إرم نيوز
تعهد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني، السبت، بفتح البرلمان ولجنة الأمن القومي التحقيق في قضية تسريب مكالمة هاتفية بين اثنين من القادة العسكريين في الحرس الثوري تتناول قضايا فساد داخل الحرس.

وقال مشكيني لوكالة أنباء ”إيلنا" الإيرانية، ”أحيانا تدخل ظاهرة التسلل إلى أنظمة المراقبة والوصول إلى القضايا الحساسة وتتسبب بالباطل ليحل محل الحق"، معتبرا أن ”نفوذ الجماعات الأجنبية قضية حساسة ومهمة للغاية ويجب أن نأخذها على محمل الجد".

ورأى البرلماني أن ”تسريب هذه المكالمة يكشف عن ظاهرة تسلل جهات خارجية إلى أنظمة المراقبة في البلاد".

وأضاف النائب: ”لقد استمعت للملف عدة مرات؛ ما أراد المنتقدون تحقيقه واستخدامه ذريعة لتدمير الحرس الثوري الإيراني، ومع هذه الحرب النفسية، لا يمكن للعدو أن يضر بشعبية الحرس"، مبينا: ”لقد ذكرت مرارا أنه بعد ثورة 1979 والحرب العراقية الإيرانية، كان هناك الآلاف من المؤامرات والاغتيالات والعقوبات والغزو الثقافي الذي يهدف للحد من الثورة، وأعتقد أن ظاهرة النفوذ الخارجي داخل المؤسسات الإيرانية قضية حقيقية وليست تكهنات".

وجاءت تصريحات مشكيني بعدما سرب موقع إذاعة ”فردا" المعارض، الجمعة، تسجيلا صوتيا يؤكد تغلغل الفساد في الحرس الثوري وتورط شخصيات بارزة مثل عمدة طهران السابق والرئيس الحالي للبرلمان الجنرال محمد باقر قاليباف، والقائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في قضايا فساد.

ويتحدث في التسجيل الصوتي المسرب الذي يمتد لنحو 50 دقيقة، قائد الحرس الثوري السابق اللواء محمد علي جعفري الذي يتولى حاليا منصب قائد مركز بقية الله الثقافي الاجتماعي للحرس، مع الجنرال صادق ذو القدر نيا، نائب الحرس الثوري لشؤون الاقتصاد والبناء.

وتتناول المحادثة قضية فساد تتعلق بفيلق القدس التابع للحرس وبلدية طهران برئاسة محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الحالي، والجنرال جمال الدين آبرومند، ورئيس منظمة مخابرات الحرس الثوري حسين طائب.

وفي أبريل/نيسان العام الماضي، سربت وسائل إعلام إيرانية مقابلة سرية لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، دفعت روحاني إلى إقالة مستشاره حسام الدين آشنا من منصب مدير مرکز الدراسات الاستراتيجية التابعة للحكومة الإيرانية، وسط اتهامات وجهت من قبل المتشددين إلى حسام الدين آشنا.

وأثار تسريب المقابلة الصوتية موجة انتقادات لظريف من قبل التيار المتشدد وحتى المرشد علي خامنئي، بعدما انتقد ظريف تدخل الحرس الثوري وقائد فيلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني بقرارات وزارة الخارجية.

واعترفت الحكومة الإيرانية برئاسة حسن روحاني حينها، أن المقابلة التي جرى تسريبها إلى وسائل إعلام إيرانية معارضة تنشط بالخارج، وقال الحرس ردًا على ما قاله ظريف إنه ”لا يعرف أي معلومات عن عمليات مهمة مثل استهداف قاعدة عين الأسد من قبل الحرس الثوري في مطلع يناير/كانون الثاني 2020، ردا على اغتيال سليماني في العراق، لماذا يجب أن نثق بوزارة الخارجية، التي لا يمكنها حماية ملف صوتي سري ونعطيها معلومات حول هجوم عسكري سري مثل الهجوم على قاعدة عين الأسد؟".