يصادف الأول مارس من كل عام " اليوم الخليجي للمدن الصحية " والذي جاء بقرار من أصحاب المعالي والسعادة وزراء الصحة بدول المجلس حيث تقام فعالياته هذا العام تحت شعار " مدن صحية لتنمية مستدامة".
ويأتي الاحتفال باليوم الخليجي للمدن الصحية في إطار تنفيذ خطة عمل وزراء الصحة (2022 -2026) والمتضمنة عدداً من البرامج والمشاريع المشتركة التي تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز التعاون والتكامل بين دول المجلس في المجال الصحي والتي جاء من ضمنها مناقشة الخطة الإستراتيجية الخليجية لبرنامج المدن الصحية والبرامج والفعاليات التي يتم تنظيمها بهذه المناسبة.
وفي هذا المجال يأتي الاهتمام بالمدن الصحية على المستوى الخليجي ليجسد أحد أهم البرامج الوقائية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز وحماية صحة السكان من خلال التنمية الحضرية المستدامة وتوفير بيئة صحّية في جميع الأماكن والتجمعات.
وفي هذا الإطار وبدعم لا محدود من قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ساهمت محافظات المملكة في مساندة الجهود والمساعي التي تقوم بها وزارة الصحة في مجال التوعية والتعريف بمتطلبات ومعايير استحقاق وتنفيذ برنامج المدن الصحية لتمثل شريكاً فاعلاً في هذا الجانب حيث حصلت مدينة أم الحصم على الاعتماد كمدينة صحية في العام 2018، كما حصلت مدينة المنامة على الاعتماد كمدينة صحية ضمن برنامج المدن الصحية في العام 2021. ويتم حالياً مواصلة العمل على ان تكون عالي هي المدينة الصحية القادمة.
ويركز العمل في برنامج المدن الصحية بالتعاون مع المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والفريق الداعم في هذا البرنامج على مبدأ العمل الجماعي بين مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة من أجل تعزيز وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة بشكل مباشر او غير مباشر في صحة الافراد.
إن برنامج المدن الصحية يمثل التزاما نحو مواصلة تنفيذ الخطط والإستراتيجيات المتكاملة والشاملة لتعزيز صحة السكان وتمكين الأفراد من العناية والاهتمام بصحتهم من خلال اتخاذ وتعزيز المبادرات والمسؤولية المجتمعية وتفعيل هذه الشراكة الفاعلة بالتعاون والتنسيق المشترك بين مختلف القطاعات الخدمية بما يجسد نجاح المبادرات التي تتماشى مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030.
إن ما حققته مملكة البحرين على الصعيدين المحلي والإقليمي والعالمي من نجاحات وبرامج في مجال بناء المجتمعات الصحية يبرز مدى الحرص والاهتمام الذي توليه المملكة لمبدأ الصحة للجميع والذي يتجلى من خلال تفعيل الشراكات المتعددة من جانب المؤسسات الحكومية والجهات الاهلية والقطاع الخاص ومع مختلف القطاعات الخدمية والاجتماعية والبيئية وغيرها بما يحقق الأهداف التنموية والصحية المنشودة والتي تأتي تتويجاً للرؤى والتوجيهات السديدة لقيادة جلالة الملك المفدى بما يعزز من المكانة الدولية لمملكة البحرين.