أعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، استدعاء السفير الأميركي لدى موسكو جون سوليفان، وتسليمه مذكرة احتجاج، رداً على ما قالت إنها "تصريحات استفزازية وعدوانية" لعضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، دعا من خلالها إلى قتل الرئيس فلاديمير بوتين.

وحذرت الوزارة السفير الأميركي من أن تصريحات غراهام "تمثل هجوماً يعتبره القانون الجنائي الروسي تعدياً على حياة رجل الدولة، وتترتب عليه عواقب وخيمة، بما في ذلك المقاضاة".

وكان عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام، أثار جدلاً واسعاً الخميس، إثر مقابلة تلفزيونية مع قناة "فوكس نيوز"، دعا خلالها، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إلى أن يقوم "شخص ما في روسيا" باغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، الأمر الذي اعتبر "تحريضاً على عملية اغتيال".

ثم سرعان ما أتبع جراهام تصريحاته التلفزيونية بسلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر"، جدد خلالها دعوته لاغتيال الرئيس الروسي، قائلاً "هل يوجد بروتوس في روسيا؟"، في إشارة إلى ماركوس بروتوس أحد رجال السياسة في الجمهورية الرومانية، وله شهرة كبيرة لاشتراكه في مؤامرة اغتيال يوليوس قيصر.

وتابع عضو مجلس الشيوخ الأميركي "هل هناك عقيدٌ أنجح من شتاوفنبرج في الجيش الروسي؟ الطريقة الوحيدة التي ينتهي بها الأمر هي أن يقوم شخص ما في روسيا بإنهاء هذا الرجل.. ستقدم لبلدك، والعالم، خدمة رائعة"، في إشارة إلى الضابط الألماني كلاوس فون شتاوفنبرج الذي فشلت قنبلته في قتل أدولف هتلر عام 1944.

وتابع جراهام في تغريدة أخرى "الأشخاص الوحيدون القادرون على إصلاح ذلك هم الشعب الروسي.. من السهل القول، من الصعب التنفيذ.. ما لم تكن تريد أن تعيش في الظلام لبقية حياتك، وانعزل عن بقية العالم في فقر مدقع، وتعيش في الظلام، فأنت بحاجة إلى الإقدام..".

واستدعت هذه التصريحات استياءاً روسياً على أعلى المستويات، إذ قال السفير الروسي في الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، "أجد تصريح السياسي الأميركي مرفوضاً ومثيراً للغضب.. إن درجة (الخوف) من روسيا والكراهية في الولايات المتحدة تجاه روسيا خارج النطاق"..

وفي بيان نشرته السفارة الروسية على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" تابع أتونوف أنه "من المستحيل تصديق أن عضواً في مجلس الشيوخ (الأميركي) لدولة تُروج لقيمها الأخلاقية كنجمة مرشدة للبشرية جمعاء، يمكنه تحمل الدعوة إلى الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهداف واشنطن على الساحة الدولية".

كما اعتبر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تعليقه على تصريحات جراهام أنه "من الصعب جداً العثور على الكلمات المناسبة. وبالطبع في هذه الأيام لا يتمكن الجميع من الحفاظ على عقل سليم".

وكان ليندسي جراهام الذي يشغل مقعداً في الكونجرس الأميركي منذ أكثر من 20 عاماً، وكان أحياناً حليفاً وثيقاً للرئيس السابق دونالد ترمب، قدّم الخميس مشروع قرار يدين الرئيس الروسي وقادته العسكريين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".

وتشهد العلاقات الروسية الأميركية توتراً كبيراً، في أعقاب شن الجيش الروسي يوم 24 فبراير هجوماً عسكرياً واسعاً على أوكرانيا، تقول إنه ضروري لحماية أمنها القومي، في وقت استنكرت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين ما وصوفه بغزو أوكرانيا مطالبين روسيا بإيقاف الحرب.

وازداد التوتر مع فرض واشنطن عقوبات مشددة طالت العديد من القطاعات الاقتصادية الروسية.