جاء التصريح الأخير لمعالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بشأن قيام عدد من ممثلي بعض الجمعيات بالتواصل وبحث الشؤون الداخلية البحرينية مع جهة خارجية، كرسالة واضحة المعالم وبليغة المعنى والمضمون. فإن تصريح معاليه دلالة مؤكدة بأن الشؤون الداخلية البحرينية هي حق خالص لأبناء البحرين المخلصين يتم تداولها فيما بينهم. فالبحرين هي بلد القانون والمؤسسات الدستورية التي تكفل الحقوق لأبنائها. أما من آثروا الارتهان للجهات الخارجية فإنهم لن ينالوا سوى الفشل في محاولاتهم اليائسة والمتكررة، لأن أبناء البحرين المخلصين يدركون بأن من يلجأ للجهات الخارجية فإنه يخرج عن الإجماع الوطني البحريني، وإننا في البحرين لدينا من الأدوات التي كفلها النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى من خلالها ميثاق العمل الوطني الذي نحتفل هذه الأيام بذكراه العطرة.

إن هؤلاء الذين لجؤوا للجهة الخارجية والذين يمثلون عدداً من جمعيات المجتمع المدني، خالفوا القانون والأعراف الوطنية بما قاموا به من عمل مشين، وهم يدركون بأن الجهة الخارجية التي لجؤوا لها ليست مكاناً للحوار وتداول الشؤون السياسية البحرينية، إذ إن الشؤون الداخلية البحرينية مكانها ما نص عليه الدستور وميثاق العمل الوطني، وفقاً لما جرى سابقاً في حوارات وطنية أفضت لتعديلات دستورية بناء على رغبة وطنية بحتة.

إن من لجؤوا للجهة الخارجية وهم قليلون اختاروا هذا الوقت للتمهيد لإبداء رغبتهم في خوض الانتخابات النيابية القادمة من خلال ما نقلوه من أكاذيب وتخرصات للجهة الخارجية عن الشأن الداخلي البحريني، وفي الوقت عينه هم يدركون تماماً أنهم لا يملكون حاضنة شعبية تمكنهم من الوصول للعمل تحت قبة البرلمان، لذلك فضلوا الدخول من باب الجهة الخارجية وهو الباب الخاطئ. وما أثاره هؤلاء في اجتماعهم يذكرنا بما قام به أسلافهم من الذين خانوا الوطن بالارتهان للخارج ولم يجدوا بعد ذلك إلا الخذلان، فقد اندحروا جميعاً وخابت كل مخططاتهم أمام شموخ الوطن وقيادته وشعبه الوفي الذين وقفوا صفاً واحداً أمام السعي لإثارة الفتنة والنيل من السلم الأهلي وشق الصف.

تصريح معالي وزير الداخلية جاء في الوقت المناسب وبصرامة تامة ليؤكد بأن أبناء الوطن المخلصين بما فيهم رجال القوات المسلحة ورجال الأمن البواسل على أهبة الاستعداد لمواجهة من تسول له نفسه الارتهان بالخارج للتدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، وما ذكره معاليه في تصريحه فإنه يعبر عن مشاعر كل بحريني مخلص.

حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها الوفي من كل سوء.