على وقع التدخل الروسي لأوكرانيا، ازداد الحديث عن دور حلف شمال الأطلسي "الناتو" في اتخاذ رد فعل حيال التطورات الميدانية، في حين لا يبدو أن هناك نية للانخراط بشكل مباشر في الصراع، إلا أن الحلف يواصل تعزيزاته شرق أوروبا لحماية الدول الأعضاء.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة تدافع عن كل شبر من أراضي "الناتو"، مؤكداً التزام بلاده الصارم بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف، مؤكداً أنه أمر بنشر قوات إضافية لزيادة قدرات الحلف في أوروبا.
كما رحب بايدن بقرار تفعيل الخطط الدفاعية لحلف "الناتو" وعناصر قوة الرد التابعة له، لتعزيز الموقف الجماعي، فضلاً عن التزامات الحلفاء بنشر قوات برية وجوية إضافية في الجناح الشرقي وقوات بحرية من الشمال إلى البحر الأبيض المتوسط.
ما هو "الناتو"؟
يُمثل حلف شمال الأطلسي "الناتو" أضخم تحالف عسكري في العالم، ويضم 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1949.
تعود فكرة إنشاء حلف الناتو إلى عام 1947 عندما أبرمت بريطانيا وفرنسا "معاهدة دونكيرك"، باعتبارها اتفاقاً لتحالف مشترك ضد أي هجوم محتمل من ألمانيا في أعقاب الحرب.
وبعد ذلك بعامين، وقعت 12دولة هي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى 8 دول أوروبية أخرى، معاهدة لتأسيس حلف شمال الأطلسي "الناتو"، متعهدة بحماية بعضها البعض بالوسائل السياسية والعسكرية، ثم سرعان ما توسع التحالف خلال عقود ليشمل ما مجموعه 30 عضواً.
وتشمل قائمة أعضاء الحلف ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، التشيك، الدنمارك، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، الجبل الأسود، هولندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، تركيا والمملكة المتحدة إضافة إلى الولايات المتحدة.
كان الهدف الرئيسي لتشكل الحلف ردع أي تهديد توسعي من قبل الاتحاد السوفيتي في القارة الأوروبية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الإنفاق على الحلف
ينص ميثاق منظمة شمال الأطلسي أن تشارك الدول الأعضاء في المساهمة المالية لتعزيز قوة التحالف، إذ يجب على كل دولة أن تنفق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن معظم الدول لا تصل إلى هذا الهدف.
ولطالما كانت هذه المسألة من القضايا الإشكالية بين الدول الأعضاء، إذ انتقدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أكثر من مناسبة الدول الأخرى لعدم مشاركتها بـ"نصيب عادل"، وكثيراً ما تجاوز الإنفاق العسكري الأميركي ميزانيات الحلفاء الآخرين، لكن الفجوة اتسعت كثيراً عندما عززت الولايات المتحدة إنفاقها بعد هجمات 11 سبتمبر 2011.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استنكر ما اعتبره ضعف الإسهام المالي للدول الأوروبية، وطالبها بسداد العجز الذي ترتب عليها خلال فترات ماضية.
وبحسب أحدث التقديرات الصادرة عن "الناتو"، حققت 7 دول أعضاء هي اليونان والولايات المتحدة وكرواتيا والمملكة المتحدة وإستونيا ولاتفيا وبولندا وليتوانيا ورومانيا وفرنسا نسبة 2% المطلوبة عام 2021، بينما في 2014 كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليونان فقط تنفق أكثر من 2%.
وقد استغرقت جميع الدول الأعضاء الباقية عقداً من الزمن لزيادة الإنفاق العسكري وتحقيق النسبة المطلوبة.
صراعات انخرط فيها "الناتو"
منذ تأسيس منظمة شمال الأطلسي قبل أكثر من 70 عاماً، تدخل الحلف بشكل مباشر في العديد من النزاعات حول العالم، على غرار حرب البوسنة والهرسك عام 1993، إضافة إلى انخراط قواته في حرب كوسوفو عام 2000، وكذلك الحرب في أفغانستان.
وساهم "الناتو" في دور بارز، خلال العمليات العسكري ضد قوات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إبان الصراع المسلح عام 2011، حيث جاء التدخل بناء على قرار مجلس الأمن التابع رقم 1973، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، وأذن بالتحرك عسكرياً لحماية المدنيين.
المادة الخامسة في الحلف
تنص المادة الخامسة في ميثاق حلف شمال الأطلسي على أنه في حال تعرضت أي دولة عضو لاعتداء، على بقية الدول الأعضاء التحرك فوراً لمساعدتها، والمرة الوحيدة التي استُخدمَت فيها المادة الخامسة كانت عام 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث شارك الناتو إلى جانب قوات الولايات المتحدة خلال الحرب على أفغانستان.
شروط الانضمام إلى "الناتو"
في ضوء التوترات التي وقعت بين روسيا وأوكرانيا خلال السنوات العشر الأخيرة، تجددت رغبة كييف في الانضمام إلى حلف الناتو، وخلال القمة التي استضافتها العاصمة الرومانية بوخارست عام 2008، رحب الحلف بتطلعات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إليه، غيرَ أنه لم يتخذ إجراءات لانضمام الدولتين، في وقت اعتبرت روسيا أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو بمثابة تجاوز للخط الأحمر.
وتشير المادة العاشرة من معاهدة حلف "الناتو" إلى أنه يُسمح لأي دولة أوروبية بالمساهمة في تعزيز "أمن منطقة شمال الأطلسي"، بما يمهد الطريق أمام انضمامها، فيما يُطلق عليه "سياسة الباب المفتوح".
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ"الناتو"، "يُتوقع أن تحقق الدول الطامحة للانضمام إلى الحلف حزمة من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية، لضمان مساهمتها في تعزيز أمن الحلف وأيضاً الاستفادة من مردود ذلك".
ويؤكد الحلف أن عضويته مفتوحة لأي دولة أوروبية، شرط تطبيقها مبادئ تأسيس "الناتو" فيما يتعلق بكفاءة جيشها وحجم الإنفاق الدفاعي السنوي.
كما تلتزم دول الحلف بالعمل مع بقية الأعضاء على تنفيذ المبادئ السياسية والعسكرية، وأبرزها تفعيل البند الخامس للدفاع المشترك، في حال تعرّض أي منها لاعتداء، سواء أكان ذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين أو بصورة منفردة.
كيف يتخذ الحلف قراراته؟
لكل دولة من الدول أعضاء منظمة شمال الأطلسي مبعوث دائم في المقر الرئيسي للحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويترأس عضوية كل دولة سفير يُمثل حكومة بلاده في عملية استشارة التحالف وصناعة القرار.
ويُعد مجلس "الناتو" كياناً لصنع أهم القرارات السياسية داخل المنظمة، حيث تنعقد اجتماعات دورية على مختلف الصعد، ويترأسه السكرتير العام لحلف الناتو، ويكون المسؤول عن مساعدة الأعضاء في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الرئيسية المطروحة.
يتم اعتماد جميع قرارات كل لجنة من لجان الحلف بإجماع أعضائها، ومن ثم يصدر القرار ليُعبر عن الرغبة الجماعية لكل الدول الأعضاء.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة تدافع عن كل شبر من أراضي "الناتو"، مؤكداً التزام بلاده الصارم بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف، مؤكداً أنه أمر بنشر قوات إضافية لزيادة قدرات الحلف في أوروبا.
كما رحب بايدن بقرار تفعيل الخطط الدفاعية لحلف "الناتو" وعناصر قوة الرد التابعة له، لتعزيز الموقف الجماعي، فضلاً عن التزامات الحلفاء بنشر قوات برية وجوية إضافية في الجناح الشرقي وقوات بحرية من الشمال إلى البحر الأبيض المتوسط.
ما هو "الناتو"؟
يُمثل حلف شمال الأطلسي "الناتو" أضخم تحالف عسكري في العالم، ويضم 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1949.
تعود فكرة إنشاء حلف الناتو إلى عام 1947 عندما أبرمت بريطانيا وفرنسا "معاهدة دونكيرك"، باعتبارها اتفاقاً لتحالف مشترك ضد أي هجوم محتمل من ألمانيا في أعقاب الحرب.
وبعد ذلك بعامين، وقعت 12دولة هي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى 8 دول أوروبية أخرى، معاهدة لتأسيس حلف شمال الأطلسي "الناتو"، متعهدة بحماية بعضها البعض بالوسائل السياسية والعسكرية، ثم سرعان ما توسع التحالف خلال عقود ليشمل ما مجموعه 30 عضواً.
وتشمل قائمة أعضاء الحلف ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، التشيك، الدنمارك، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، الجبل الأسود، هولندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، تركيا والمملكة المتحدة إضافة إلى الولايات المتحدة.
كان الهدف الرئيسي لتشكل الحلف ردع أي تهديد توسعي من قبل الاتحاد السوفيتي في القارة الأوروبية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الإنفاق على الحلف
ينص ميثاق منظمة شمال الأطلسي أن تشارك الدول الأعضاء في المساهمة المالية لتعزيز قوة التحالف، إذ يجب على كل دولة أن تنفق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن معظم الدول لا تصل إلى هذا الهدف.
ولطالما كانت هذه المسألة من القضايا الإشكالية بين الدول الأعضاء، إذ انتقدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أكثر من مناسبة الدول الأخرى لعدم مشاركتها بـ"نصيب عادل"، وكثيراً ما تجاوز الإنفاق العسكري الأميركي ميزانيات الحلفاء الآخرين، لكن الفجوة اتسعت كثيراً عندما عززت الولايات المتحدة إنفاقها بعد هجمات 11 سبتمبر 2011.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب استنكر ما اعتبره ضعف الإسهام المالي للدول الأوروبية، وطالبها بسداد العجز الذي ترتب عليها خلال فترات ماضية.
وبحسب أحدث التقديرات الصادرة عن "الناتو"، حققت 7 دول أعضاء هي اليونان والولايات المتحدة وكرواتيا والمملكة المتحدة وإستونيا ولاتفيا وبولندا وليتوانيا ورومانيا وفرنسا نسبة 2% المطلوبة عام 2021، بينما في 2014 كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليونان فقط تنفق أكثر من 2%.
وقد استغرقت جميع الدول الأعضاء الباقية عقداً من الزمن لزيادة الإنفاق العسكري وتحقيق النسبة المطلوبة.
صراعات انخرط فيها "الناتو"
منذ تأسيس منظمة شمال الأطلسي قبل أكثر من 70 عاماً، تدخل الحلف بشكل مباشر في العديد من النزاعات حول العالم، على غرار حرب البوسنة والهرسك عام 1993، إضافة إلى انخراط قواته في حرب كوسوفو عام 2000، وكذلك الحرب في أفغانستان.
وساهم "الناتو" في دور بارز، خلال العمليات العسكري ضد قوات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي إبان الصراع المسلح عام 2011، حيث جاء التدخل بناء على قرار مجلس الأمن التابع رقم 1973، الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، وأذن بالتحرك عسكرياً لحماية المدنيين.
المادة الخامسة في الحلف
تنص المادة الخامسة في ميثاق حلف شمال الأطلسي على أنه في حال تعرضت أي دولة عضو لاعتداء، على بقية الدول الأعضاء التحرك فوراً لمساعدتها، والمرة الوحيدة التي استُخدمَت فيها المادة الخامسة كانت عام 2001، بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث شارك الناتو إلى جانب قوات الولايات المتحدة خلال الحرب على أفغانستان.
شروط الانضمام إلى "الناتو"
في ضوء التوترات التي وقعت بين روسيا وأوكرانيا خلال السنوات العشر الأخيرة، تجددت رغبة كييف في الانضمام إلى حلف الناتو، وخلال القمة التي استضافتها العاصمة الرومانية بوخارست عام 2008، رحب الحلف بتطلعات أوكرانيا وجورجيا للانضمام إليه، غيرَ أنه لم يتخذ إجراءات لانضمام الدولتين، في وقت اعتبرت روسيا أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو بمثابة تجاوز للخط الأحمر.
وتشير المادة العاشرة من معاهدة حلف "الناتو" إلى أنه يُسمح لأي دولة أوروبية بالمساهمة في تعزيز "أمن منطقة شمال الأطلسي"، بما يمهد الطريق أمام انضمامها، فيما يُطلق عليه "سياسة الباب المفتوح".
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ"الناتو"، "يُتوقع أن تحقق الدول الطامحة للانضمام إلى الحلف حزمة من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية، لضمان مساهمتها في تعزيز أمن الحلف وأيضاً الاستفادة من مردود ذلك".
ويؤكد الحلف أن عضويته مفتوحة لأي دولة أوروبية، شرط تطبيقها مبادئ تأسيس "الناتو" فيما يتعلق بكفاءة جيشها وحجم الإنفاق الدفاعي السنوي.
كما تلتزم دول الحلف بالعمل مع بقية الأعضاء على تنفيذ المبادئ السياسية والعسكرية، وأبرزها تفعيل البند الخامس للدفاع المشترك، في حال تعرّض أي منها لاعتداء، سواء أكان ذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين أو بصورة منفردة.
كيف يتخذ الحلف قراراته؟
لكل دولة من الدول أعضاء منظمة شمال الأطلسي مبعوث دائم في المقر الرئيسي للحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويترأس عضوية كل دولة سفير يُمثل حكومة بلاده في عملية استشارة التحالف وصناعة القرار.
ويُعد مجلس "الناتو" كياناً لصنع أهم القرارات السياسية داخل المنظمة، حيث تنعقد اجتماعات دورية على مختلف الصعد، ويترأسه السكرتير العام لحلف الناتو، ويكون المسؤول عن مساعدة الأعضاء في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الرئيسية المطروحة.
يتم اعتماد جميع قرارات كل لجنة من لجان الحلف بإجماع أعضائها، ومن ثم يصدر القرار ليُعبر عن الرغبة الجماعية لكل الدول الأعضاء.