محمد إسحاق عبدالحميد




كيف سيكون شكل الوظائف في المستقبل؟؟

وما الوظائف التي ستظهر والوظائف التي ستنحسر وتتلاشى؟؟

تخيل لو أنك دخلت للمستشفى ولم تجد فيها أي شخص تتواصل معه، ويتم التأكد من وزنك ودرجة حرارتك عبر جهاز رقمي عند البوابة، وتنطلق إلى قسم التشخيص دون موعد ولا حجز ويتم التعرف على مرضك ودائك بواسطة جهاز يعمل بالذكاء الصناعي وروبوت يأخذ العينات المطلوبة، ثم يتم تشخيصك وإعطاؤك تقريراً متكاملاً لما تعاني منه وما ستعاني منه مستقبلاً إن استمررت على نمطك الغذائي الحالي.

وتتسلم الدواء عند البوابة قبل خروجك من المستشفى وتنتهي من العلاج اللازم وتنتهي في زمن قياسي وأنت لم تقابل أي أحد طيلة تلك المدة!!

هذه الفرضية ليست متعلقة بتخصص الطب البشري فقط وبالتغييرات المتوقع حصولها مستقبلاً في طبيعة عمل الطبيب والاعتماد المتزايد على التقنية، بل هي متعلقة بجميع التخصصات والوظائف.

وخلال التاريخ شهدت البشرية تلاشي الكثير من الوظائف وظهور أخرى تتناسب مع التغييرات والتطورات الحاصلة فيه، ومن يمتلك المرونة للتعلم والتأقلم يستمر ومن يصر على التمسك بالتقنيات والوسائل القديمة لأداء المهام قد يخسر مكانه وعمله في هذا الواقع المتغير.

ومع اختراع الروبوتات الصناعية والمصانع التي تعمل دون أي أيدٍ عاملة بشرية في خط الإنتاج فقد خسر موظفو خطوط الإنتاج والتجميع سابقاً وظائفهم، وفي المقابل ظهرت وظائف جديدة كالمشرفين وفنّيي تشغيل الآلات والمعدات، والمهندسين على اختلاف تخصصاتهم والمدرين الذين يتابعون سير العمل والتأكد من استمرار التصنيع وسير العمل على الدوام.

وفي الوقت الحالي ومع التطور الهائل في التقنيات والسرعة الكبيرة في الابتكارات فقد يتحول العمل المباشر مع البشر والتفاعل معهم إلى العمل مع الآلات والتقنيات لخدمة البشر وتسهيل حياتهم، وبالتالي ستتغير المهام المطلوبة حينها وتتركز على الإشراف والصيانة المستمرة لهذه التقنيات والتطبيقات.

الوظائف تتغير باستمرار وستنتهي وظائف نراها اليوم وستظهر وظائف أخرى جديدة تتناسب مع التغييرات والتطورات الحاصلة.

وينبغي أن تكون لنا متابعة ولو بسيطة للتغييرات التي تحصل في مجالنا وتخصصنا وأن نمتلك المرونة الكافية للتعلم ومواكبة التغييرات في الوظائف والأعمال.

فهل نحن مستعدون لهذه التغييرات؟؟