الشرق للآخبار
تسبّب تخريب لوحة فنية لتخليد ذكرى بطل المقاومة الجزائرية في القرن الـ19 الأمير عبد القادر، سخطاً وتنديداً واسعاً في فرنسا، وذلك قبل تدشينها في بلدة أمبواز بوسط فرنسا، حيث تم اعتقال الأمير مع عدد من أفراد عائلته بين عامي 1848 إلى 1852.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخريب، وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لنتذكر ما يوحّدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها، ولن تنسى أياً من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال".
بدوره، شجب وزير الداخلية جيرالد دارمانان "هذا العمل الغبي للغاية" بحسب وصفه، وأضاف أن "تنامي الأعمال المعادية للدين ليس مؤشرا جيداً لصحة المجتمع الفرنسي".
من جهته ندّد سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود بـ"عمل تخريبي دنيء"، داعياً إلى "مزيد من الحوار والتفاهم"، و"تجاوز ذلك (...) فالتقارب الفرنسي الجزائري مستمر. هناك إرادة مشتركة للتقدم إلى الأمام".
ويأتي هذا الحادث فيما تشهد العلاقات بين باريس والجزائر دفعاً جديداً، بعد أشهر من التوترات واستدعاء الجزائر لسفيرها، بسبب تصريحات ماكرون، والتي شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي في عام 1830.
الذكرى الستون لاستقلال الجزائر
وجاء العمل الفني الموسوم "ممر عبد القادر" باقتراح من المؤرخ الفرنسي (من أصل جزائري) بنجامان ستورا بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، عبر تقريره عن "قضايا الذاكرة المتعلقة بالاستعمار وحرب الجزائر" الذي سُلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير 2021.
وقبيل حفل التدشين، اكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة.
وصرّح رئيس فرقة الدرك هوج لويز لوكالة "فرنس برس"، إن "اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب من دون تسجيل أي تبن للعملية".
وأعلن النائب العام لمدينة تور، غريغوار دولان، فتح تحقيق في "تخريب خطير لملك المصلحة العامة، وملكية شخص عمومي".
"زيادة التوتر"
وأعرب رئيس بلدية أمبواز عن "سخطه" لتخريبها. وصرح بوتار لـ"فرانس برس": "شعرت بالعار للتعامل مع قطعة فنية وفنان على هذا النحو. الشعور الثاني بالطبع هو السخط. إنه يوم توافق من شأنه التوحيد ومثل هذا السلوك لا يوصف".
وأضاف أن "هذه مرحلة تتميز بالتوتر ويزيدها البعض توتراً (...) سنقاوم هذه التصريحات الكاذبة وهذه الأفعال التي تتسم بالعنصرية واللاتسامح".
وأبدى الفنان ميشال أودريار أسفه لرؤية عمله محطماً جزئياً. وقال: "هذا تخريب مع سبق الإصرار والترصد. تحتاج إلى قاطعة كهربائية لقطع وثني الحديد، هذا عمل جبان (...) لا يحمل أي توقيع. كنا هنا من أجل الاحتفاء بالتسامح مع شخصية فذة، وها نحن نشهد عملاً يتعارض مع قيم التسامح. أشعر بالخوف".
وبحسب رئيس البلدية تياري بوتار، فإنه "سيتم إصلاح" اللوحة، خلال شهر كما قال الفنان.
"ظلامية وجهل"
وعلى ضفاف نهر اللوار وتحت سماء مشمسة، السبت، كان نحو مئة شخص حضروا تدشين "ممرّ عبد القادر" حزينين، بينما كان ينتظر ان يكون هذا اليوم رمزًا للمصالحة بين فرنسا والجزائر.
أما المؤرخ بنجامان ستورا، فندّد بـ"ظلامية وجهل" من خرّب اللوحة الفنية.
وقال: "كان للأمير عبد القادر حيوات مختلفة، فقد حارب فعلاً فرنسا، لكنه كان صديقها أيضاً. من فعل هذا لا يعرف شيئاً عن تاريخ فرنسا، إنهم أمّيون بلا ثقافة لا يعرفون من هو الأمير" عبد القادر الجزائري.
والأمير عبد القادر بن محيي الدين (1808-1883) شخصية بارزة في تاريخ الجزائر. ولعب الرجل الملقب في باريس بـ"أفضل عدو لفرنسا"، دوراً كبيراً في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر. ويعتبر من مؤسسي الدولة الجزائرية الحديثة.
وبعد استسلامه، سُجن في تولون (جنوب شرقي فرنسا) وبو (جنوب غربي فرنسا)، ثم في قصر أمبواز من عام 1848 حتى إطلاق سراحه في عام 1852.
وبعد انتقاله إلى منفاه الاختياري في دمشق، نال الأمير عبد القادر شهرة كبيرة، خصوصاً لدى الغرب، بعدما أوقف الاقتتال الطائفي بين الموارنة والدروز، وحمايته لآلاف المسيحيين في منطقة باب تومة بدمشق عام 1860.
وحظي الأمير عبد القادر بإشادة من قادة الولايات المتحدة وملوك فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا، واعتبر من أبرز الشخصيات العالمية دفاعاً عن حقوق الإنسان.
تسبّب تخريب لوحة فنية لتخليد ذكرى بطل المقاومة الجزائرية في القرن الـ19 الأمير عبد القادر، سخطاً وتنديداً واسعاً في فرنسا، وذلك قبل تدشينها في بلدة أمبواز بوسط فرنسا، حيث تم اعتقال الأمير مع عدد من أفراد عائلته بين عامي 1848 إلى 1852.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتخريب، وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لنتذكر ما يوحّدنا، فالجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها، ولن تنسى أياً من إنجازاتها. لن تزيل أي تمثال".
بدوره، شجب وزير الداخلية جيرالد دارمانان "هذا العمل الغبي للغاية" بحسب وصفه، وأضاف أن "تنامي الأعمال المعادية للدين ليس مؤشرا جيداً لصحة المجتمع الفرنسي".
من جهته ندّد سفير الجزائر في فرنسا محمد عنتر داود بـ"عمل تخريبي دنيء"، داعياً إلى "مزيد من الحوار والتفاهم"، و"تجاوز ذلك (...) فالتقارب الفرنسي الجزائري مستمر. هناك إرادة مشتركة للتقدم إلى الأمام".
ويأتي هذا الحادث فيما تشهد العلاقات بين باريس والجزائر دفعاً جديداً، بعد أشهر من التوترات واستدعاء الجزائر لسفيرها، بسبب تصريحات ماكرون، والتي شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي في عام 1830.
الذكرى الستون لاستقلال الجزائر
وجاء العمل الفني الموسوم "ممر عبد القادر" باقتراح من المؤرخ الفرنسي (من أصل جزائري) بنجامان ستورا بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، عبر تقريره عن "قضايا الذاكرة المتعلقة بالاستعمار وحرب الجزائر" الذي سُلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يناير 2021.
وقبيل حفل التدشين، اكتشف المارة والحاضرون أن اللوحة الفنية للأمير المنحوتة على صفيحة حديدية من إنجاز الفنان ميشال أوديار، تعرضت للتخريب وأصيب الجزء السفلي منها بأضرار كبيرة.
وصرّح رئيس فرقة الدرك هوج لويز لوكالة "فرنس برس"، إن "اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل عشرة أيام. وعاينت الشرطة هذا الصباح التخريب من دون تسجيل أي تبن للعملية".
وأعلن النائب العام لمدينة تور، غريغوار دولان، فتح تحقيق في "تخريب خطير لملك المصلحة العامة، وملكية شخص عمومي".
"زيادة التوتر"
وأعرب رئيس بلدية أمبواز عن "سخطه" لتخريبها. وصرح بوتار لـ"فرانس برس": "شعرت بالعار للتعامل مع قطعة فنية وفنان على هذا النحو. الشعور الثاني بالطبع هو السخط. إنه يوم توافق من شأنه التوحيد ومثل هذا السلوك لا يوصف".
وأضاف أن "هذه مرحلة تتميز بالتوتر ويزيدها البعض توتراً (...) سنقاوم هذه التصريحات الكاذبة وهذه الأفعال التي تتسم بالعنصرية واللاتسامح".
وأبدى الفنان ميشال أودريار أسفه لرؤية عمله محطماً جزئياً. وقال: "هذا تخريب مع سبق الإصرار والترصد. تحتاج إلى قاطعة كهربائية لقطع وثني الحديد، هذا عمل جبان (...) لا يحمل أي توقيع. كنا هنا من أجل الاحتفاء بالتسامح مع شخصية فذة، وها نحن نشهد عملاً يتعارض مع قيم التسامح. أشعر بالخوف".
وبحسب رئيس البلدية تياري بوتار، فإنه "سيتم إصلاح" اللوحة، خلال شهر كما قال الفنان.
"ظلامية وجهل"
وعلى ضفاف نهر اللوار وتحت سماء مشمسة، السبت، كان نحو مئة شخص حضروا تدشين "ممرّ عبد القادر" حزينين، بينما كان ينتظر ان يكون هذا اليوم رمزًا للمصالحة بين فرنسا والجزائر.
أما المؤرخ بنجامان ستورا، فندّد بـ"ظلامية وجهل" من خرّب اللوحة الفنية.
وقال: "كان للأمير عبد القادر حيوات مختلفة، فقد حارب فعلاً فرنسا، لكنه كان صديقها أيضاً. من فعل هذا لا يعرف شيئاً عن تاريخ فرنسا، إنهم أمّيون بلا ثقافة لا يعرفون من هو الأمير" عبد القادر الجزائري.
والأمير عبد القادر بن محيي الدين (1808-1883) شخصية بارزة في تاريخ الجزائر. ولعب الرجل الملقب في باريس بـ"أفضل عدو لفرنسا"، دوراً كبيراً في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي في الجزائر. ويعتبر من مؤسسي الدولة الجزائرية الحديثة.
وبعد استسلامه، سُجن في تولون (جنوب شرقي فرنسا) وبو (جنوب غربي فرنسا)، ثم في قصر أمبواز من عام 1848 حتى إطلاق سراحه في عام 1852.
وبعد انتقاله إلى منفاه الاختياري في دمشق، نال الأمير عبد القادر شهرة كبيرة، خصوصاً لدى الغرب، بعدما أوقف الاقتتال الطائفي بين الموارنة والدروز، وحمايته لآلاف المسيحيين في منطقة باب تومة بدمشق عام 1860.
وحظي الأمير عبد القادر بإشادة من قادة الولايات المتحدة وملوك فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا، واعتبر من أبرز الشخصيات العالمية دفاعاً عن حقوق الإنسان.