هناك وضع متأزم قائم حالياً بين روسيا وأوكرانيا من شأنه التأثير على العالم. التأثيرات الاقتصادية بدأت في أسعار النفط والغاز الطبيعي، باعتبار روسيا أحد كبار مصدري الغاز وكذلك النفط.
المشاهد من أوكرانيا مؤثرة، ولسان حال الجميع يتفق بأن الحروب مدمرة، وأن التأزم السياسي الذي يقود لحراك عسكري ضرره جسيم جداً.
ووسط الترقب فيما ستؤول إليه الحالة القائمة، يأتي الدور الأمريكي والذي يراه البعض بأنه لازم في جميع القضايا على سطح هذا الكوكب، في حين التاريخ يوثق بأن الأمريكان في ظل طموحهم المتنامي للعب دور «الدولة العظمى المطلقة» هم من لعبوا أدواراً أطغى وأكبر مما فعلته روسيا، وهذا ليس في التاريخ البعيد الذي يقودنا للحربين العالميتين الأولى والثانية، بل الأمريكان هم من واصلوا البناء والاستثمار على إرث الحروب تلك، ليصنعوا «استعماراً جديداً» بأساليب حديثة تختلف عن «الاستعمار القديم» الذي مثلته حضارات أوروبية عديدة كالبريطانيين والبرتغاليين والفرنسيين والأسبان. التدخل الأمريكي في أي حدث يحصل في العالم اليوم، ليس سوى سكب مزيد من البنزين على النار، خاصة حينما يرتبط اليوم بقوة مناهضة كروسيا، والتي لن تقبل أبداً «فلسفة أمريكية» أو «إملاءات» عليها بشأن ما تفعله وفق ما تعتبره أموراً خاصة بها ترتبط بسياستها، إذ هل يؤمن الأمريكان بأنهم في موقع «ترويض» لروسيا عبر التلويح بعقوبات وإجراءات وغيرها من أمور؟!
لسنا نبرر لروسيا ما تفعله اليوم، إذ لا أحد يؤيد الحرب بما تصنعه من ضرر على البشر، لكن حينما يتدخل الأمريكان ويرتدون رداء «القديسين» في أي أمر، ويبدؤون في الوعظ وتدريس الناس «الأخلاقيات والمبادئ»، فإنك ستشعر بـ«التقزز» بالضرورة، حالما تربط ما يقولونه بتاريخهم «الأسود» في استعمار الشعوب والتحكم في مصائر الأمم، والأدهى التدخل في شؤون دول تبعد عنهم آلاف الأميال.
حينما تعظ أمريكا روسيا اليوم وتلوح لها بالعقاب، هل يظن الأمريكان بأن الطرف الآخر سيذعن؟! الدبلوماسية لا تدار هكذا، وبما تمتلكه أمريكا من سجلات استعمارية توسعية تحكمية تتناقض مع ادعائها بحماية الديمقراطية ونصرة الشعوب، يكون المضي في هذا الأسلوب مسوغاً لتعزيز دعم الروس من قبل حلفائهم الصينيين وحتى دخول دول ككوريا الشمالية وغيرها، فقط لأن أمريكا تتدخل وتحاول فرض وجودها «كملكة» عليهم، وبالتالي المتضرر هم الأوكرانيون الذين يريدون الخروج ببلدهم آمنة وشعبهم دون ضرر. الواعظة أمريكا، هي أول من ارتكب جرائم حرب إرهابية تفوق التصور وتضرب الإنسانية في مقتل، واسألوا اليابانيين عمن ألقى أول قنبلتين ذريتين عليهم ليباد شعب وتتدمر دولة بكافة مقوماتها؟ اسألوا الفيتناميين عمن تركوا بلادهم لآلاف الأميال ليقتلوهم في بلادهم ويستبيحوها مثلما فعلوا في الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين؟ اسألوا الأفغان الذين حاربوا الغزو السوفييتي ووقفوا بمساندة دول الخليج وأمريكا حينها ليمنعوا ابتلاع بلادهم، اسألوهم من الذي غزاهم بعدها وسيطر على بلادهم بحجة محاربة الإرهاب. هل هم الروس أم الأمريكان الذين فعلوها صراحة؟!
واسألونا نحن العرب عمن كذب ولفق ودلس بالتعاون مع البريطانيين ورئيس وزرائهم حينها توني بلير، لتدخل أمريكا العراق وتقصفه بأهله بحجة إسقاط صدام حسين، لكن الحقيقة كانت للاستحواذ على حقول النفط والتحكم بالبلد العربي الذي كان يصد تهديد إيران للخليج، ومن ثم يقوم أوباما بالإفراج عن مليارات الخميني المجمدة، وبعدها يسلم العراق بأكمله لإيران لتبلعه.
المفارقة المضحكة بأن الأمريكان يروجون لأنفسهم بأنهم أصحاب الحل، بينما هم آخر من يتكلم عن التعدي على الشعوب، وهم من يفترض بأن يخرجوا من المشهد، لأن وجودهم بأسلوبهم الاستعلائي هو ما سيدفع الروس للإيغال فيما يفعلونه.
المشاهد من أوكرانيا مؤثرة، ولسان حال الجميع يتفق بأن الحروب مدمرة، وأن التأزم السياسي الذي يقود لحراك عسكري ضرره جسيم جداً.
ووسط الترقب فيما ستؤول إليه الحالة القائمة، يأتي الدور الأمريكي والذي يراه البعض بأنه لازم في جميع القضايا على سطح هذا الكوكب، في حين التاريخ يوثق بأن الأمريكان في ظل طموحهم المتنامي للعب دور «الدولة العظمى المطلقة» هم من لعبوا أدواراً أطغى وأكبر مما فعلته روسيا، وهذا ليس في التاريخ البعيد الذي يقودنا للحربين العالميتين الأولى والثانية، بل الأمريكان هم من واصلوا البناء والاستثمار على إرث الحروب تلك، ليصنعوا «استعماراً جديداً» بأساليب حديثة تختلف عن «الاستعمار القديم» الذي مثلته حضارات أوروبية عديدة كالبريطانيين والبرتغاليين والفرنسيين والأسبان. التدخل الأمريكي في أي حدث يحصل في العالم اليوم، ليس سوى سكب مزيد من البنزين على النار، خاصة حينما يرتبط اليوم بقوة مناهضة كروسيا، والتي لن تقبل أبداً «فلسفة أمريكية» أو «إملاءات» عليها بشأن ما تفعله وفق ما تعتبره أموراً خاصة بها ترتبط بسياستها، إذ هل يؤمن الأمريكان بأنهم في موقع «ترويض» لروسيا عبر التلويح بعقوبات وإجراءات وغيرها من أمور؟!
لسنا نبرر لروسيا ما تفعله اليوم، إذ لا أحد يؤيد الحرب بما تصنعه من ضرر على البشر، لكن حينما يتدخل الأمريكان ويرتدون رداء «القديسين» في أي أمر، ويبدؤون في الوعظ وتدريس الناس «الأخلاقيات والمبادئ»، فإنك ستشعر بـ«التقزز» بالضرورة، حالما تربط ما يقولونه بتاريخهم «الأسود» في استعمار الشعوب والتحكم في مصائر الأمم، والأدهى التدخل في شؤون دول تبعد عنهم آلاف الأميال.
حينما تعظ أمريكا روسيا اليوم وتلوح لها بالعقاب، هل يظن الأمريكان بأن الطرف الآخر سيذعن؟! الدبلوماسية لا تدار هكذا، وبما تمتلكه أمريكا من سجلات استعمارية توسعية تحكمية تتناقض مع ادعائها بحماية الديمقراطية ونصرة الشعوب، يكون المضي في هذا الأسلوب مسوغاً لتعزيز دعم الروس من قبل حلفائهم الصينيين وحتى دخول دول ككوريا الشمالية وغيرها، فقط لأن أمريكا تتدخل وتحاول فرض وجودها «كملكة» عليهم، وبالتالي المتضرر هم الأوكرانيون الذين يريدون الخروج ببلدهم آمنة وشعبهم دون ضرر. الواعظة أمريكا، هي أول من ارتكب جرائم حرب إرهابية تفوق التصور وتضرب الإنسانية في مقتل، واسألوا اليابانيين عمن ألقى أول قنبلتين ذريتين عليهم ليباد شعب وتتدمر دولة بكافة مقوماتها؟ اسألوا الفيتناميين عمن تركوا بلادهم لآلاف الأميال ليقتلوهم في بلادهم ويستبيحوها مثلما فعلوا في الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين؟ اسألوا الأفغان الذين حاربوا الغزو السوفييتي ووقفوا بمساندة دول الخليج وأمريكا حينها ليمنعوا ابتلاع بلادهم، اسألوهم من الذي غزاهم بعدها وسيطر على بلادهم بحجة محاربة الإرهاب. هل هم الروس أم الأمريكان الذين فعلوها صراحة؟!
واسألونا نحن العرب عمن كذب ولفق ودلس بالتعاون مع البريطانيين ورئيس وزرائهم حينها توني بلير، لتدخل أمريكا العراق وتقصفه بأهله بحجة إسقاط صدام حسين، لكن الحقيقة كانت للاستحواذ على حقول النفط والتحكم بالبلد العربي الذي كان يصد تهديد إيران للخليج، ومن ثم يقوم أوباما بالإفراج عن مليارات الخميني المجمدة، وبعدها يسلم العراق بأكمله لإيران لتبلعه.
المفارقة المضحكة بأن الأمريكان يروجون لأنفسهم بأنهم أصحاب الحل، بينما هم آخر من يتكلم عن التعدي على الشعوب، وهم من يفترض بأن يخرجوا من المشهد، لأن وجودهم بأسلوبهم الاستعلائي هو ما سيدفع الروس للإيغال فيما يفعلونه.