«في أحد أيام أغسطس 2021م، اختفت تشاو وي، وانتقلت من كونها إحدى أشهر الممثلات في الصين إلى اختفاء تام من الحياة العامة، وهذا بحد ذاته أثار ضجة، ولكنّ اختفاءَها لم يكن اختفاءً جزئياً، وإنما تم مسح آثارها من شبكة الإنترنت، وصفحتها في موقع التواصل الاجتماعي ويبو «Weibo» ذات الـ «86.000.000» ستة وثمانين مليون متابع تم تعطيلها، وتمّ كذلك تعطيلُ المواقع الإلكترونية التي أنشأها لها معجبوها، ولا توجد أيّ نتائجَ عند البحث عن أفلامها ومسلسلاتها في مواقع البث!
أُزيلَ اسمُ «تشاو» من قائمة الأسماء في شارة النهاية للمشاريع التي شاركت فيها أو أنتجتها، وعُوِّض مكانُ اسمها بفراغ، وحتى المناقشاتُ على شبكة الإنترنت، والتي ذكرتها بالاسم، أضحت تحت الرقابة فجأةً. ولم يبقَ غيرُ أثرٍ ضئيل فقط يدلّ على أن الفنانة المشهورة ذات الـ 45 عاماً كانت موجودةً يوماً ما!
لم تكن حالتها فريدة، ففنانون آخرون بدؤوا بالاختفاء أيضاً تزامناً مع إعلان الحكومة الصينية حملةً صارمة لفرض نظام يهدف إلى السيطرة على مشاهير الإنترنت المبتذلين، الذين يروّجون أنماط الحياة الفاسدة، وإلى حل مشكلة الفوضى التي أنشأتها ثقافة المعجبين على الإنترنت، هؤلاء الذين يقلدون المظاهر الجمالية الأنثوية للنجوم الذكور في فرق الغناء الكورية، الذين يوصفون بشكل مُلفت للنظر بـ: «xiao xian rou» أو «little fresh meat»، - وهو مصطلح صيني يشير إلى النجوم الصغار الذكور الوسيمين - هم الفئة التالية على القائمة بعدما قطعت الحكومة عهداً على نفسها بأن تضع حدًّا للرجال المخنّثين وظهورهم على شاشات الشبّان سريعي التأثر بما يرون» تقرير للكاتب أن أس ليونز بعنوان «وانغ هيونغ الانتصار والرعب».
اكتشفت الصين أن الليبرالية الغربية التي تحاربها وترفضها لا تتمثل في صناديق الاقتراع والأدوات الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط، إنما الليبرالية الغربية الحديثة وهي أشمل من ذلك بكثير تسطو حتى على المفاهيم الثقافية والفكرية ونمط الحياة الاستهلاكية التي غزت الصين فعلاً، وهنا تشكل الرعب الصيني بأن هزيمتها باتت قريبة، لذلك شمرت عن ذراعيها وأعلنتها حرباً على ذلك الغزو لأنها تعلم أنها إِنْ تغاضت فذلك يعني أنها هُزِمت من الداخل!!
ثم أضاف التقرير «هذا أيضاً هو سبب اختفاء مشاهير مثل الفنانة المشهورة تشاو وي، وسبب منع الأطفال الصينيين من لعب «الجرعة الروحية» من ألعاب الفيديو لأكثر من 3 ساعات أسبوعياً، وسبب حذف مجموعات المثليين «LGBT» من شبكة الإنترنت، وسبب تشديد ضوابط الإجهاض، كما وضَّح المنشور الوطني الذي رُوِّج له على وسائل الإعلام الوطنية، إذا سمحنا لـ «إستراتيجية الحد الأدنى من الترفيه»، «tittytainment strategy» الليبرالية الغربية بالنجاح في «جعل جيل الشباب يفقد صلابته ورجولته، فعندها سنسقط.. كما حدث للاتحاد السوفييتي». إن هدف حملة «التحول الجذري» للرئيس الصيني «شي» هي للتأكيد على أن «السوق الثقافي لن يكون جنة للنجوم المخنثين، ولن يسمح بتمجيد الثقافة الغربية في الأخبار ومساحات الرأي العام»، تابع للتقرير السابق. لنمعن النظر بما تفعله روسيا والصين في صيانة الهوية الوطنية والقومية لشعبيهما وحمايتها، لنرَ كم هي مسألة هامة وأولوية قصوى تعنى بها الرئاسة في الدولتين مباشرة كأهم قلعة حربية تواجهان بها خصومهما ولا تتركانها كمسألة ثانوية وكأنها مجرد هوايات تراثية أو فلكلور يحتفى بها.
بل لنرَ دولةً كالإمارات كيف جعلت «الهوية الوطنية» مسألة تلازم الاستعداد العسكري والاقتصادي والأمني.
إنها مسألة بقاء، حياة أو موت، انتصار أو هزيمة، وخسارتهما في هذه المعركة تشكل رعباً للروس والصين، لذلك فإنهما لم ينصتا للأصوات التي تصيح وتنتحب على الحريات الشخصية والحقوق الفردية.. وللحديث بقية.
أُزيلَ اسمُ «تشاو» من قائمة الأسماء في شارة النهاية للمشاريع التي شاركت فيها أو أنتجتها، وعُوِّض مكانُ اسمها بفراغ، وحتى المناقشاتُ على شبكة الإنترنت، والتي ذكرتها بالاسم، أضحت تحت الرقابة فجأةً. ولم يبقَ غيرُ أثرٍ ضئيل فقط يدلّ على أن الفنانة المشهورة ذات الـ 45 عاماً كانت موجودةً يوماً ما!
لم تكن حالتها فريدة، ففنانون آخرون بدؤوا بالاختفاء أيضاً تزامناً مع إعلان الحكومة الصينية حملةً صارمة لفرض نظام يهدف إلى السيطرة على مشاهير الإنترنت المبتذلين، الذين يروّجون أنماط الحياة الفاسدة، وإلى حل مشكلة الفوضى التي أنشأتها ثقافة المعجبين على الإنترنت، هؤلاء الذين يقلدون المظاهر الجمالية الأنثوية للنجوم الذكور في فرق الغناء الكورية، الذين يوصفون بشكل مُلفت للنظر بـ: «xiao xian rou» أو «little fresh meat»، - وهو مصطلح صيني يشير إلى النجوم الصغار الذكور الوسيمين - هم الفئة التالية على القائمة بعدما قطعت الحكومة عهداً على نفسها بأن تضع حدًّا للرجال المخنّثين وظهورهم على شاشات الشبّان سريعي التأثر بما يرون» تقرير للكاتب أن أس ليونز بعنوان «وانغ هيونغ الانتصار والرعب».
اكتشفت الصين أن الليبرالية الغربية التي تحاربها وترفضها لا تتمثل في صناديق الاقتراع والأدوات الديمقراطية وحقوق الإنسان فقط، إنما الليبرالية الغربية الحديثة وهي أشمل من ذلك بكثير تسطو حتى على المفاهيم الثقافية والفكرية ونمط الحياة الاستهلاكية التي غزت الصين فعلاً، وهنا تشكل الرعب الصيني بأن هزيمتها باتت قريبة، لذلك شمرت عن ذراعيها وأعلنتها حرباً على ذلك الغزو لأنها تعلم أنها إِنْ تغاضت فذلك يعني أنها هُزِمت من الداخل!!
ثم أضاف التقرير «هذا أيضاً هو سبب اختفاء مشاهير مثل الفنانة المشهورة تشاو وي، وسبب منع الأطفال الصينيين من لعب «الجرعة الروحية» من ألعاب الفيديو لأكثر من 3 ساعات أسبوعياً، وسبب حذف مجموعات المثليين «LGBT» من شبكة الإنترنت، وسبب تشديد ضوابط الإجهاض، كما وضَّح المنشور الوطني الذي رُوِّج له على وسائل الإعلام الوطنية، إذا سمحنا لـ «إستراتيجية الحد الأدنى من الترفيه»، «tittytainment strategy» الليبرالية الغربية بالنجاح في «جعل جيل الشباب يفقد صلابته ورجولته، فعندها سنسقط.. كما حدث للاتحاد السوفييتي». إن هدف حملة «التحول الجذري» للرئيس الصيني «شي» هي للتأكيد على أن «السوق الثقافي لن يكون جنة للنجوم المخنثين، ولن يسمح بتمجيد الثقافة الغربية في الأخبار ومساحات الرأي العام»، تابع للتقرير السابق. لنمعن النظر بما تفعله روسيا والصين في صيانة الهوية الوطنية والقومية لشعبيهما وحمايتها، لنرَ كم هي مسألة هامة وأولوية قصوى تعنى بها الرئاسة في الدولتين مباشرة كأهم قلعة حربية تواجهان بها خصومهما ولا تتركانها كمسألة ثانوية وكأنها مجرد هوايات تراثية أو فلكلور يحتفى بها.
بل لنرَ دولةً كالإمارات كيف جعلت «الهوية الوطنية» مسألة تلازم الاستعداد العسكري والاقتصادي والأمني.
إنها مسألة بقاء، حياة أو موت، انتصار أو هزيمة، وخسارتهما في هذه المعركة تشكل رعباً للروس والصين، لذلك فإنهما لم ينصتا للأصوات التي تصيح وتنتحب على الحريات الشخصية والحقوق الفردية.. وللحديث بقية.