ليست زيارتي الأولى، بل إنني أتردد بشكل دائم على مدينة الرياض من أجل العمل، لكنها كانت زيارتي السياحية الأولى، والتي لن تكون الأخيرة بإذن الله.

تلقيت دعوة من الهيئة السعودية للسياحة، للتعرف عن كثب على موسم الرياض، وتشرفت بقبول الدعوة لاسيما أن أنظار العالم تتوجه كلها تجاه موسم الرياض. منذ اللحظة الأولى لوصولي، لمست «الروح السعودية»، بدءاً من حسن الضيافة العربية التي امتاز بها أهل الخليج عامة، وأهل نجد خاصة، ولمست حفاوة الترحيب والاستقبال من جميع من رافقوني في هذه الزيارة. للأمانة لم أشعر قط بأنهم يؤدون عملا، بل شعرت بأنهم يستضيفونني في بيتهم، كانت الوطنية هي السمة التي تطغى عليهم، يتحدثون بود وحب وفخر واعتزاز عن بلادهم وعن الجهد الجبار الذي تقوم به المملكة من أجل تنفيذ رؤية 2030، والتي تهدف إلى رفعة شأن الوطن والمواطن.

زرت العديد من الأماكن، أماكن جعلتني أعرف سر اختيار شعار «تخيل أكثر»، شيء من الخيال والروعة والرقي جعلني فعلاً أرى الخيال حقيقة أمام عيني. فعاليات مختلفة ومتنوعة وتتناسب مع ذوق الجميع، جعلتني أجزم على استحقاق السعودية لتكون أحد الوجهات المثالية للسفر والسياحة، فقد روعيت صياغة المنتج السياحي بشكل متكامل يتناسب مع مختلف الأذواق والطبقات الاقتصادية، ناهيك عن «الروح السعودية» التي لن تجدها في أي دولة حول العالم، أمن وأمان، ومستوى خدمة راق، وبرامج متنوعة بالإضافة إلى العنصر البشري السعودي الذي يمثل السر الحقيقي وراء نجاح الموسم، فالهوية السعودية حاضرة في كل زاوية من الزوايا، فهم أصحاب الأفكار، وهم من يعكفون على تطبيقها، وهم من يروجون للمملكة العربية السعودية.

رأيي المتواضع

لن أتحدث عن روعة الأماكن التي زرتها لإيماني أنه بوجود الميزانية يمكن أن نحول الصحراء القاحلة إلى جنة غناء، بل سأتحدث عن «الروح السعودية» التي ميزت موسم الرياض، فإيمان القيادة بالعنصر البشري السعودي وتمكينه، جعل الروح السعودية تطغى على روعة الأماكن الرائعة التي زرتها. وحرص القائمين على هذا الموسم بإشراك القطاع الخاص لكي يكون شريكاً في الربح والنجاح هو مؤشر على نجاح هذا الموسم، كما أن وجود إستراتيجية واضحة وتكاملية بين جميع القطاعات كانت من وجهة نظري أحد أهم الأسباب في ارتفاع مؤشر السياحة في المملكة.

وإذا ما تحدثنا بلغة الأرقام، يعد القطاع السياحي أحد أهم ركائز تحقيق رؤية المملكة 2030، للإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرصة عمل للمواطنين. وتضم منظومة السياحة كل من وزارة السياحة، وصندوق التنمية السياحي، والهيئة السعودية للسياحة، والتي تتكامل أدوارها لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للسياحة، وتحقيق طموحات وأهداف القطاع. وتشير مؤشرات القياس للعام الحالي إلى أن السعودية تنوي الوصول إلى 29.5 مليون زائر من خارج المملكة، و32.5 مليون زائر من خلال السياحة الداخلية، بما يساهم بما نسبته 5.3% من إجمالي الناتج المحلي وخلق أكثر من 836 ألف وظيفة جديدة.

جهود سعودية متكاملة، خلقت لنا موسماً سياحياً نتباهى به نحن أهل الخليج العربي قاطبة، فشكراً للمملكة العربية السعودية.