وأخيراً سقط الدُّب الروسي في الشباك الأوكراني الذي وُضِعَ له من الذين يريدون تحجيم دور روسيا الاتحادية في قضايا العالم كان يعتقد بوتين أن دور روسيا الاتحادية قد تم تهميشه عندما انشغلت دول غرب أوروبا وأمريكا بمفاوضات المفاعل النووي مع إيران وأصبح ظاهرياً خارج اللعبة فما كان منه إلا أن يكمل مسيرة ضم الجمهوريات التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب وقوعه في المستنقع الأفغاني بعدها حاولت روسيا ضم الجمهوريات التي كانت آخرها جزيرة القرم عام 2014 لتحقيق حلم «جمهوريات الاتحاد السوفيتي» تلك الجمهورية العظمي التي كانت في يوم ما تمثل أحد القطبين في العالم ولكنها انتهت بسبب أن منظري الثورة الروسية مثل كارل ماركس ولينين وستالين كانوا يحلمون «بالمدينة الفاضلة» تحل محل العالم الرأسمالي وكما يقول كارل ماركس «إن الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها» ولكن ظهر العكس «أن الاشتراكية الشيوعية هي التي حملت في طياتها بذور فنائها» لأنها أهدرت كرامة الإنسان وصادرت عنه القيم الإنسانية مثل الحرية والمساواة وعُرِفَ عن تاريخ الاتحاد السوفيتي أنه مليء بالمجازر وملطخ بدماء شعبه تلك المجازر التي لم يشهد التاريخ مثلها كتلك المجزرة التي قام بها «القائد الروسي ستالين» الذي قضى فيها على 5000 من الذين يعملون بالصيد في البحر فلما أراد منهم العمل في المصانع رفضوا فأخذهم هم وسفنهم وأغرقهم في البحر.
كذلك تكرر غدر روسيا في سوريا عندما أراد بوتين أن يحافظ على بقاء روسيا في المياه الدافئة وتدخل أثناء الثورة السورية قبل أيام معدودة من وصولها إلى الحكم وبدد حلم الشعب السوري.
لم يستفد بوتين من تلك التجارب ولم يدرك أن العالم تغير فأصبحت هناك هوة شاسعة بين التنظير والواقع فقد يكون ذلك صحيحاً عندما كانت النظرية الشيوعية تغزو العالم بشعاراتها البراقة في المراهنة على الطبقة العاملة، والصراع الطبقي، وغيرها من المفاهيم الطوبائية أما في عصرنا الحاضر أصبح هذا التنظير خدعة للشعوب فالنظرية شيء والواقع شيء آخر فليس كل نظرية يقبلها الواقع.
اليسار الغربي سواء في أمريكا أو أوروبا بدورهم يجيدون لعبة نصب الفخاخ واستدراج الخصوم عن طريق تضخيمهم وإثارة نزعة جنون العظمة كما فعلوا مع صدام حسين ومعمر القذافي ويصنعون الآن مع الصين وكوريا الشمالية، وهم يعملون منذ فترة طويلة على تفكيك روسيا إلى أقاليم ودول وإن كان يظهر من سياساتهم الضعف والتفكك.. فهل ترتد الكرة وتتاح لبوتين هجمة عكسية في الوقت الضائع؟ ذلك السؤال سنجيب عليه في المقال القادم.
كذلك تكرر غدر روسيا في سوريا عندما أراد بوتين أن يحافظ على بقاء روسيا في المياه الدافئة وتدخل أثناء الثورة السورية قبل أيام معدودة من وصولها إلى الحكم وبدد حلم الشعب السوري.
لم يستفد بوتين من تلك التجارب ولم يدرك أن العالم تغير فأصبحت هناك هوة شاسعة بين التنظير والواقع فقد يكون ذلك صحيحاً عندما كانت النظرية الشيوعية تغزو العالم بشعاراتها البراقة في المراهنة على الطبقة العاملة، والصراع الطبقي، وغيرها من المفاهيم الطوبائية أما في عصرنا الحاضر أصبح هذا التنظير خدعة للشعوب فالنظرية شيء والواقع شيء آخر فليس كل نظرية يقبلها الواقع.
اليسار الغربي سواء في أمريكا أو أوروبا بدورهم يجيدون لعبة نصب الفخاخ واستدراج الخصوم عن طريق تضخيمهم وإثارة نزعة جنون العظمة كما فعلوا مع صدام حسين ومعمر القذافي ويصنعون الآن مع الصين وكوريا الشمالية، وهم يعملون منذ فترة طويلة على تفكيك روسيا إلى أقاليم ودول وإن كان يظهر من سياساتهم الضعف والتفكك.. فهل ترتد الكرة وتتاح لبوتين هجمة عكسية في الوقت الضائع؟ ذلك السؤال سنجيب عليه في المقال القادم.