ضمن أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة
تضامن الأمة العربية سلاحها الوحيد للوقوف سدا منيعا ضد التحديات والمخاطر
أكدت السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب رئيسة اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية أن مملكة البحرين وانطلاقا من الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، تتمسك بالنهج القائم على التعاون والتضامن في إطار تعزيز الأخوة الإنسانية، وتجد أن تضامن الأمة العربية هو سلاحها الوحيد الذي يستطيع أن يقف سداً منيعاً ضد كافة محاولات الاختراق الخارجي، وتسييج مقدراتها ومصالحها بتبني مواقف موحدة بشأن قضاياها المصيرية.
ونوهت إلى الحاجة الماسة لتعميق فكرة العمل بروح الفريق الواحد بين البرلمانات العربية، وتنمية روح التضامن العربي المشترك، والسعي من أجل نهضة هذه الأمة عبر تدعيم أواصر التعاون والتكاتف فيما بين دولها، لمواجهة التحديات والمخاطر التي تفاقمت على نحو غير مسبوق، الأمر الذي يستلزم التصدي لها والتعامل معها بنهج موحد وسياسات مشتركة، مؤكدة أن ما يجمع شعوب الأمة العربية أكثر بكثير مما يفرق بينها، وما يوحدها أكثر مما يشتت شملها، داعية البرلمانات العربية للعمل على تعزيز دورها، وتسجيل بصمةً واضحة للوصول إلى تلك المرامي السامية.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس النواب اليوم (الأربعاء) ضمن أعمال المؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي والذي يقام في عاصمة جمهورية مصر العربية الشقيقية "القاهرة"، تحت عنوان "التضامن العربي" في الفترة من 17-18 فبراير الجاري.
وذكرت رئيسة مجلس النواب أن التوسع في أطر التضامن العربي، تزداد أهميته، في ظل ما يشهده أكثر من بلد عربي شقيق، من تطوراتٍ مفصلية يتصل بأمنه واستقراره ووحدته، إلى جانب التحديات التنموية، مشيرة إلى أن تضامن البرلمانات العربي من شأنه أن يكرس الدعم لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الوحدة الداخلية في كل من العراق والسودان وليبيا وسوريا، إلى جانب دعم حق الشقيقة مصر والسودان الشقيق في الحفاظ على حقوقهما المائية ضد أي انتقاص، مؤكدة أن القضية الفلسطينية، تظلُ القضية الأولى و المركزية للأمة العربية، وأن الموقف منها ثابت، ينطلق من التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه و إقامة دولتهِ المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، حيث يساهم ذلك في تثبيتُ أركان السلام الشامل في المنطقة اعتماداً على تفعيل المبادرة العربية للسلام وطبقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت ضرورة تعميق روح التعاون والتضامن العربي، والوقوف صفاً واحدا، إزاء الممارسات الإرهابية التي تستهدف الإخلال بالأمن العربي، والتي تقوم بها ميليشيا الحوثي، حيث دأبت على توجيه هجماتها الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا والمصابين في البلدين الشقيقين، فضلاً عن الأضرار التي تلحق بالمنشآت والممتلكات جراء هذه الهجمات، مما يستلزم إعادة التأكيد على تضامن الأمة العربية بأسرها مع البلدينِ الشقيقين، وتقديم الدعم التام لكل ما يتخذانه من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما.
ودعت رئيسة مجلس النواب لتسجيل موقف موحد إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في أكثر من قِطرٍ عربي، ومحاولاتها المستمرة للإخلال بأمن واستقرار المنطقة، عبر دورها القائم على تشكيل المليشيات ودعمها بالمال والسلاح، ضمن سلوك توسعي للنظام الإيراني، يضع الأمن والسلم الإقليمي والدولي في دائرة الخطر والتهديد، ويشكلُ تحدياً صارخاً للمجتمع الدولي ولمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وطرحت رؤية تتصل بتعزيز فاعلية الاتحاد البرلماني العربي، والأخذ به نحو مزيد من التقدم، مؤكدة أن التجمع البرلماني العربي، يستحقُ - لما تربطهُ بالدول العربية التي تتربعُ على عرش الحضارةِ العالمية منذ القدم - أن تكون له الكلمة النافذة، والصوتُ المؤثرُ، والوقعُ في القرار، والسبق في الفعلِ من أجل مصلحة الدول والشعوب العربية، والتداعي من أجل إبراز المواقف على نسقٍ من الوحدة والانسجام.
ورأت الحاجة للذهاب بدور الاتحاد البرلماني العربي لأفق أسمى، واتخاذ خطوات متسارعة وفاعلة، تجعل منه كيانا يضاهي الاتحادات البرلمانية الجيوسياسية الأخرى في العالم، والتي تصل بقراراتها لحدود الدول العربية، وتضع نفسها في إطار تقييك الوضع العربي الداخلي، مؤكدة ما يستدعيه ذلك من توقف وبحث ووضع رؤية اتجاه تلك الممارسات.