الجنون فنون.. عقارات «افتراضياً» وأراضٍ بـ270 ألف دولار
الشهابي: المشاركون يشترون ويبيعون الهواء
ثامر طيفور
الجنون فنون والعقل زينة.. نادراً ما تجد بحرينياً لم يسمع بقصة الشخص الذي زار برفقة مواطن خليجي محاكم البحرين بالدبلوماسية، ومن ثم قام بالاحتيال عليه وبيعه المحكمة، أو قصة المحتال الآخر الذي باع مقبرة المنامة، ولكن أن يقوم بعض الشباب بـ«شراء الهواء» فهذه قصة أخرى.
حيث انتشرت في الآونة الأخيرة قصة شراء الأراضي الافتراضية بين بعض الشباب، والتي تسمى «نيكس إيرث» ولها عدة منصات يقومون فيها بالبيع والشراء؛ فالجنون في هذا القطاع وصل إلى حد أن تصبح بعض أسعار الأراضي الافتراضية أغلى من الأراضي الواقعية.
وقام أحد الشباب -ويدعى جايا- بشراء الحرم المكي افتراضياً بـ270 ألف دولار، وآخرون اشتروا أراضي بآلاف الدولارات، رغم أنهم لا يملكونها ولا يمكنهم التصرف بها في أرض الواقع.
وعن ذلك، يقول كمال الشهابي المختص في العملات الرقمية والأصول المشفرة إن «ما يجري الآن هو «هبّة» والمشاركون فيها فعلياً بدون أي مبالغة يشترون الهواء، فتلك الشركات تقوم بنسخ خرائط العالم من البرامج المختصة، وبكل بساطة تعيد عرضها على منصاتها للبيع، والآن هناك أكثر من منصة تقوم بذلك».
وبين الشهابي أنه في الواقع لا يوجد أي عمل حقيقي تقوم به تلك المنصات، ولكن ما يجعلها «هبة» سريعة الانتشار هو سهولة الاستخدام وسهولة البيع والشراء، بالإضافة إلى الحلم الذي يلف البعض بالغنى السريع.
وكشف الشهابي عن أن بعض تلك المناصت تستغل الـNFT وهي رموز غير قابلة للاستبدال، والتي تمنح المشتري إثبات ملكية أصل رقمي، للترويج لواقعية مشاريعها، إلا أن ذلك غير حقيقي، وكثير من الشركات تدخل في هذا المجال وتشتري للتسويق لنفسها فقط.
وأوضح الشهابي أن «هذه الأمور تفتح الباب على مصراعية للمتلاعبين والراغبين في غسل الأموال، حيث يتم البيع من محفظة لأخرى، فيستطيع أحدهم افتتاح محفظتين، يشتري بالأولى بقيمة 1000 دولار على سبيل المثال، ومن ثم يبيع على الثانية بـ100 ألف دولار، على الرغم من أن سعر البيع الأولي لكل 100متر مربع هو سنت واحد فقط».
وتابع الشهابي: «بفضل تقنية البلوك تشين المتوافرة الآن تستطيع الحكومات بل الأفراد الطبيعيون تتبع مصادر أي أموال، ومراقبة أي عمليات بيع وشراء، ولكن التلاعب ممكن، لذلك نرى أمريكا على سبيل المثال تتعاون مع كثير من المنظمات والجهات عالمياً لتتبع أي أموال مشكوك في أمرها».
وأضاف أن هناك شركات أخرى قامت ببناء عالم افتراضي لا يشبه العالم الحقيقي، وفي هذا العالم يستطيع المرء شراء قطعة أرض وبناءها وإعادة بيعها وما إلى هنالك من معاملات أشبه بالمعاملات الحقيقية».
وضرب المختص بالعملات الرقمية والأصول المشفرة مثلاً بمشروعي مانا وساند، حيث تملك الشركتان عوالم افتراضية وعملات افتراضية يستطيع المرء استخدامها في تلك العوالم، بل إن شركات عالمية كبرى مثل شركة سامسون افتتحت متاجر للبيع في تلك العوالم الافتراضية».
وفي البحرين، قام مستخدم يدعى سوما بشراء شجرة الحياة ومن ثم عرضها للبيع بـ35 دولاراً، وآخر يدعى نيمو يعرض مجمع الأفنيوز مقابل 16 دولاراً، أما باب البحرين رمز التجارة فيساوي في سوق «الهواء» 5 دولارات فقط لا غير، والرمز الحديث للتجارة في البحرين مبنى المرفأ المالي بـ27 دولاراً، ودوار عبدالكريم بدولارين ونصف، أما أغلى عقار في البحرين فكان فندق الريتزكارلتون بـ476 دولاراً.
وكان كبار العقاريين في البحرين حذروا الشباب والمتقاعدين من شراء أراضٍ في العالم الافتراضي، وعدم الانجرار وراء الأخبار الدعائية التي توهم بالربح السريع والانتقال إلى طبقة المليونيرية في أشهر معدودة، واعتبروا أن شراء أراضٍ في العالم الافتراضي بمثابة استثمار وهمي، وإن استمر سنوات فإن نهايته خسارة كل المدخرات، وخصوصاً أنه ليس له صلة بالعالم الحقيقي.
الشهابي: المشاركون يشترون ويبيعون الهواء
ثامر طيفور
الجنون فنون والعقل زينة.. نادراً ما تجد بحرينياً لم يسمع بقصة الشخص الذي زار برفقة مواطن خليجي محاكم البحرين بالدبلوماسية، ومن ثم قام بالاحتيال عليه وبيعه المحكمة، أو قصة المحتال الآخر الذي باع مقبرة المنامة، ولكن أن يقوم بعض الشباب بـ«شراء الهواء» فهذه قصة أخرى.
حيث انتشرت في الآونة الأخيرة قصة شراء الأراضي الافتراضية بين بعض الشباب، والتي تسمى «نيكس إيرث» ولها عدة منصات يقومون فيها بالبيع والشراء؛ فالجنون في هذا القطاع وصل إلى حد أن تصبح بعض أسعار الأراضي الافتراضية أغلى من الأراضي الواقعية.
وقام أحد الشباب -ويدعى جايا- بشراء الحرم المكي افتراضياً بـ270 ألف دولار، وآخرون اشتروا أراضي بآلاف الدولارات، رغم أنهم لا يملكونها ولا يمكنهم التصرف بها في أرض الواقع.
وعن ذلك، يقول كمال الشهابي المختص في العملات الرقمية والأصول المشفرة إن «ما يجري الآن هو «هبّة» والمشاركون فيها فعلياً بدون أي مبالغة يشترون الهواء، فتلك الشركات تقوم بنسخ خرائط العالم من البرامج المختصة، وبكل بساطة تعيد عرضها على منصاتها للبيع، والآن هناك أكثر من منصة تقوم بذلك».
وبين الشهابي أنه في الواقع لا يوجد أي عمل حقيقي تقوم به تلك المنصات، ولكن ما يجعلها «هبة» سريعة الانتشار هو سهولة الاستخدام وسهولة البيع والشراء، بالإضافة إلى الحلم الذي يلف البعض بالغنى السريع.
وكشف الشهابي عن أن بعض تلك المناصت تستغل الـNFT وهي رموز غير قابلة للاستبدال، والتي تمنح المشتري إثبات ملكية أصل رقمي، للترويج لواقعية مشاريعها، إلا أن ذلك غير حقيقي، وكثير من الشركات تدخل في هذا المجال وتشتري للتسويق لنفسها فقط.
وأوضح الشهابي أن «هذه الأمور تفتح الباب على مصراعية للمتلاعبين والراغبين في غسل الأموال، حيث يتم البيع من محفظة لأخرى، فيستطيع أحدهم افتتاح محفظتين، يشتري بالأولى بقيمة 1000 دولار على سبيل المثال، ومن ثم يبيع على الثانية بـ100 ألف دولار، على الرغم من أن سعر البيع الأولي لكل 100متر مربع هو سنت واحد فقط».
وتابع الشهابي: «بفضل تقنية البلوك تشين المتوافرة الآن تستطيع الحكومات بل الأفراد الطبيعيون تتبع مصادر أي أموال، ومراقبة أي عمليات بيع وشراء، ولكن التلاعب ممكن، لذلك نرى أمريكا على سبيل المثال تتعاون مع كثير من المنظمات والجهات عالمياً لتتبع أي أموال مشكوك في أمرها».
وأضاف أن هناك شركات أخرى قامت ببناء عالم افتراضي لا يشبه العالم الحقيقي، وفي هذا العالم يستطيع المرء شراء قطعة أرض وبناءها وإعادة بيعها وما إلى هنالك من معاملات أشبه بالمعاملات الحقيقية».
وضرب المختص بالعملات الرقمية والأصول المشفرة مثلاً بمشروعي مانا وساند، حيث تملك الشركتان عوالم افتراضية وعملات افتراضية يستطيع المرء استخدامها في تلك العوالم، بل إن شركات عالمية كبرى مثل شركة سامسون افتتحت متاجر للبيع في تلك العوالم الافتراضية».
وفي البحرين، قام مستخدم يدعى سوما بشراء شجرة الحياة ومن ثم عرضها للبيع بـ35 دولاراً، وآخر يدعى نيمو يعرض مجمع الأفنيوز مقابل 16 دولاراً، أما باب البحرين رمز التجارة فيساوي في سوق «الهواء» 5 دولارات فقط لا غير، والرمز الحديث للتجارة في البحرين مبنى المرفأ المالي بـ27 دولاراً، ودوار عبدالكريم بدولارين ونصف، أما أغلى عقار في البحرين فكان فندق الريتزكارلتون بـ476 دولاراً.
وكان كبار العقاريين في البحرين حذروا الشباب والمتقاعدين من شراء أراضٍ في العالم الافتراضي، وعدم الانجرار وراء الأخبار الدعائية التي توهم بالربح السريع والانتقال إلى طبقة المليونيرية في أشهر معدودة، واعتبروا أن شراء أراضٍ في العالم الافتراضي بمثابة استثمار وهمي، وإن استمر سنوات فإن نهايته خسارة كل المدخرات، وخصوصاً أنه ليس له صلة بالعالم الحقيقي.