هدى عبدالحميد




أصبح الترويج لحلم الثراء السريع يحيط بنا من كل جانب، فتارة جوائز تبشرك بأنك قد تكون المليونير القادم، وتارة جوائز اقتناء عملات مشفرة غير محددة المعالم ومع ذلك تبشرك بالثراء السريع، وآخر,ن يدعونك لحلم التداول وشراء أسهم تعمل من أجل أن توفر لك الأموال دون أن تعمل، غير أخبار عن جوائز يانصيب في دول بعيدة تخبرك عمن تحول إلى مليونير بالصدفة.

,رغم أن البعض منها حقيقي فإنها أصبحت تشكل خطراً على فئة كبيرة من الناس وخصوصاً الشباب؛ لأن احتماليتها ضعيفة وتنمي أحلام اليقظة لديهم، وتجعلهم متعلقين بهذه الأحلام، بل يرهنون نجاحهم في الحياة على أمل الوصول إلى حلم الثراء السريع الذي أصبح الترويج له يفوق حدود الاحتمال.

ولم تسلم عقول شبابنا من هذه الأمنيات لتجد نفسها تحت تأثير الأفلام السينمائية التي تروج للأبطال اللصوص، حيث يقوم صناع هذه الأفلام باستخدام كل ما هو باهر لخطف لب المشاهدين من خلال البطل الخارق الذي يستطيع أن يضرب كل من في الفيلم دون أن يصاب بخدش، أو يستطيع أن يقوم بكل ما هو صعب ويقود أفخر أنواع السيارات ويتمتع بالعقلية الجبارة التي تستطيع خداع أي شخص، ورجال الشرطة دون مستوى عقليته الفذة.

وجاءت المواقع الإلكترونية بإعلانات عن الأب أو الخادم الذي اكتشفوا ثروة هائلة في حيازتهما نتيجة أي فكرة يريدون الترويج لها.

إن الحصار الذي نتعرض له بإعلانات ترويجية تداعب أمنياتنا تحقيق عائد مادي سهل أصبحت تفوق احتمال الأشخاص العاديين فما بالنا بالشباب الصغير المفعم بالأمل دون خبرة جيدة في الحياة.

علينا أن نحمي أولادنا من هذه الأفكار، وأن ننمي قدراتهم على التعامل مع هذه الإعلانات والأحلام الزائفة، فقد يصبحون مؤهلين للتعرض للنصب نتاج الاستسلام لهذه الأفكار؛ فالأمل جميل أما الاستسلام لأحلام نسبة نجاحها لا تتعدى واحد في المليون فهو الخطأ الكبير.

يجب الترويج لأفكار بناءة، وإعطاء الدورات لهؤلاء الشباب لكي يستطيعوا مواجهة الحياة، فأن تكون عاملاً مجتهداً شيء جيد ولكن أن تكون مجتهداً وذا عقل مستنير فهذا سيكفل لك النجاح ولو بعد حين.

إن استثمار جزء من مدخراتكم وتنميتها هو الذي سيضمن العيش الكريم دون انتظار حلم بالثراء قد لا يحدث أبداً، وإن حدث فيعتبر مكافأة من الله على تعبكم في الحياة، وخصوصاً أن بعض الدراسات فاجأتنا أن مليونير الصدفة غالباً ما يفقد أمواله خلال ثلاث سنوات ويرجع إلى كونه موظفاً عادياً.