يحيي الأميركيون في فبراير من كل عام ذكرى رؤسائهم بتخصيص عطلة رسمية لتكريمهم تسمى "يوم الرؤساء".
وبدأ الاحتفال أول مرة، في عام 1885، تخليدا لذكرى الرئيس الأميركي الأول، جورج واشنطن، الذي ولد في 22 فبراير 1732، أما اليوم فيجري الاحتفال بهذه العطلة في يوم الاثنين الثالث من شهر فبراير، من كل عام، لتكريم جميع الرؤساء.
ويختلف اسم المناسبة من ولاية لأخرى، فهناك من يسميه "عيد ميلاد واشنطن" أو "يوم الرؤساء" أو "يوم الرئيس"، لكن يظل ثالث يوم اثنين في شهر فبراير عطلة فيدرالية.
ويتذكر الأميركيون في هذا اليوم مسيرة وإنجازات واشنطن ودوره في تأسيس الولايات المتحدة وتوحيد الجمهورية الفتية آنذاك. وأصبحت طريقة واشنطن الذي يوصف بأنه "أبو البلاد"، في الحكم وإدارة شؤون الدولة عرفا ومثالا احتذى به الرؤساء اللاحقون.
تم إقرار عيد ميلاد واشنطن عطلة رسمية في عام 1885 لتنضم إلى ربع عطل فيدرالية أخرى معترف بها على المستوى الوطني، وهي يوم عيد الميلاد، ويوم رأس السنة الجديدة، والرابع من يوليو، وعيد الشكر.
وجاء التحول من عيد ميلاد واشنطن إلى "يوم الرؤساء" في أواخر الستينيات، مع تطبيق "قانون عطلة الاثنين الموحد"، الذي دخل حيز التنفيذ رسميا في عام 1971، الذي حول الاحتفال بعيد ميلاد واشنطن في 22 فبراير إلى يوم الاثنين الثالث من فبراير.
ورغم أن واشنطن وإبراهام لينكون لا يزالا الأكثر شهرة بين الرؤساء الأميركيين، يُنظر إلى "يوم الرؤساء" الآن على أنه يوم للاعتراف بحياة وإنجازات جميع الرؤساء.
في الماضي، اكتسبت عطلة عيد ميلاد واشنطن معنى خاصا خلال فترة العصيبة التي يطلق عليها "الكساد الكبير"، عندما ظهرت صوره على الصفحات الأولى من الصحف والمجلات يوم 22 فبراير.
ثم أصبح يُنظر إلى "يوم الرؤساء" على أنه وقت للاحتفال الوطني والتذكر، إذ تقام الاحتفالات وتتم إعادة تمثيل الأحداث التاريخية. وتطلب بعض الولايات من المدارس العامة تعريف الطلاب بإنجازات الرؤساء.
ومثل بقية الأعياد الوطنية التي تعتبر عطلة فيدرالية، يتم إغلاق العديد من البنوك والمدارس، وتستغل شركات السيارات ومتاجر التجزئة العطلة لتقديم عروض تخفيضات على منتجاتها.
وهناك بعض الآثار التي تخلد ذكرى الرؤساء، من أهمها النصب التذكاري لجورج واشنطن، الذي يعتبر بين أكثر النصب التذكارية شهرة في العالم لزعيم سياسي. وقد استمد شكله العمودي الذي يشبه شكل المسلة التي تعتبر رمزا مصريا للاستقرار والقوة الخلاقة، وفق موقع Share America التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويخلد نصب جبل رشمور في ولاية ساوث داكوتا أربعة رؤساء لأدوارهم في تاريخ البلاد، وهم جورج واشنطن لدوره في إنشاء البلاد، وتوماس جيفرسون لدوره في مساعدة الجمهورية الفتية على النمو، وثيودور روزفلت لقيامه بتطوير البلاد وإبراهام لينكون لجهوده ودوره في الحفاظ على وحدة البلاد.