كان الله في عون باراك أوباما، لا من مشاكسات نتنياهو أو روسيا وإيران والصين ودكتاتور كوريا الشمالية وغيرها، بل لأنه أب لابنتين مراهقتين بدأ يتضح أن إحداهما مبذرة للمال كيفما كان، وهي البكر "ماليا" التي بلغ عمرها 17 سنة في 4 يوليو الجاري، فقد دفعت مساء السبت الماضي "إكرامية" في مقهى شعبي بنيويورك، تزيد ربما عما يدفعه أصحاب المليارات من "بخشيش" في أرقى المطاعم.زاد "البخشيش" بسنتات عدة عن 34 دولارا، تكفي ربما لعيش عائلة من فقراء السود الأميركيين في نيويورك ليوم واحد، وربما أكثر، مع أن مجموع الفاتورة التي اطلعت "العربية.نت" على قيمتها في موقع صحيفة Daily News النيويوركية "زاد بقليل عن 100 دولار" وكان ثمن سندويتشات وما شابه، تناولتها هي وشقيقتها "ساشا" الأصغر سنا منها بثلاثة أعوام، إضافة إلى 8 أصدقاء دعتهما الشقيقتان إلى مقهى Ruby’s Café الواقع بحي "نوليتا" في مانهاتن.المقهى شعبي ومن الأر خص، مع أنه في مانهاتن بنيويورك، حيث يبيع القهوة بدولارين ونصف دولارمن قيمة الفاتورة التي شملت إطعام 10 أشخاص، نستنتج أن المقهى الذي يصف نفسه في موقعه بأنه "دافئ" ورخيص، هو شعبي الأسعار فعلا، إلى درجة أن فنجان قهوة Espresso عنده بدولارين ونصف دولار، أي أقل من سعره في مطاعم ببعض المدن العربية، علما أن عناصر حرس خاص بعائلة الرئيس الأميركي، ممن رافقوا الابنتين داخل المقهى وعند بابه، لم يتناولوا شيئا حتى انتهتا مما كانتا فيه.وجاءت الفاتورة، ويبدو أنها كانت بحدود 105 دولارات وبعض السنتات، شاملة الضريبة وما يتقاضاه المطعم لنفسه من إضافيات، فدفعت ماليا 140 نقدا و"بخششت" الباقي للنادل، وهو أكثر من 34 دولارا، تعتبر "إكرامية" مبالغ فيها جدا حتى في لندن أو دبي الأغلى من نيويورك، لأن المطعم يضيف 10 % عادة على الفاتورة لقاء "الخدمة" التي يقدمها، ثم يعطيها لعماله "متكارما" عليهم من مال سواه.واستغلت الابنتان الفرصة لتنفردا مع الأصدقاء. وكان أوباما وصل مع ابنتيه يوم الجمعة الماضي إلى نيويورك ليشارك باجتماع مخصص لجمع التبرعات لحزبه الديمقراطي، وفي مساء اليوم التالي حضر عرضا فنيا، من نوع لا يميل إليه المراهقون عادة، فاستغلت الابنتان الفرصة لتنفردان مع أصدقاء رافقوهما من واشنطن الى طعام في مقهى رخيص، لكن "بخشيش" الابنة الكبرى فيه بلغ ثلث قيمة الفاتورة التي كانت ثمنا لأطباق سندويتشية الطراز، احتوت على همبرغر وبطاطا محمصة وقطع دجاج مقلية وسلطات متنوعة ومرطبات وحلويات.وتحب ماليا نيويورك، ولا ترتاد الا مقاهيها الشعبية كما يبدو، كواحد اسمه أورورا، ارتادته قبل أسبوعينويبدو أن "شيئا" في نيويورك يجذب ماليا، التي ولدت باسم ماليا آن، والى مقاهيها الشعبية بشكل خاص، ففي أول يوليو الجاري زارت المدينة أيضا مع بعض الأصدقاء، وأمضت 3 ساعات مشيا على الأقدام في شوارع حي Williamsburg ببروكلين، حيث نراها في صورة تنقلها "العربية.نت" عن صحيفة "نيويورك بوست" أمام محل شعبي هناك، وارتادت أيضا واحدا من أكثر مقاهي الحي شعبية، وهو "أورورا" الظاهر في صورة ثانية.ولماليا، دافعة "البخشيش" الذي يعادل 127 ريالا سعوديا ومثلها تقريبا من درهم الإمارات، صفحة في "فيسبوك" عدد المعجبين بها في الطريق لأن يصلوا الى مليون هذا العام. أما شقيقتها، فلن تجد حسابها بالموقع التواصلي، إلا اذا بحثت عنه باسمها الحقيقي، وهو "ناتاشا" الذي يختصرونه دلعا الى "ساشا" المعجب بصفحتها 61 ألفا فقط.