تتحدث بعض الأساطير الشعبية عن ذلك المعلم النبيه الذي نشأ في بيئة شعبية بسيطة، في ذلك المنزل الصغير القريب من شاطئ البحر، في أسرة عريقة الأصول كافح والده فيها سعياً لطلب الرزق، وزاول تلك المهن القريبة من واقع الناس، فكان لا يترك عمله بحجة «التعب» أو يتجاهل طلبات الآخرين، أو يبتعد عن مجالسهم. واحتشد الناس في مجلسه العامر بالمحبين وأبناء «الفريج» الذين يقصدون دكانه الصغير ليستمتعوا بملاطفته وابتساماته وحكاياته الجميلة التي ورثها من إرث الآباء والأجداد.
لم تكن تربية المعلم النبيه تربية سهلة في ظل الحياة المعيشية الصعبة التي نشأ في ظلالها، ولكنه في الوقت ذاته تعلم منها الكثير وعايش مواقف الكد والتعب التي لمسها من أبيه ورجال الفريج. تربيته العملية هي التي زرعت في نفسه العديد من القيم الأخلاقية التي تمرس عليها مع مرور الزمن، وأضحت كجلبابه الذي لا يرغب في استبداله في مسير الحياة، بل يحرص على تهذيبه وتجميله ببعض الزخارف البهية التي تتناسب مع أثره في مساحات الحياة. نشأ المعلم النبيه وهو يتعلم بالمعايشة وبالمواقف العملية التي حرص أن يكون فيها جزءاً من الذكريات، فكان يتجول في البيت العود وفي دار أسرته الصغيرة، ويتمعن في صلاة جدته في غرفتها الصغيرة، ويتبادل اللعب مع أبناء العمومة في «الحوش» وفي سطح البيت، ثم يستعد لجولة جديدة من الألعاب مع أصدقائه في «الفريج»، ولكنه في الوقت ذاته لا يفوت لحظة الحصول على «النقصة» التي اعتاد الظفر بها من الجارة العزيزة. فقد تعلم الكرم وحقوق الجار والمشي في حاجة الآخرين من والدته الأصيلة صاحبة الكرم الحاتمي، فقد علمته أن يطرق كل يوم باب الجارة ويحصل على مقصوده. طبعاً «الحجية» على «قدها» ولكن الأصول أن «العويزة» لا بد من الحصول عليها، وكما يقولون «عيب تطلع من عندنا وما في يدك شي».
اشتد عود المعلم وغدا معلماً حياتياً بارزاً في الحياة، يعدد مناشط الخير والأثر، ويستثمر لحظاته ولا يسوف عمل الخير، ويتغاضى عن ظلم البشر وعن تلك المعايب التي يرسمها البعض في طريقه. منذ صغره كان يدرك أن الحياة عبارة عن أسلوب حياتي جميل متجدد يقاوم به التغيير، وسطوة البعض وجبروته في مساحات الحياة، يدرك ضرورة أن يقاوم تلك المعتقدات الساذجة لبعض العقول التي تشتاط غضباً كلما حاولت أن تزلزل من مكانتها المصطنعة. كما عرف كيف يتعامل مع من يتباهى بكرسيه ومكانته وإنجازاته الوهمية المفبركة، فيضع حداً لجنون البشر، ويلتفت لما هو أجمل في مساحات العطاء الأبدي والسماحة وترويض النفس لتكون الأداة المنجزة في كل الأحوال، فترسم صورها الساحرة لمن يستحقها ويستحق أن يتقاسم معها إرث الحياة.. المحبة والجمال وابتسامة الخير الساحرة وإنجاز الأثر الأبدي إلى آخر لحظات الوجود.
هنيئاً لك أيها المعلم فقد علمتنا الكثير من القيم التي ما زلنا نتشبث بها في حياة «التغيير» ونتعامل بها مع أمزجة البشر وتهاونهم لأبسط مبادئ الحب والأثر الجميل. هنيئاً لك فقد أثمرت تربيتك الخصبة تحت ظلال الجيل الطيب.. عطاء سخياً في محافل الحياة المتعدد، وهي رسالة تذكرك: أن ضيف في هذه الحياة، فاستثمر وجودك فيما يرضي الإله فقط.
ومضة أمل
إنه معلم الناس الخير.
لم تكن تربية المعلم النبيه تربية سهلة في ظل الحياة المعيشية الصعبة التي نشأ في ظلالها، ولكنه في الوقت ذاته تعلم منها الكثير وعايش مواقف الكد والتعب التي لمسها من أبيه ورجال الفريج. تربيته العملية هي التي زرعت في نفسه العديد من القيم الأخلاقية التي تمرس عليها مع مرور الزمن، وأضحت كجلبابه الذي لا يرغب في استبداله في مسير الحياة، بل يحرص على تهذيبه وتجميله ببعض الزخارف البهية التي تتناسب مع أثره في مساحات الحياة. نشأ المعلم النبيه وهو يتعلم بالمعايشة وبالمواقف العملية التي حرص أن يكون فيها جزءاً من الذكريات، فكان يتجول في البيت العود وفي دار أسرته الصغيرة، ويتمعن في صلاة جدته في غرفتها الصغيرة، ويتبادل اللعب مع أبناء العمومة في «الحوش» وفي سطح البيت، ثم يستعد لجولة جديدة من الألعاب مع أصدقائه في «الفريج»، ولكنه في الوقت ذاته لا يفوت لحظة الحصول على «النقصة» التي اعتاد الظفر بها من الجارة العزيزة. فقد تعلم الكرم وحقوق الجار والمشي في حاجة الآخرين من والدته الأصيلة صاحبة الكرم الحاتمي، فقد علمته أن يطرق كل يوم باب الجارة ويحصل على مقصوده. طبعاً «الحجية» على «قدها» ولكن الأصول أن «العويزة» لا بد من الحصول عليها، وكما يقولون «عيب تطلع من عندنا وما في يدك شي».
اشتد عود المعلم وغدا معلماً حياتياً بارزاً في الحياة، يعدد مناشط الخير والأثر، ويستثمر لحظاته ولا يسوف عمل الخير، ويتغاضى عن ظلم البشر وعن تلك المعايب التي يرسمها البعض في طريقه. منذ صغره كان يدرك أن الحياة عبارة عن أسلوب حياتي جميل متجدد يقاوم به التغيير، وسطوة البعض وجبروته في مساحات الحياة، يدرك ضرورة أن يقاوم تلك المعتقدات الساذجة لبعض العقول التي تشتاط غضباً كلما حاولت أن تزلزل من مكانتها المصطنعة. كما عرف كيف يتعامل مع من يتباهى بكرسيه ومكانته وإنجازاته الوهمية المفبركة، فيضع حداً لجنون البشر، ويلتفت لما هو أجمل في مساحات العطاء الأبدي والسماحة وترويض النفس لتكون الأداة المنجزة في كل الأحوال، فترسم صورها الساحرة لمن يستحقها ويستحق أن يتقاسم معها إرث الحياة.. المحبة والجمال وابتسامة الخير الساحرة وإنجاز الأثر الأبدي إلى آخر لحظات الوجود.
هنيئاً لك أيها المعلم فقد علمتنا الكثير من القيم التي ما زلنا نتشبث بها في حياة «التغيير» ونتعامل بها مع أمزجة البشر وتهاونهم لأبسط مبادئ الحب والأثر الجميل. هنيئاً لك فقد أثمرت تربيتك الخصبة تحت ظلال الجيل الطيب.. عطاء سخياً في محافل الحياة المتعدد، وهي رسالة تذكرك: أن ضيف في هذه الحياة، فاستثمر وجودك فيما يرضي الإله فقط.
ومضة أمل
إنه معلم الناس الخير.