحدة بشكل مباشر. لكنها غالباً ما تروج لنفسها كشريك بديل للدول التي تشكك في نموذج واشنطن للتنمية، أو تاريخها من التدخلات السياسية والعسكرية.
وذكر لي جوفو، الباحث في معهد الصين الدراسات الدولية الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الصينية أنه: "في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة صعوداً وهبوطاً في سياساتها الداخلية والخارجية، تشعر تلك الدول بأن الصين ليست فقط الدولة الأكثر استقراراً، لكنها كذلك الأكثر موثوقية".
شراكة تجارية
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بالنسبة لدول الشرق الأوسط فإن فوائد العلاقة مع بكين واضحة، إذ تعد الصين بأن تكون مشترياً طويل الأجل للنفط والغاز ومصدراً محتملاً للاستثمار، "دون التعقيدات السياسية التي ينطوي عليها التعامل مع الولايات المتحدة".
كما أن "بكين لا تجد غضاضة في التعامل مع الحكومات التي ترفضها واشنطن. فقد انضمت سوريا لتوها إلى مبادرة الحزام والطريق، وأصبحت إيران تعتمد بشدة على الصين، منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، وإعادة فرض العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل".
وأوضحت الصحيفة، أن "الصين هي الشريك التجاري الأكبر للعديد من البلدان في المنطقة، ويتوقعون أن تشتري المزيد من النفط والغاز لأن الولايات المتحدة، التي سعت تحت إدارة بايدن إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري، تشتري كميات أقل. وفي العام الماضي، تجاوزت التجارة بين الصين ودول الخليج 200 مليار دولار لأول مرة، وتوسع التعاون ليشمل مجالات جديدة".
وعلى الرغم من محاولات الولايات المتحدة لعرقلة بعض خطوات الصين نحو المنطقة، ولاسيما تحديث منشآت البنية التحتية للاتصالات من جانب شركة هواوي ، إلّا أن بعض الدول العربية أبرمت اتفاقات مع الشركة الصينية العملاقة.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الصين تعمل على استغلال "الفراغ" الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد خفض واشنطن تواجدها في المنطقة، بعدما أنهكتها الحروب هناك على مدار سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تركز على التحديات التي تفرضها عليها الصين، بدلاً من التواجد المركز في الشرق الأوسط. لكن بكين بدا أنها تستغل ذلك الانسحاب الأميركي، لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن.
وذكر التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنه خلال شهر يناير زار الصين 5 مسؤولين كبار من دول عربية غنية بالنفط، لمناقشة التعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية. كما تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالقضاء على "التقارير الإعلامية التي تستهدف الصين" في وسائل الإعلام التركية، وضغط وزير الخارجية الإيراني لإحراز تقدم في استثمار 400 مليار دولار وعدت الصين بلاده به.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، المنهكة من عقود من الحرب والاضطرابات في الشرق الأوسط، إلى الحد من مشاركتها بالمنطقة، تعمل الصين على تعميق علاقاتها مع كل من أصدقاء واشنطن وأعدائها في جميع أنحاء المنطقة.استثمارات صينية
وأوضحت الصحيفة، أنه "بينما لا تقترب الصين من منافسة النفوذ الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن دول المنطقة تتطلع بشكل متزايد إلى الصين ليس فقط لشراء نفطها، ولكن لجذب استثمارات صينية في البنية التحتية والتعاون في التكنولوجيا والأمن، وهو اتجاه قالت الصحيفة إنه يمكن أن يتسارع مع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة".
وبالنسبة لبكين، فإن الاضطرابات الأخيرة في الدول المجاورة مثل أفغانستان وكازاخستان قد عززت رغبتها في تنمية علاقات مستقرة في المنطقة، لاسيما بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاماً، وكذلك انتهاء مهمته القتالية في العراق رسمياً.
إلى جانب هذا، فإن حديث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتكرر عن الصين كأولوية أمنية وطنية قصوى، ترك العديد من شركائها في الشرق الأوسط يعتقدون أن اهتمام واشنطن يكمن في مكان آخر، وفق "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة الأميركية أن هناك حكومات باتت ترحب بالتوسع الصيني في المنطقة، لا سيّما وأن بكين تتبنى سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
"فرصة الصين"
وقال جداليا أفترمان، رئيس برنامج سياسة آسيا في معهد "أبا إيبان للدبلوماسية الدولية" في جامعة رايشمان في إسرائيل: "هناك شعور في المنطقة بأن الولايات المتحدة في طريقها للخروج بشكل نشط، وهذه فرصة للصين"ولفتت الصحيفة إلى أنه "لطالما كان اهتمام الصين بالشرق الأوسط يتركز على شراء النفط، فهي تشتري ما يقرب من نصف إنتاجها من النفط الخام من الدول العربية، وتتصدر السعودية القائمة، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى المزيد من النفط مع استمرار نمو اقتصادها، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن في السنوات القلائل الماضية، استثمرت الصين أيضاً في البنية التحتية في المنطقة، وعقدت صفقات لتزويد الدول هناك بالاتصالات والتكنولوجيا العسكرية".
وتتطلع الشركات الصينية المدعومة من الدولة إلى الاستثمار في ميناء بحري في تشابهار في إيران. كما ساعدت في تمويل منطقة صناعية في ميناء الدقم بسلطنة عمان، وبناء وتشغيل محطة حاويات في أبو ظبي، بالإضافة إلى ميناءين جديدين في إسرائيل.
الحزام والطريق
وتعكس مثل هذه التحركات وجهة نظر بكين للشرق الأوسط على أنه حاسم لمبادرة الحزام والطريق، وهي خطة شاملة لبناء بنية تحتية دولية لتسهيل التجارة الصينية.
وقال جوناثان فولتون، الزميل الأول غير المقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الصين تأمل في ربط الأسواق وسلاسل التوريد من المحيط الهندي إلى أوراسيا، مما يجعل منطقة الخليج "مركزاً مهماً حقاً".
وفي تعاملاتها التي تركز على الأعمال التجارية في المنطقة، لم تواجه الصين الولايات المتحدة بشكل مباشر. لكنها غالباً ما تروج لنفسها كشريك بديل للدول التي تشكك في نموذج واشنطن للتنمية، أو تاريخها من التدخلات السياسية والعسكرية.
وذكر لي جوفو، الباحث في معهد الصين الدراسات الدولية الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الصينية أنه: "في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة صعوداً وهبوطاً في سياساتها الداخلية والخارجية، تشعر تلك الدول بأن الصين ليست فقط الدولة الأكثر استقراراً، لكنها كذلك الأكثر موثوقية".
شراكة تجارية
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بالنسبة لدول الشرق الأوسط فإن فوائد العلاقة مع بكين واضحة، إذ تعد الصين بأن تكون مشترياً طويل الأجل للنفط والغاز ومصدراً محتملاً للاستثمار، "دون التعقيدات السياسية التي ينطوي عليها التعامل مع الولايات المتحدة".
كما أن "بكين لا تجد غضاضة في التعامل مع الحكومات التي ترفضها واشنطن. فقد انضمت سوريا لتوها إلى مبادرة الحزام والطريق، وأصبحت إيران تعتمد بشدة على الصين، منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، وإعادة فرض العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل".2 فبراير 2022 03:30آخر تحديث:2 فبراير 2022 09:26
دبي -
الشرق
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الصين تعمل على استغلال "الفراغ" الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعد خفض واشنطن تواجدها في المنطقة، بعدما أنهكتها الحروب هناك على مدار سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تركز على التحديات التي تفرضها عليها الصين، بدلاً من التواجد المركز في الشرق الأوسط. لكن بكين بدا أنها تستغل ذلك الانسحاب الأميركي، لتعزيز تواجدها في الشرق الأوسط وتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة، من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن.
وذكر التقرير الذي نشرته "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنه خلال شهر يناير زار الصين 5 مسؤولين كبار من دول عربية غنية بالنفط، لمناقشة التعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية. كما تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالقضاء على "التقارير الإعلامية التي تستهدف الصين" في وسائل الإعلام التركية، وضغط وزير الخارجية الإيراني لإحراز تقدم في استثمار 400 مليار دولار وعدت الصين بلاده به.
ورأت الصحيفة الأميركية أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، المنهكة من عقود من الحرب والاضطرابات في الشرق الأوسط، إلى الحد من مشاركتها بالمنطقة، تعمل الصين على تعميق علاقاتها مع كل من أصدقاء واشنطن وأعدائها في جميع أنحاء المنطقة.
استثمارات صينية
وأوضحت الصحيفة، أنه "بينما لا تقترب الصين من منافسة النفوذ الواسع للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإن دول المنطقة تتطلع بشكل متزايد إلى الصين ليس فقط لشراء نفطها، ولكن لجذب استثمارات صينية في البنية التحتية والتعاون في التكنولوجيا والأمن، وهو اتجاه قالت الصحيفة إنه يمكن أن يتسارع مع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة".
وبالنسبة لبكين، فإن الاضطرابات الأخيرة في الدول المجاورة مثل أفغانستان وكازاخستان قد عززت رغبتها في تنمية علاقات مستقرة في المنطقة، لاسيما بعد انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان بعد 20 عاماً، وكذلك انتهاء مهمته القتالية في العراق رسمياً.
إلى جانب هذا، فإن حديث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المتكرر عن الصين كأولوية أمنية وطنية قصوى، ترك العديد من شركائها في الشرق الأوسط يعتقدون أن اهتمام واشنطن يكمن في مكان آخر، وفق "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة الأميركية أن هناك حكومات باتت ترحب بالتوسع الصيني في المنطقة، لا سيّما وأن بكين تتبنى سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
"فرصة الصين"
وقال جداليا أفترمان، رئيس برنامج سياسة آسيا في معهد "أبا إيبان للدبلوماسية الدولية" في جامعة رايشمان في إسرائيل: "هناك شعور في المنطقة بأن الولايات المتحدة في طريقها للخروج بشكل نشط، وهذه فرصة للصين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "لطالما كان اهتمام الصين بالشرق الأوسط يتركز على شراء النفط، فهي تشتري ما يقرب من نصف إنتاجها من النفط الخام من الدول العربية، وتتصدر السعودية القائمة، ومن المؤكد أنها بحاجة إلى المزيد من النفط مع استمرار نمو اقتصادها، وهو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لكن في السنوات القلائل الماضية، استثمرت الصين أيضاً في البنية التحتية في المنطقة، وعقدت صفقات لتزويد الدول هناك بالاتصالات والتكنولوجيا العسكرية".
وتتطلع الشركات الصينية المدعومة من الدولة إلى الاستثمار في ميناء بحري في تشابهار في إيران. كما ساعدت في تمويل منطقة صناعية في ميناء الدقم بسلطنة عمان، وبناء وتشغيل محطة حاويات في أبو ظبي، بالإضافة إلى ميناءين جديدين في إسرائيل.
الحزام والطريق
وتعكس مثل هذه التحركات وجهة نظر بكين للشرق الأوسط على أنه حاسم لمبادرة الحزام والطريق، وهي خطة شاملة لبناء بنية تحتية دولية لتسهيل التجارة الصينية.
وقال جوناثان فولتون، الزميل الأول غير المقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إن الصين تأمل في ربط الأسواق وسلاسل التوريد من المحيط الهندي إلى أوراسيا، مما يجعل منطقة الخليج "مركزاً مهماً حقاً".
وفي تعاملاتها التي تركز على الأعمال التجارية في المنطقة، لم تواجه الصين الولايات المتحدة بشكل مباشر. لكنها غالباً ما تروج لنفسها كشريك بديل للدول التي تشكك في نموذج واشنطن للتنمية، أو تاريخها من التدخلات السياسية والعسكرية.
وذكر لي جوفو، الباحث في معهد الصين الدراسات الدولية الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الصينية أنه: "في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة صعوداً وهبوطاً في سياساتها الداخلية والخارجية، تشعر تلك الدول بأن الصين ليست فقط الدولة الأكثر استقراراً، لكنها كذلك الأكثر موثوقية".
شراكة تجارية
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بالنسبة لدول الشرق الأوسط فإن فوائد العلاقة مع بكين واضحة، إذ تعد الصين بأن تكون مشترياً طويل الأجل للنفط والغاز ومصدراً محتملاً للاستثمار، "دون التعقيدات السياسية التي ينطوي عليها التعامل مع الولايات المتحدة".
كما أن "بكين لا تجد غضاضة في التعامل مع الحكومات التي ترفضها واشنطن. فقد انضمت سوريا لتوها إلى مبادرة الحزام والطريق، وأصبحت إيران تعتمد بشدة على الصين، منذ انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا، وإعادة فرض العقوبات التي أصابت اقتصادها بالشلل".
وأوضحت الصحيفة، أن "الصين هي الشريك التجاري الأكبر للعديد من البلدان في المنطقة، ويتوقعون أن تشتري المزيد من النفط والغاز لأن الولايات المتحدة، التي سعت تحت إدارة بايدن إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري، تشتري كميات أقل. وفي العام الماضي، تجاوزت التجارة بين الصين ودول الخليج 200 مليار دولار لأول مرة، وتوسع التعاون ليشمل مجالات جديدة".
وعلى الرغم من محاولات الولايات المتحدة لعرقلة بعض خطوات الصين نحو المنطقة، ولاسيما تحديث منشآت البنية التحتية للاتصالات من جانب شركة هواوي ، إلّا أن بعض الدول العربية أبرمت اتفاقات مع الشركة الصينية العملاقة.