دمرت خمس سيارات تعود لناشطين في حركتي حماس والجهاد الاسلامي صباح الاحد في انفجارات شبه متزامنة وقعت في شمال مدينة غزة، لم يعلن اي طرف مسؤوليته عنها.ولم تقدم الشرطة التابعة لحماس التي تسيطر على قطاع غزة، اي معلومات او تفاصيل عن المنفذين المحتملين لهذه التفجيرات او ملابساتها مكتفية بالقول انها تسببت ب"اضرار مادية" فقط.وتوعدت الشرطة بان منفذي التفجيرات "لن يفلتوا من العقاب" معلنة فتح تحقيق.وقال شهود ان قنابل وضعت تحت السيارات المتوقفة امام منازل اصحابها ووقعت كل الانفجارات تباعا خلال ربع الساعة.وتعود ثلاث من السيارات الى اعضاء في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس واثنتان الى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، حسب ما ذكر الشهود.وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان مشترك " أنهما لن تتهاونا في ملاحقة الأيادي الآثمة" التي استهدفت مركبات عناصرهما في مدينة غزة.واضاف البيان المشترك "إن هذه الأفعال القذرة لن تثنينا عن دورنا وواجبنا المقدّس في حماية شعبنا والدفاع عن أرضنا والإعداد لمواجهة عدونا، فبوصلتنا نحو العدو، ولن يظفر المتربصون سوى بالخيبة والعار".وأوضح البيان "أن هذه الأفعال الإجرامية تحمل عنواناً واحداً، وهو التساوق مع الاحتلال وخدمة أهدافه، وأن الأدوات المأجورة المنفّذة تضع نفسها في مربع الخيانة، وأن بعض الأيادي الآثمة الغادرة، تحاول النيل من المقاومة في محاولات يائسة بائسة، في الوقت الذي يعيش فيه شعبنا الفلسطيني المجاهد الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وذكرى الملحمة البطولية العظيمة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد هذا العدوان الهمجي".وتدين الحركتان الاسلاميتان اللتان تشكلان القوتين الرئيسيتين في القطاع، باستمرار الحركات الجهادية وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق ويضاعف انشطته في شبه جزيرة سيناء المصرية المحاذية لغزة.وهذه الهجمات غير مسبوقة على عدة مستويات، حيث أنها اول مرة تستهدف فيها جماعة الجهاد الاسلامي التي تعتبر ثاني اكبر قوة في غزة، كما انها اول هجوم منسق (بواسطة خمس قنابل انفجرت خلال 15 دقيقة في حي الشيخ رضوان) يستهدف هذا العدد من اعضاء الحركات الاسلامية في غزة.ومؤخرا بث غزاويون التحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا تسجيل فيديو يدعو الى مهاجمة حركة حماس.وسبق ان استهدفت عدة هجمات عناصر من حماس بعضهم مسؤولون كبار، وكذلك عددا من المباني التابعة للحركة. وحصل اضخم هجوم في مطلع ايار/مايو حين تبنت جماعة سلفية متشددة تطلق على نفسها اسم "انصار الدولة الاسلامية في بيت المقدس" اطلاق قذيفتي هاون على موقع للتدريب تابع لكتائب القسام جنوب قطاع غزة. كما تبنت الجماعة هجوما في حزيران/يونيو ضد سيارة احد كوادر جهاز الامن التابع لحماس.وفي حزيران/يونيو الماضي ايضا وعقب العديد من الهجمات ضد حماس واهدف اجنبية، اعتقلت حماس عشرات الاشخاص من الاوساط السلفية الناشطة في القطاع.وكانت حماس قمعت بقسوة في 2009 الحركات السلفية المتطرفة التي تدعو الى الجهاد ووصلت الى حد تدمير احد مساجدها.ونفذت التفجيرات بشكل عام خلال الليل عندما تكون الحركة قليلة ما يوحي ربما بان الهدف هو التهديد والتحذير.ويرى الخبراء ان حماس التي تعد حوالى 30 الف مسلح تسيطر على الوضع في قطاع غزة. الا ان الغزاويين يبدون مخاوف حيال تفاقم الوضع مع انتشار الفقر وتزايد البطالة وتاخر عملية اعادة الاعمار بعد عام من الحرب الاسرائيلية على غزة التي استمرت 51 يوما، اضافة الى هجمات تنظيم الدولة الاسلامية في شبه جزيرة سيناء المصرية والخلاف الفلسطيني الفلسطيني والحصار الاسرائيلي واغلاق الحدود مع مصر.ويخشى المحللون من تزايد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في غزة والذي اصبح له فرع في سيناء، بعد سيطرته على مناطق شاسعة من سوريا والعراق، وخاصة بين الشباب في القطاع المكتظ الذي يعيش فيه 1,8 مليون شخص.وتندد حركتا حماس والجهاد الاسلامي باستمرار بتنظيم الدولة الاسلامية، وصرح مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس مؤخرا ان "جماس لا تريد ان تتحول غزة الى سوريا او العراق لان ذلك سيكون هدية للاحتلال الاسرائيلي".وتعتبر حماس والجهاد الاسلامي ان تصرفات تنظيم الدولة الاسلامية "تشوه صورة الاسلام وتخالف تعاليمه".ومؤخرا هدد تنظيم الدولة الاسلامية بجعل قطاع غزة واحدا من مناطق نفوذه في الشرق الأوسط متهما حركة حماس بأنها غير جادة بما يكفي بشأن تطبيق الشريعة.وجاء ذلك في تسجيل فيديو صدر من معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا في الثلاثين من حزيران/يونيو.وفي رسالة موجهة إلى "طواغيت حماس" قال عضو مقنع في التنظيم المتطرف "بإذن الله سنقتلع دولة اليهود من جذورها وأنتم وفتح وكل العلمانيين لا شيء.. زبد يذهب مع زحفنا وستحكم الشريعة في غزة رغما عنكم".وأضاف "ما يصير اليوم في الشام وفي مخيم اليرموك خاصة إنما سيحدث في غزة ورب الكعبة." وفي ذلك إشارة إلى التقدم الذي يحرزه التنظيم في سوريا بما في ذلك في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.