ضاع بين زوايا المثلث المكون من الثورة السورية وداعش والنظام، ملايين المدنيين السوريين أفرادا وجماعات. وبين أضلاعه الثلاثة وجدوا أنفسهم مضطرين للوقوف في صف جانب منهم.ويمثل المكون الكردي نسبة كبيرة من النسيج السوري، وشارك الأكراد منذ بداية الثورة السورية في الاصطفاف مع طرفي الأزمة، لكن معظمهم أعلنوا تأييدهم للثورة على نظام الأسد.وكان الأكراد أبرز هؤلاء، فمليوني كردي سوري يمثلون نحو 10-15% من سكان سوريا، وجدوا أنفسهم وسط دائرة النزاع، مؤيدين تارة ومعارضين تارة وهدفا في أخرى.وتعد القامشلي والحسكة وعين العرب وعفرين ورميلان أبرز مناطق الأكراد شمال شرق سوريا، وتمتاز معظمها بوفرة النفط فيها، الأمر الذي جعلها هدفا للتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها داعش.وكانت مواقف القوى الكردية في معظمها موالية للثورة، أبرزها الأحزاب الثلاث التي يضمها المجلس الوطني الكردي وهي: الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب التقدمي الذي يعد حليفا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني في العراق وحزب يكيتي وهو حزب يقول مؤيدوه بأنهم ليسوا تابعين لأي طرف إقليمي ويهمهم وضع الأكراد السوريين فحسب.ومن الناحية العسكرية، كان لوحدات حماية الشعب الكردية الحضور الأبرز، لا سيما مع إعلانها النفير العام لحماية الأكراد ومناطقهم منذ يوليو 2013.ويقدر عديدها بـ 60 ألف مقاتل، تشكل النساء منهم نسبة 40%، وتدافع هذه القوات عن الأكراد ومناطقهم.وكان لها دور في درء الخطر في معارك عديدة أبرزها الحسكة وعين العرب- كوباني وحصلت على دعم غربي بالسلاح والعتاد إضافة للإسناد الجوي.وجرّ هذا الدور الكردي معه قلق تركيا وفصائل معارضة سورية أخرى من مشروع تكوين كيان كردي سوري على حساب الثورة.