خصصت وزارة حقوق الإنسان ثلث موازنتها المرصودة لإطلاق برامج أهلية ورسمية لتحقيق المصالحة الشاملة وتعزيز اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، وفقاً لتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، بأن تقدم منظمات المجتمع المدني ما لديها للإسهام في بناء برامج تنموية تدعم وتعزز عوامل الوحدة الوطنية. ويأتي لقاء وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي بممثلي الجمعيات الأهلية للإعلان عن برنامج المنح للعام الحالي، تأكيداً لأهمية تعزيز الوحدة الوطنية الداعية للم الشمل الاجتماعي وإعلاء ثقافة التقارب والتعايش السلمي بين مختلف فئات الوطن الواحد. ونشطت الجمعيات الأهلية في البحث عن مشاريع هادفة تهم المواطن البحريني، وتسهم في خدمته ورفع شأنه والارتقاء به وتثقيفه في شتى المناحي المعيشية، ومنها مشروع إنشاء عيادة للأسنان لذوي الاحتياجات الخاصة، والتثقيف الصحي مسعف لكل مواطن، وإعادة إحياء هواية الملوك بعد أن أوشكت على الانقراض والخاصة بجمع الطوابع والعملات والوثائق القديمة، وإحياء المهن التراثية، وإعادة الابتسامة لوجوه مرضى السرطان من الأطفال، وغيرها من مشاريع تحتاجها فئات المجتمع وتساعد على التلاحم والعمل بروح الفريق الواحد.وكانت بعض الجمعيات قررت التقدم بهذه المشاريع الممتدة والمستمرة للحصول على منحة الجمعيات الأهلية، بالمقابل هناك مجموعة أخرى لم تقرر بعد نوعية المشاريع التي ستتقدم بها للحصول على المنحة، وأوضح ممثلوها أنهم سينشطون في دراسة المشاريع الداعية للوحدة الوطنية، مشيدين بحملة "وحِدة وحَده” وما تحويه من برامج وحملات توعوية مختلفة.مشروع تكريم المتفوقينوقال رئيس لجنة المشاريع والاستثمار بجمعية مدينة حمد الخيرية الاجتماعية أحمد طاهر معلا، إن الجمعية تميل للتقدم بمشروع لتكريم المتفوقين، باعتبار تعايش الطائفتين الكريمتين من سمات المدينة، والتكريم من شأنه حث الطلبة على التفوق والمساواة والتقريب بينهم.وتهدف جمعية التوعية الإسلامية إلى تحقيق الترابط بين أفراد الأسرة البحرينية، وأوضح أمين سرها مهدي السيد ماجد أن القائمين على الجمعية لاحظوا تنامي ظاهرة المشاكل الأسرية والاجتماعية، وتبنت الجمعية فكرة وجود مركز تخصصي اجتماعي يأخذ على عاتقه النظر في هذه المشكلات والمساهمة بحلها، وتركز الجمعية على أن يؤدي المركز دوره في توعية أبناء المجتمع بحقوقهم وواجباتهم الأسرية والمجتمعية، وفق برنامج عملي يشرف عليه مختصون من ذوي الخبرة والكفاءة في المجال الأسري.وأكد أن الجمعية تسعى إلى تأسيس المركز للتقليل من المشاكل الاجتماعية، والاهتمام بتنمية الوازع الديني والاجتماعي لدى الناشئة والمراهقين ورعاية وتأهيل المنحرفين سلوكياً واجتماعياً.وحول تطوير المرأة اقتصادياً يقول أمين السر ورئيس لجنة الثقافة والتدريب بجمعية المرخ الخيرية الاجتماعية، إن مشروع الجمعية العام الماضي كان يستهدف تنمية مواهب المرأة محدودة الدخل، لاستثمار مواهبها وتحويلها إلى طاقه منتجة لتوفير مردود مادي يرفع مستوى الأسرة البحرينية مادياً.وأضاف "دربنا مجموعة من النساء وارتفع دخلهن لأكثر من 500 دينار شهرياً، وأسسنا وحدة إنتاج في قرية المرخ، ومعرض للأسر المنتجة، وتشجيع النساء الأخريات على الانخراط في هذا المجال، وهذا المشروع مستمر ونراعي في كل عام إدخال تعديلات من شأنها المساعدة في نموه، وهذا العام ندرس التقدم بمشروع المرأة اقتصادياً بعد تطويره، ليتضمن إنشاء وحدة إنتاج صناعية خاصة بالقرية”.جمع الطوابعوقال رئيس جمعية هواة الطوابع والعملات الدكتور خالد قاسم بهزاد "رغم أن الجمعية تأسست منذ عام 1980م، إلا أنها ظلت على مدار 30 سنة دون مقر، إلى أن استطعنا توفير مقر صغير، وخلال تلك السنوات اندثرت هذه الهواية وأصبحت بطي النسيان، رغم أنها هواية الملوك، وهدفنا في الوقت الحالي تنشيط هواية جمع الطوابع والعملات والوثائق النادرة، لأن بعض أعضاء الجمعية لديهم وثائق لا توجد حتى لدى الجهات الرسمية”. ولفت إلى أن الجمعية تتقدم بمشروع هذا العام، عبارة عن شراء لوحات عروض توضع في المدارس والجامعات، وتعرض عليها الطوابع النادرة بشكل آمن، مبيناً أن "الخطوة جاءت بعد أن توعية طلبة المدارس بأهمية الطوابع من الناحية التاريخية والمادية على المدى البعيد، فيما شارك أعضاء الجمعية في العديد من المعارض الدولية والإقليمية، كان آخرها في جدة وحصدت البحرين خلاله 4 جوائز”.وتمنى رئيس جمعية القرية الخيرية حسين يوسف حسن، أن يصل صوته إلى وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية لمساعدته في حل مشاكل الجمعية، نظراً لأنهم لا يستطيعون استئجار مكان لائق لمزاولة نشاطهم، وكل ما استطاعوا فعله استئجار موقف سيارات في بيت يلتقون فيه بأعضاء الجمعية لإدارة شؤونها.وتحدث عن مشروع الجمعية المقبل، وقال "نتقدم بمشروع لمساعدة فقراء وأيتام ومرضى القرية، ممن لا يستطيعون توفير علاج لمرضاهم سواء في البحرين أو خارجها، تبعاً لإمكاناتنا المتواضعة المعتمدة على أهالي البر والإحسان”.عيادة أسنان للطفل المعوّقويأتي مركز تفاؤل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليتقدم بمشروع فريد من نوعه، وخاص بإنشاء عيادة خاصة بعلاج الأسنان للأطفال منتسبي المركز من ذوي الاحتياجات.وتحدث عن المشروع وسبب اختياره مدير المركز أسامة أحمد مدبولي "هذا العام الأول الذي نتقدم به للوزارة للحصول على منحة المنظمات الأهلية، ويتمثل بإنشاء عيادة متخصصة بعلاج الأسنان، نظراً لأن هذه الفئة من الأطفال يصعب التعامل معها، ويجد أولياء أمورهم صعوبة شديدة في الحصول على خدمات في مجال الصحة الفموية، سواء في العيادات الخاصة أو المراكز الصحية”.وأضاف "نحن بصدد ضم أطباء مؤهلين للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات للعمل في العيادة، بعد مشاركتهم في دورات تنظّم خصيصاً لهم، بغية تأهيلهم للتعامل مع الأطفال بطريقة جيدة”.وقالت أمين سر الجمعية البحرية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم عفاف العسيري، إن مشروعهم لهذا العام هو نفس مشروع الأعوام الماضية باعتباره ممتداً، ويتمثل بوحدة للرعاية المنزلية للأشخاص ذوي الإعاقة، و«لدينا فريقي عمل بالوحدة أحدهما من الرجال والآخر للنساء، وينحصر عملهم في زيارة المنازل حسب احتياجات كل شخص من ذوي الإعاقة وفقاً لتقدير الأخصائية الاجتماعية، حيث نقدم خدمات صحية كالنظافة الشخصية والاستحمام، والاعتناء بنظافة المكان وتنسيقه، ونتولى شراء بعض الأثاث البسيط حين اللزوم، وتدريب وتوعية أهالي المعوق على كيفية التعامل معه وخدمته بشكل جيد”.ابتسامة للسرطانوشرح رئيس جمعية المستقبل الشبابية صباح الزياني مشروع الجمعية للعام 2012، ويحمل اسم ابتسامة أو "مبادرة ابتسامة”، وقال إن المشروع متصل ويهدف إلى تقدم الدعم المعنوي والترفيهي للأطفال المصابين بالسرطان.وأضاف "وجدنا أن علاج المرض متوفر ويمكن الشفاء منه، ولكن لاحظنا احتياج المرضى إلى الدعم النفسي والاجتماعي، ونحن بصدد تدشين مقر للمبادرة خارج المستشفى، يحتوي على وسائل ترفيه وحواسب أي يصبح كالنادي الترفيهي للأطفال، ولا ننسى الدعم النفسي لأولياء الأمور في هذه المرحلة، وتقديم بعض الاستشارات النفسية والتوعوية والاجتماعية من قبل مختصين متطوعين، بعد أن دشّنا مركزاً في العدلية يحتوي على مجموعة من الخدمات الترفيهية والتعليمية”. ويحتوي المركز كمبيوتراً ومكتبة متخصصة وقاعة لمشاهدة التليفزيون وقسماً للأعمال اليدوية والرسم، وآخر لتقديم الاستشارات لأولياء الأمور، ويمتد إلى قسم السرطان في مستشفى السلمانية لتقديم البرامج الترفيهية، والهدف من تقديم الخدمات خارج المستشفى إخراج الطفل من أجواء العلاج إلى أجواء أكثر انطلاقاً ومرحاً.وعرض رئيس مجلس إدارة الجمعية الشبابية لتحدي الإعاقة عصام محمد كمال مشروعاً تنوي الجمعية التقدم به لمسابقة الجمعيات الأهلية، وقال : إن مشروع العام الحالي عبارة عن تصنيع دراجات خاصة تصلح لجميع أنواع الإعاقة، ويمكن استخدامها في أي مكان مثل الحدائق العامة بغرض الترويح عن المعوق ومساعدته على الاندماج الاجتماعي، وتوفر الجمعية من 16 إلى 20 دراجة يمكن للمعوق استخدامها مع أحد ذويه لأنها تحتوي على مقعدين، واستيراد الأجهزة الخاصة بها من الولايات المتحدة الأمريكية.حماية المهن التراثيةوشرح رئيس مجلس إدارة جمعية الديه الخيرية عبدالله أحمد الشيخ مشروع الجمعية للعام 2012 "نتقدم بمشروع عن التراث يتعلق بالمهن التراثية في القرية، ويتضمن النهوض ببعض المهن المندثرة وإعادة إحيائها، مثل مشروع إحياء إعادة (القراقير) وهي نوع من شباك صيد السمك، وهذه المهنة امتهنها الأجداد والآباء، وتنظيم دورة لإحيائها لدى الشباب حفاظاً عليها من الاندثار، وهناك مشروع تغير نمط الغذاء وهو موجه للآباء والأمهات للحفاظ على صحتهم عن طريق توعيتهم بأهمية اتباع الطرق السليمة في تناول الغذاء الصحي”.وباعتبار المشروع مسعفاً لكل بيت، يعد من المشاريع التي لا تتغير ويكتب لها الاستمرارية والدوام، وتتحدث د.كوثر العبد عن مشروع جمعية الهلال الأحمر "نتقدم هذا العام بمشروع مسعف لكل بيت، وهو من المشاريع المستمرة، نقيم من خلاله العديد من الدورات في الإسعافات الأولية لكافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص والوزارات وغيرها، وهذا الإجراء لا يتطلب سوى إرسال خطاب إلى جمعية الهلال الأحمر من الجهة التي تريد تدريب موظفيها على الإسعافات الأولية”.وأكد نائب مدير مركز العناية بمتلازمة داون محمد المنتصر محمود، أن مشروعهم للعام الماضي حقق نجاحاً ملحوظاً، وهو خاص بالتدخل المبكر لتوعية ذوي الأطفال الرضع وحديثي الولادة من فئة متلازمة داون.وتابع "نحن بصدد الإعداد لتجهيز إنتاج وسائل تعليمية تتناسب مع الخصائص العامة لفئة متلازمة داون، وهي عبارة عن أحرف وأرقام وكلمات مفرغة توضع تحتها ورقة ويكتب الطالب بداخلها، وتصنيع عينات من المواد البلاستيكية تحت إشراف مختصين في الورشة، وإنتاج كميات كبيرة في المصانع المتخصصة، وتتضمن وسائل تعليمية أكاديمية، تُعنى بتنمية المهارات الحسابية والكتابة والقراءة والتعرف على الحروف والأشكال، وما قبل الأكاديمية كالمفاهيم والمفردات والكلمات اللغوية المختلفة، ويكون للطفل دور فعال في مشاركة المعلم أثناء تعليمه وتدريبه، بحيث يتفاعل مع الوسيلة التعليمية ومع المعلم، كي لا يكون في وضع المستقبل فقط، ونبدأ في استخدام هذه الوسائل لأولياء الأمور في المنازل ومدارس الدمج، وإذا توفر كميات أكبر نتولى توزيعها على مدارس ذوي الإعاقة الذهنية مجاناً”.