ارتفاع ضغط الدم، مرض شائع له أسباب عديدة منها «التوتر». وأسباب التوتر من حولنا كثيرة منها على سبيل المثال الأخبار التي تحاصرنا، لا سيما تلك الأخبار التي تتصل مباشرة بأمور تمسنا شخصياً.

المتقاعدون، أو المقبلون على التقاعد على سبيل المثال يعيشون وضعا لا يحسدون عليه هذه الأيام، وهم في انتظار الإفراج عن القرارات الجديدة التي تخص قوانين التقاعد، وليعرف كل نائب وعضو ومسؤول وإعلامي بأن ما يقوله أو يذكره من خلال وسائل الإعلام يسبب حالة من «التوتر» لدى المتقاعدين.

جميلة جداً الشفافية التي نعيشها في البحرين، جميل جداً أنه من المسموح لنا نحن المواطنين معرفة أدق التفاصيل في كل ما يخصنا، ولكن الوضع يجلب التوتر، فما بين نائب يريد أن يستعرض عضلاته قبل نهاية ولايته، ومطالباته التي غفل عنها طيلة الأربع سنوات الماضية ولم نسمع له صوتاً إلا مؤخراً، طمعاً في شد انتباه الشارع لعله يعيد انتخابه، وبين تصريحات مطاطة ومرنة وغير مفهومة من بعض المسؤولين الرسميين، وبين منشيتات إعلامية نارية ينتهجها بعض الإعلاميين وأصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي طمعاً في الحصول على مزيد من القراء والمتابعين يزداد التوتر ويرتفع ضغط الدم عند المواطن.

من وجهة نظري المتواضعة، أعطونا القرار بشكل مباشر، فما يحدث في مناقشة بعض المواضيع التي تخص المواطن بشكل مباشر لا تحتمل «بالونات الاختبار» ولا تحتمل «قال وقلنا»، ولا تحتمل «الموضوع بيد الجهة الفلانية» فأحسن الأطباء هو من يحقن الإبرة مباشرة، وأسوؤهم من يستعرض حجم الابرة قبل إدخالها، فمن شأن ذلك أن يزيد من حدة التوتر وأن يرفع ضغطنا.

رأيي المتواضع

الشفافية، التشاركية، الشورى، هو نهج وسياسة التعامل مع القرارات في مملكتنا الغالية، وهو نهج محمود، ولكن هل فكر متخذو القرار من جميع السلطات، كيف يبات المواطن وبعض الملفات التي تمسه تصول وتجول بين مجلس النواب وبين أيدي المسؤولين؟! هل فكر متخذو القرار في أن المواطن متوتر، وعلى صفيح ساخن وهو يراقب مناقشات بعض النواب التي تلعب على وتر العاطفة عند المواطن، فتسعده تارة، وتحزنه تارات أخرى؟! هل فكر هؤلاء في أن التوتر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.. فأرجوكم «حاسبوا لا ترفعون ضغطنا».