امل الحربي




في كل زمن تظهر ظاهرة معينة وتنتشر وتؤثر على المجتمع بكل طبقاته، حتى الكبار ممكن أن تؤثر عليهم وتصبح حديث المجتمع والأغلبية يسعى لها، في هذا الوقت نلاحظ الحرص والتسابق من بعض المشاهير وبعض طبقات المجتمع للوصول بما يسمّى الترند أو للحصول على أعلى مشاهدات على كل وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض لا يهمه ولا يحرص على أن يقدم مادة مفيدة مؤثرة بالمجتمع بشكل جميل، بناء وتنشر القيم، بل للأسف أصبح البعض يقدم مادة غير بناءة تربوياً وأخلاقياً وأخباراً كاذبة وإشاعات للشهرة وبما يسمّى الترند وللحصول على المشاهدات.

للأسف المراهقون والشباب والأطفال تأثروا ببعض من يطلق عليهم مؤثرين فتأثروا بأفكارهم وأصبحوا يعتبرونهم قدوة ويحلمون أن يصبحوا مثلهم.

في الزمن السابق كان المؤثر هو المثقف الذي يقدم مادة مهمة مفيدة والكل يتسابق للعلم المفيد، الآن أصبحت الثقافة من يصعد للترند أياً كان ما يقدمه، أصبحت الخبرة والشهادات ليست لهما قيمة كبيرة، حتى في الوظائف الآن بعض الوظائف تقبل الموظف بـ»كم عنده من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؟ والذي ليس لديه عدد كبير من المتابعين يعتبر غير ناجح أو مؤثر اجتماعياً، إلى ماذا وصلنا للأسف الشديد؟».

أتمنى أن نعيد النظر بما نقرأ ونشاهد ومن نشاهد ونتأثر به على وسائل التواصل الاجتماعي، ونوعّي الأبناء بماذا يشاهدونه وما لا يشاهدونه وما مفهوم ما يسمى بالترند وما مفهوم المؤثر والمثقف، لآن هذا سيؤثر عليهم بالمستقبل وعلى أفكارهم ومعتقداتهم.