إرم نيوز

ينهمك أعضاء فريق ”جدو بخدمتك" في العاصمة العراقية ،بغداد، بتتبع كبار السن والمشردين من منازلهم؛ بهدف إيوائهم، وتسوية أوضاعهم، وإيجاد فرص العمل لبعضهم.

تقوم فكرة هذا الفريق على البحث عن كبار السن، ومن فقدوا معيلهم، أو ساكني الشوارع، والمواقع العامة، ويتم اصطحابهم إلى الدار الخاصة بهم، لتبدأ مرحلة أخرى، وهي توفير ما يحتاجونه من طعام وشراب، بشكل مؤقت، لحين إيجاد حل لمشكلتهم، بالتنسيق أحيانا مع الجهات الرسمية.

هذا الفريق جزء من جهد الناشط العراقي هشام الذهبي، الذي حصل على لقب صانع الأمل لعام 2017 في الوطن العربي، ضمن المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المجلس الوزراء الإماراتي، حاكم دبي.

الشاب مرتضى، وهو كان أحد ساكني دار ”بيت الإبداع" التي أسسها الذهبي، لكنه اليوم يقود هذا الفريق، الذي يتكون من 14 طالبا، في مختلف الكليات، مثل الطب، والصيدلة، والقانون، وكانوا سابقا، في دار الذهبي للأيتام، لكنهم عندما بلغو (18) عاما أسسوا هذا الفريق.

وقال الشاب مرتضى الذي يطلِق على نفسه ”مرتضى هشام الذهبي": ”في بادئ الأمر، نبحث عن المسنين المشردين من منازلهم، ليتم إقناعهم بالانضمام إلينا، في الدار الخاصة، حيث يتم تأهيلهم نفسها وصحيا من قِبل فريق متطوع من وزارة الصحة وحل مشكلاتهم، سواء كانت حكومية أو أهلية".

وأضاف مرتضى الذهبي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن ”إحدى المشاكل التي تواجه بعض المسنين مع أهلهم هو الخلافات بشأن السكن، لكن بعد تأهيلهم في دارنا، يتم التواصل مع أهله، ومعرفة مشكلته، وفي حال كان السبب مثلا المنزل صغيرا، نقوم بإيجار منزل أكبر له؛ ليتسع لكل العائلة".

وأكد الذهبي، أن ”أغلب مشاكل المسنين تكون نفسية، ونحن الدار الوحيد في العراق الذي يستقبل مسنين دون مستمسكات، وذلك بأمر من السلطات القضائية، كما يُسمح أيضا للمسن بالخروج لعمله أو التنزه متى يشاء، وذلك بأمر قضائي".

ولفت إلى أنه ”ليس هناك دعما حكوميا، لكن يوجد بعض التسهيلات مثل إصدار المستمسكات، أو جوازات السفر، إذ تمكنا من تنظيم عدة سفرات لأداء العمرة بالتنسيق مع الجهات المختصة".

وبحسب الذهبي، فإن ”المسنّ، إما يبقى في الدار، على أن يتوفر له عمل ملائم، أو ترتيب أوضاعه مع أسرته، وإعادته إليهم، مع ضمان بقاء وضعه بشكل جيد، ومتابعات دورية"، مشيرا إلى أنه ”تم افتتاح دار خاصة بالنساء كذلك، وتم إيواء الكثير منهن؛ حيث تم الإنفاق على تلك النشاطات من أموال التبرعات".

وتُقر السلطات الرسمية العراقية، بعدم امتلاكها حتى الآن، أية إحصائيات يمكن من خلالها معرفة العدد الحقيقي للمشردين؛ بسبب التأجيل المتكرر للإحصاء السكاني في العراق على خلفية الصراعات السياسية التي تحيط بملف الإحصاء رغم مرور عدة أعوام على سقوط النظام السابق.

وفي ظل تعاظم الأزمة الاقتصادية؛ جرّاء وباء كورونا، وما أعقبه من إجراءات قسرية، مثل خفض سعر صرف الدينار، أمام الدولار، أصبح مشهد رؤية كبار السن، أو المعوزين في شوارع العاصمة بغداد أمرا مألوفا على الإطلاق، ومن فئات عمرية مختلفة.

وتعد مناطق الباب الشرقي، والباب المعظم، والفضل، وشارع السعدون، والنهضة والعلاوي ومناطق أخرى من العاصمة، مقصد المشردين، ففيها جسور وأنفاق ومحلات وأزقة وساحات عامة تحتوي على بقايا هياكل سيارات أو عربات بيع مختلفة، وهي أمكنة آمنة نسبيا لهم.

الناشط في مجال حقوق الإنسان، وسام العبدالله، رأى أن ”بناء الدور الكافية، وتجهيزها بالمعدات الحديثة، وتوفير الرعاية الصحية، والنفسية، سيخفف من وجود المشردين، والمعوزين على الطرقات العامة، والشوارع، وينتشلهم من مخاطر كبيرة، مثل الاستغلال والابتزاز، وحتى الانخراط في المجاميع الإرهابية، أو الميليشيات".

وقال العبدالله في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه ”على الحكومة العراقية في الوقت الحالي إطلاق مبادرة واسعة، وفق دراسة واضحة، لانتشال آلاف المشردين والهاربين من سوء أوضاعهم، إلى واقع أسوأ"، مشيرا إلى ”ضرورة تعديل القوانين الخاصة بالمشردين، ودور الإيواء، بما يضمن لصغار السن البقاء لفترة أطول، مع إطلاق برامج تدريبية لهم".