كان الأساتذة والمدربون، القادمون من مؤسسات إعلامية غربية تحديداً، يركزون خلال دوراتهم التدريبية على ثلاثة معايير رئيسة في العمل الإعلامي وهي، «المهنية».. «الحيادية».. «التوازن»، باعتبارهم المفتاح الرئيس لأي عمل محترف ومتميز، فاحترمنا الإعلام الغربي ورفعناه لدرجة القداسة، بل وتصورنا صحافييه ملائكة تمشي على الأرض.
وعلى مدى عمر كامل قضيته بين أروقة صاحبة الجلالة في أكثر من موقع ومؤسسة إعلامية، حاولت مثل كثير من الزميلات والزملاء الالتزام بهذه المعايير قدر الإمكان، وبما يتاح لنا حسب سياسة المؤسسة الإعلامية وتوجهاتها ورسالتها وهوامش المناورة المتاحة.
ومع الانتشار الكبير للتكنولوجيا وسهولة الوصول إلى المعلومات الدقيقة والحقيقية، والولوج عبرها إلى غرف الأخبار وأماكن صنع الحدث الإعلامي، سقطت الأقنعة واكتشفنا الكذبة التي كان يروج لها عبر سنوات طويلة، وأن صناعة الحدث الإعلامي في الغرب لا بد أن تمر عبر فلاتر متعددة، قد يصنعها الإعلامي بنفسه، أو تكون ضمن قوالب جاهزة تضعها الدول أو المؤسسات الإعلامية ذاتها أو ملاكها أو الداعمون لها من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية والعرقية.
واليوم ومع تفجر الأزمة الروسية الأوكرانية، تأكد لي ولغيري، ما يحمله هذا الإعلام «النموذج» من متناقضات بين ما يروج له وما يطبقه على أرض الواقع من قيم وأخلاقيات إعلامية وإنسانية، حيث تعرت منظومتهم الأخلاقية التي يتغنون بها مع تدفق أولى طلائع المهجرين الأوكرانيين، حيث أخرج كثير من المراسلين والصحافيين والمحللين وحتى السياسيين، مكنونات صدورهم عبر تصريحات مشينة، لا ترى الإنسانية إلا في أصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء والخضراء فقط، كما عبر عن ذلك مراسل «بي بي سي» حين قال: «إن الأوكرانيين أناس أوروبيون، بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون». عنصرية الإعلام الغربي خلال الأزمة الروسي الأوكرانية لم تقتصر عن اللون فقط، بل تجاوزته لتطال أيضاً الانتماء الديني والعرقي، عندما فجرت مراسلة «أن. بي. سي»، كيلي كوبيلا، عنصريتها في معرض تعليقها على أوضاع اللاجئين الأوكرانيين بالقول: «بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض، إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا». هذه الأمثلة السريعة لم تكن إلا غيضاً من فيض لما حفلت به بعض وسائل الإعلام الغربية من عنصرية وتحيز، لا شك أنها تخالف كثيراً أبسط القواعد التي «صدعوا رؤوسنا» بها طيلة سنوات.
أما ما صدر من كلام وتحليل من قادة دول وسياسيين وزعماء أحزاب ونشطاء ومحللين وغيرهم.. فحدث ولا حرج..
«المهنية».. «الحيادية».. «التوازن».. لا شك أنها قواعد أساسية في حرفية العمل الإعلامي بشكل عام و الصحفي تحديداً في كل مكان وكل زمان، أما عندما تمس الغرب ومصالحه فلا تعدو أن تكون مجرد شعارات جوفاء لا معنى لها..
وعلى مدى عمر كامل قضيته بين أروقة صاحبة الجلالة في أكثر من موقع ومؤسسة إعلامية، حاولت مثل كثير من الزميلات والزملاء الالتزام بهذه المعايير قدر الإمكان، وبما يتاح لنا حسب سياسة المؤسسة الإعلامية وتوجهاتها ورسالتها وهوامش المناورة المتاحة.
ومع الانتشار الكبير للتكنولوجيا وسهولة الوصول إلى المعلومات الدقيقة والحقيقية، والولوج عبرها إلى غرف الأخبار وأماكن صنع الحدث الإعلامي، سقطت الأقنعة واكتشفنا الكذبة التي كان يروج لها عبر سنوات طويلة، وأن صناعة الحدث الإعلامي في الغرب لا بد أن تمر عبر فلاتر متعددة، قد يصنعها الإعلامي بنفسه، أو تكون ضمن قوالب جاهزة تضعها الدول أو المؤسسات الإعلامية ذاتها أو ملاكها أو الداعمون لها من مختلف الاتجاهات السياسية والدينية والعرقية.
واليوم ومع تفجر الأزمة الروسية الأوكرانية، تأكد لي ولغيري، ما يحمله هذا الإعلام «النموذج» من متناقضات بين ما يروج له وما يطبقه على أرض الواقع من قيم وأخلاقيات إعلامية وإنسانية، حيث تعرت منظومتهم الأخلاقية التي يتغنون بها مع تدفق أولى طلائع المهجرين الأوكرانيين، حيث أخرج كثير من المراسلين والصحافيين والمحللين وحتى السياسيين، مكنونات صدورهم عبر تصريحات مشينة، لا ترى الإنسانية إلا في أصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء والخضراء فقط، كما عبر عن ذلك مراسل «بي بي سي» حين قال: «إن الأوكرانيين أناس أوروبيون، بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون». عنصرية الإعلام الغربي خلال الأزمة الروسي الأوكرانية لم تقتصر عن اللون فقط، بل تجاوزته لتطال أيضاً الانتماء الديني والعرقي، عندما فجرت مراسلة «أن. بي. سي»، كيلي كوبيلا، عنصريتها في معرض تعليقها على أوضاع اللاجئين الأوكرانيين بالقول: «بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض، إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا». هذه الأمثلة السريعة لم تكن إلا غيضاً من فيض لما حفلت به بعض وسائل الإعلام الغربية من عنصرية وتحيز، لا شك أنها تخالف كثيراً أبسط القواعد التي «صدعوا رؤوسنا» بها طيلة سنوات.
أما ما صدر من كلام وتحليل من قادة دول وسياسيين وزعماء أحزاب ونشطاء ومحللين وغيرهم.. فحدث ولا حرج..
«المهنية».. «الحيادية».. «التوازن».. لا شك أنها قواعد أساسية في حرفية العمل الإعلامي بشكل عام و الصحفي تحديداً في كل مكان وكل زمان، أما عندما تمس الغرب ومصالحه فلا تعدو أن تكون مجرد شعارات جوفاء لا معنى لها..