العربية.نت

مع تصاعد التوتر بين الروس والأوكرانيين لا سيما في إقليم دونباس (شرق أوكرانيا) خلال الساعات الماضي، أعرب أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس من بروكسيل حيث عقد لقاء لوزراء دفاع دول الناتو لليوم الثاني على التوالي، عن قلقه من محاولة روسيا تقديم الادعاءات والذرائع لشن هجوم على الجارة الغربية.

كما اعتبر أن عناصر الاستخبارات الروسية ينشطون في الشرق الأوكراني، في محاولة للبحث عن ذريعة للغزو . وأضاف أن الحلف يدرك كافة المعلومات الروسية المضللة التي تبثها تمهيدا للغزو.

الأقمار الصناعية لا تكذب

وعن الحشود العسكرية الروسية على الحدود، شدد ستولتنبرغ على أن موسكو حشدت أكبر عدد من القوات منذ عقود حول الأراضي الأوكرانية.

وأوضح ردا على سؤال حول الدلائل، أن صور الأقمار الصناعية لأكبر دليل، قائلا :" لا يمكن دحض الحقائق التي تثبتها صور الأقمار الاصطناعية عن التعزيزات العسكرية على الحدود بين البلدين"

إلى ذلك، حذر من أن أي اعتراف روسي بـ"دونيتسك" و"لوغانسك" سيكون انتهاكا لاتفاقيات مينسك.

دعم كييف

وجدد ينس دعم الحلف لأوكرانيا، من أجل الدفاع عن نفسها، ومساعدتها باللمعدات والأسلحة مشددا على أنه لن يتخلى عن دعم كييف .

أتت تلك التصريحات بعدما أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في وقت سابق من بروكسيل أن سياسة الناتو لن تتغير، داعيا إلى الرد على التحديات التي تثيرها موسكو بشأن الأزمة الأوكرانية.

كما أكد أن الشركاء لن يقبلوا بالتنازل عن قيم وسياسة الباب المفتوح لحلف الناتو. وأوضح أن الدول هي التي تختار الانضمام للناتو وليس العكس.

تحشيد روسي مستمر

يشار إلى أن اجتماع الحلف أتى مع استمرار حشد روسيا لأكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

فيما نفت موسكو أي نية لغزو جارتها الغربية، وأعلنت في وقت سابق اليوم أيضا أنها عددا من الآليات انسحبت من مواقع بالقرب من الحدود.

إلا أن الغرب جدد تشكيكه بتلك الانسحابات، لا سيما وأن صورا جدية من الأقمار الصناعية التقطت خلال اليومين الماضيين أظهرت إنشاء طرق جديدة وجسر تكتيكي عبر نهر رئيسي في بيلاروسيا على بعد أقل من 4 أميال من الحدود الأوكرانية.

ومنذ أكتوبر الماضي، تصاعدت الاتهامات الغربية لموسكو على خلفية الملف الأوكراني، فيما لوح الولايات المتحدة بعقوبات موجعة على الروس إذا اجتاحوا الأراضي الأوكرانية.

إلا أن الكرملين نفى مرارا تلك الاتهامات، وأكد أن جل مطالبه تكمن في تقديم ضمتانات تهدئ المخاوف الأمنية الروسية، وعلى رأسها عدم ضم كييف إلى الناتو، فضلا عن وقف توسع الأخير شرقا.

لكن الحلف تمسك بحرية الدول عامة في الانضمام إليه، في إشارة إلى سعي أوكرانيا للانضمام، ما يشكل خطاً أحمر بالنسبة للروس.