"الجميع خائفون لا أحد يجيب".. كلمات قاسية ومباشرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لمن كان يظنهم حلفاء.. أين الناتو؟ هل بات حلف الشمال الأطلسي عجوزا مكتوف الأيدي أمام روسيا التي حسمت قرارها بالتدخل العسكري في أوكرانيا؟
أسئلة للإجابة عنها لا بد من الرجوع إلى جذور الأزمة الحقيقية.
صعود "الناتو"
تأسس حلف الشمال الأطلسي "الناتو" عام 1949 في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما شكلت الحركات الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي تهديدا خطيرا للحكومات المنتخبة ديمقراطيا في جميع أنحاء أوروبا المدمرة آنذاك.
ظاهريا شكل الحلف الوليد درع حماية لأعضائه، لكن أفعاله اختصرت في اجتماعات وبيانات تنديد دبلوماسية وميزانيات ضخمة للدفاع تكدس السلاح والقوات بلا فائدة، مع بعض المحاولات الدفاعية الخجولة، مثل نشر الصواريخ على حدود تركيا وسوريا عام 2012.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي وانتهاء حقبة الحرب الباردة، اتخذت الولايات المتحدة قرارا بتوسيع حلف الناتو، على الرغم من تلاشي سبب تأسيس الحلف من الأساس.
جلبت دولا من أوروبا الشرقية إلى الناتو، بعضها على حدود روسيا.. ناقوس الخطر دق في الكرملين، خاصة أن المادة الخامسة للحلف الأطلسي "تنص على أن الهجوم على أحد أعضاء الحلف هو هجوم على جميع أعضائه".
موسكو لم تنتظر وصول الناتو إلى فنائها الخلفي وتحركت سياسيا وضغطت عسكريا، لتأتي شعرة أوكرانيا في 2022 وتقسم ظهر البعير.
في الساعات الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد فشل المفاوضات مع الغرب بشأن انضمام الأخيرة إلى الناتو، لم يبذل الحلف مجهودا ضخما في الدفاع عن كييف، واكتفى بالسماح لأعضائه بتزويدها بالأسلحة، كما رفض الحلف بشكل قاطع فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا.
ومع تجاوز الأزمة الأوكرانية أسبوعها الثاني وتكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ونزوح المدنيين إلى دول الجوار.. يبقى التساؤل مطروحا.. من المسؤول الحقيقي عن هذه الحرب؟ هل سياسة الأبواب المفتوحة للناتو أم مخاوف روسيا؟