تنشر "العربية.نت" أول صور لخمسة تشيكيين تم خطفهم في لبنان الأسبوع الماضي، لا طلباً لفدية كما بدأ يتضح، بل لمقايضتهم بلبناني اعتقلته بلادهم في 2014 بطلب أميركي، يتضمن اتهامه "بالمتاجرة بالسلاح والتآمر على الولايات المتحدة" وهو علي طعان فياض الذي تظهر صورته لأول مرة أيضاً.فياض الحامل للجنسية الأوكرانية واللبنانية، كان مستشاراً لوزير الدفاع الأوكراني لشؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق، فكتور يانوكوفيتش، وأوقفته السلطات التشيكية تمهيداً لتسليمه إلى الولايات المتحدة الراغبة بمحاكمته، لذلك انتهز شقيقه صائب فرصة ذهبية وجدها أمامه لإخراجه من وراء القضبان التشيكية، فقام بمعاونة آخرين بما خطط له ونفذه ونجح فيه.كان مساء يوم الجمعة الماضي يقل بسيارته 5 تشيكيين، ثم اختفوا واختفى معهم، لا مخطوفاً مثلهم بل خاطفاً. ثم عثروا ظهر اليوم التالي على سيارته، وهي "ميني فان" طراز KIA رصاصية اللون، مركونة إلى جانب طريق لجهة بلدة "خربة قنافار" وقريبة 250 متراً فقط من حاجز للجيش اللبناني عند مفرق بلدة "كفريا" البعيدة في منطقة "القطاع الغربي" بالشرق اللبناني 65 كيلومتراً عن بيروت.صحافيان ومحام ومترجم، وخامس مجهولكان الخمسة في لبنان الذي زاروه مرتين، لإعداد تحقيق صحافي موثق عن المعتقل في براغ، علي فياض، بحسب ما تذكر وسائل إعلام تشيكية اطلعت "العربية.نت" على معلومات فيها مترجمة بشأنهم، ومن بعضها نقلت صورهم، مع تأكيدات بأن اثنين منهم يمثلان مؤسسات إعلامية تشيكية، يؤكد ذلك أن الجميع زاروا بلدة "أنصار" بالجنوب اللبناني، وهي مسقط رأس المعتقل فياض، وبعيدة 80 كيلومتراً عن بيروت.أما مهنتهما كصحافيين فتعرف إليها الجيش اللبناني حين عثر في السيارة على آلات تصوير ومايكروفون وبطاقات مصرفية، مع 105 آلاف ليرة لبنانية وفئات نقدية تشيكية و50 يورو، ثم عثر على الأهم، وهو جوازات سفرهم التي تنشر "العربية.نت" صورها أيضا، ومنها علم بمهنة كل منهم إلا واحداً، هو الخامس الذي قد يكون مصوراً.في جوازين للسفر وجد الجيش أن اثنين من المخطوفين هما الصحافيان مارتين بيسك (32 سنة) وكوفون بافيل (54). أما الثالث فمترجم عربي، عمره 37 واسمه آدم حمصي، وهو طبقا لما ذكرت عنه صحف تشيكية، مؤسس موقع Kalimat الذي تجولت فيه "العربية.نت" ووجدته مختصاً بترجمة لغات حية متنوعة من وإلى التشيكية.المخطوف الخامس: لغز، لا معلومات عنه بالمرةالمخطوف الرابع محام اسمه جان سفارك برافنيك وعمره 54 سنة، والخامس ميروسلاف دوبس (47 سنة) وهو الأكثر غموضاً، فلا معلومات عنه بأي وسيلة إعلام تشيكية أو غيرها، وهذا لغز، فمن يكون ميروسلاف الذي لا يملك الإعلام التشيكي ولو معلومة واحدة عنه سوى اسمه وصورته فقط؟المخطوفون الخمسة زاروا لبنان أول مرة في 15 مايو الماضي، وخرجوا منه بعد أسبوعين، ثم عادوا إليه مجدداً في 7 يوليو الجاري. وفي لبنان "تعمد موظف بشركة أوجيرو" العمل كسائق سيارة أجرة في "مطار رفيق الحريري الدولي" في بيروت، فقط ليراقب التشيكيين ويجر الجميع إلى فخ نصبه لهم.لم يكن المنتحل لشخصية سائق سيارة أجرة، سوى صائب فياض، شقيق المعتقل في براغ، والذي يبدو أنه راح يراقبهم إلى أن استقلوا سيارته لينقلهم إلى مكان ما، إلا أن أثرهم اختفى تماماً. وهنا توجد معلومة مهمة، نقلها "موقع جنوب لبنان" الإخباري عن ضابط أمني، ملخصها أن الخطف ربما حصل خارج منطقة البقاع الغربي في الشرق اللبناني، ثم تم نقل السيارة إلى هناك لصرف نظر الأجهزة الأمنية عن المكان الحقيقي الذي تمت فيه عملية الخطف.الخاطف الذي كان جزءاً من الخطفومن المؤكد أن السائق الخاطف لم يكن وحده ساعة سيطر على 5 أشخاص، ولا كان بإمكانه أن يفعل ذلك بمفرده، بل احتاج إلى من عاونه، خصوصاً أن عمره 50 سنة، وفق معلومات ذكرها عنه ابن شقيقته وسام النحاس، ونشرتها صحيفة "الجمهورية" اللبنانية التي قرأت فيها "العربية.نت" ما قاله، موحياً أن خاله لم يكن سوى جزء من عملية الإعداد لخطف يهدف إلى مقايضة الرهائن بشقيقه المعتقل في براغ، والذي كلفت عائلته محامياً للدفاع عنه، وهو الذي وقع بالفخ معهم وتم خطفه.خبر تكليف المحامي جان سفارك نقله كمال محسن الحاف، وكيل عائلة المعتقل علي طعان فياض وابن شقيقته، إلى وكالة الصحافة الفرنسية التي ذكرت أمس الاثنين أن العائلة "تعرف جيداً التشيكيين المفقودين. أحدهم هو محامي علي، وقد زار لبنان أربع أو خمس مرات، والتقيناه هنا" في إشارة من الحاف إلى بلدة "أنصار" التي يتحدر منها فياض.أما المترجم المخطوف، آدم حمصي، فقرأت عنه "العربية.نت" الكثير من المعلومات، معظمها في موقع TranslatorsCafé المختص بالناشطين في حقل الترجمة على مستوى دولي، وفيه أنه عربي الأصل يحمل الجنسية التشيكية ويقيم في براغ المعروف فيها كمترجم شهير، إلا أن البلد العربي الذي يحمل جنسيته غير وارد في كل المنشور عنه من معلومات.