عواصم - (وكالات): قتل 43 مدنياً وأصيب 100 في مجزرة جديدة لميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في قصف على حي دار سعد بمدينة عدن جنوب اليمن، في ثالث أيام عيد الفطر المبارك، بينما سيطرت قوات المقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس على القاعدة البحرية، ومقر القيادة العسكرية الرابعة، ومقار التلفزيون والإذاعة، والأمن السياسي، في منطقة التواهي في عدن، بعدما دخلت آخر معاقل الحوثيين وحلفائهم في المدينة. وكانت المقاومة سيطرت في الأيام القليلة الماضية على معظم مناطق المعلا وخور مكسر وكريتر، كما استعادت قواعد للقوات الخاصة ومرافق حيوية، من أهمها ميناء المعلا وميناء الحاويات ومطار عدن الدولي. وصرح مدير الصحة في المدينة الخضر لسوار أن 43 مدنياً قتلوا وأصيب أكثر من 100 في القصف الذي تعرضت له ضاحية دار سعد شمال مدينة عدن. وتسعى القوات اليمنية الموالية لحكومة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إلى إحكام سيطرتها على مدينة عدن جنوب البلاد، فيما يبدي المتمردون الحوثيون مقاومة في بعض أحياء المدينة بعد يومين من إعلان الحكومة «تحريرها». وتمكنت القوات الموالية للرئيس هادي بدعم من طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» الذي تقوده السعودية والقوات التي تدربت في المملكة، من استعادة السيطرة على معظم المدينة التي تعتبر ثاني مدن اليمن.وعاد وزيران من حكومة المنفى إلى عدن السبت الماضي بعد أن أعلن رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح المقيم في الرياض، «تحريرها» من أيدي الحوثيين وحلفائهم.وأمس تقدمت القوات الموالية لحكومة الرئيس هادي باتجاه مقر الرئاسة في قطاع من مدينة عدن مازال يسيطر عليه المتمردون الحوثيون.وتقدمت قوات «المقاومة الشعبية» الموالية لهادي في حي التواهي الذي يسيطر المتمردون على جزء كبير منه، وذلك بعد 3 أيام على إعلان الحكومة تحرير عدن كبرى مدن الجنوب اليمني وثاني مدن اليمن.وصرح مصدر عسكري أن «المقاومة الشعبية نجحت في دخول التواهي وتتقدم باتجاه قصر رئاسة الجمهورية ومقر قيادة الفرقة الرابعة للجيش». وذكر مصدر عسكري آخر أن المقاتلين على الأرض استفادوا من دعم جوي من قبل التحالف العربي الذي شن 15 غارة على مواقع المتمردين في التواهي وكذلك في الضاحيتين الشمالية والشرقية لعدن. وقال شهود عيان إن طائرات التحالف العربي أصابت مستودعاً للذخائر تابعاً للمتمردين مما أدى إلى انفجارات استمرت ساعتين في الرباط عند المدخل الشمالي للمدينة حيث عزز الحوثيون وجودهم في اليومين الأخيرين.وذكرت مصادر عسكرية وسكان أن 9 متمردين قتلوا في غارة جوية على خور المكسر وسط عدن بينما تستمر المعارك بين القوات الموالية لحكومة هادي والحوثيين وحلفائهم حول حيي دار سعد وكريتر.كما دار قتال في منطقة كريتر التي لايزال يتحصن فيها عدد من المتمردين، بحسب القوات الموالية لهادي.ووصل وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الحذيفي ووزير النقل بدر باسلمة إلى اليمن مساء الجمعة الماضي.وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية نقلاً عن مسؤول أمني سعودي أن الوفد توجه جواً من الرياض إلى أريتريا، ومنها بحراً إلى عدن. وشارك الوزيران في اجتماع يهدف إلى تأمين المدينة. وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن الاجتماع بحث إعادة فتح المطار والميناء للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى إعادة الكهرباء والماء إلى المدينة.وسيطر الموالون للحكومة على مطار عدن بعد أن شنوا هجوماً ضد الحوثيين الثلاثاء الماضي.وعاد بعض السكان الذين شردوا من عدن إلى المدينة لتقييم الدمار الذي لحقت بمنازلهم وأحيائهم.وقال معتز الميسوري من كريتر «لا توجد مستشفيات ولا كهرباء ولا ماء، ولولا البئرين في هذا الحي لمات الناس من العطش». وأعلنت الأمم المتحدة حالة الطوارئ الإنسانية من المستوى الثالث في اليمن، وهو أعلى مستوى. وبعد أسابيع من الدبلوماسية المكوكية بين الجانبين، تم الإعلان عن هدنة إنسانية في نهاية الأسبوع الماضي للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الملحة، إلا أن إطلاق النار لم يتوقف. ويحتاج أكثر من 21.1 مليون شخص - أكثر من 80% من اليمنيين - إلى المساعدات، ويعاني 13 مليوناً من نقص في الغذاء.من ناحية أخرى، نقل ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، تهاني خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، إلى قوات المنطقة الجنوبية بمناسبة حلول عيد الفطر، وذلك وفقاً لبيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس».جاء ذلك خلال زيارة سريعة قام بها إلى القوات البرية في المنطقة الجنوبية، تم من خلالها تفقد القوات هناك، والتقاط الصور التذكارية.وزار الأمير محمد بن سلمان مركز العمليات المتقدم في قطاع الثويلة على الحد الجنوبي، واستمع إلى إيجاز عن الموقف الحالي في منطقة المسؤولية وخطط العمليات العسكرية المنفذة. وزار أيضاً وحدة التدخل السريع، ووحدات المدفعية وراجمات الصواريخ.وزار وزير الدفاع قاعدة الملك خالد الجوية بخميس مشيط لزيارة سرب الطيران الخامس والخمسين، واستعرض العمليات الجوية خلال اليوم السابق وبرامج اليوم التالي لطائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن.