المثير في أمر أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أنهم كلما قرؤوا خبراً عن قيام مسؤول إسرائيلي بزيارة إلى المنامة قالوا إن البحرين تعمل على تمكين إسرائيل من إيران، وكلما تم الإعلان عن توقيع اتفاقيات أمنية أو عسكرية بين البلدين قالوا إن الغاية منها مناكفة إيران وإن هذا لعب بالنار وإن إيران لن تسكت إزاء كل هذا ! وفي هذا ما يكفي للقول من دون تردد أنهم دخلاء على السياسة.

المثير أيضاً أنهم لا يقولون شيئاً عن توقيع البحرين أي اتفاقية في أي مجال مع أي بلد من بلدان العالم ولا يعطون الموضوع أي أبعاد أو يفسرونه على هواهم.

تبادل الزيارات بين الدول أمر طبيعي، وتوقيع الاتفاقيات الأمنية والعسكرية وغيرها بين الدول أمر طبيعي أيضاً طالما أنه توجد فيما بينها علاقات دبلوماسية وطالما أنّ كل ذلك يتم في العلن.

الحقيقة التي ينبغي أن ينتبه إليها أولئك ويدركها الجميع هي أن البحرين تقيم اليوم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وأنه بناء عليه فإن زيارة أي مسؤول منها إلى البحرين يدخل في الطبيعي، وكذلك قيام أي مسؤول بحريني بزيارة إلى إسرائيل. تماماً كما أنه من الطبيعي قيام أي مسؤول من أي دولة تربطها بالبحرين علاقات دبلوماسية بزيارة إلى البحرين وقيام أي مسؤول بحريني بزيارة إلى تلك الدول.

هناك أمر آخر ينبغي أن ينتبهوا إليه جيداً ويدركه الجميع أيضاً هو أن البحرين مثلها مثل أي دولة من حقها أن تحمي نفسها خصوصاً وأن من قدرها أن تكون إيران جارتها وأن النظام الحاكم هناك ظل طوال الأربعين سنة ونيف الماضية يهدد دول المنطقة وتتوقع منه الشر في كل حين.

وللمعلومة فإن التوقف عن تبادل الزيارات بين المسؤولين في البحرين وإسرائيل لا يعني تعطيل الاتفاقيات بين الدولتين، تماماً مثلما أن تكرار الزيارات وتوقيع المزيد من الاتفاقيات لا يعني أبداً العمل على مناكفة إيران واللعب بالنار.