تتجه أنظار الملايين من مختلف دول العالم لمتابعة سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا وان الذي يقام ضمن الجولة الاولى من بطولة العالم وتستضيفه مملكة البحرين على حلبة البحرين الدولية "موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط" خلال الفترة من 18 وحتى 20 مارس الجاري، وذلك بعد النجاح المبهر التي سجلته مملكة البحرين في غضون السنوات الماضية من استضافتها لجولات بطولة العالم للفورمولا وان.
ويعتبر سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج حدثًا عالميًا حقًا حيث يجمع على أرضه سائقين من مختلف انحاء العالم ومما يقارب 34 دولة من ست قارات، وما مجموعه 95 سائقا يشاركون ضمن السباق العالمي للفورمولا وان والسباقات المساندة له.
ويشارك عدد كبير من السائقين من مختلف البطولات من أوروبا، وأبرزهم من بريطانيا، هولندا، إسبانيا، موناكو، فرنسا، ألمانيا، فنلندا، الدنمارك، النرويج، إستونيا، سويسرا، إسرائيل، تركيا، بلجيكا، جمهورية التشيك والمجر وإيطاليا والنمسا وبولندا، إلى جانب أمريكا الشمالية والجنوبية وأبرزهم من كندا والولايات المتحدة وباربادوس، المكسيك والبرازيل والأرجنتين.
هناك أيضًا سائقون من أستراليا ونيوزيلندا من قارة أستراليا، بينما يمثل آسيا منافسون من اليابان وتايلاند والصين والهند وماليزيا والمملكة العربية السعودية والبحرين.
ومع عشية انطلاق السباق باتت مختلف جهات المملكة على أهبة الاستعداد لاستقبال الحدث العالمي الذي يجتذب اهتمام الملايين من مختلف أنحاء العالم من محبي وعشاق رياضة المحركات ويجعل مملكة البحرين قبلة للأنظار.
ونظمت الحلبة حملة إعلانية كبيرة تستهدف الجمهور المحلي والعالمي من خلال نشر مجموعة من الإعلانات في الشوارع والمجمعات التجارية والأماكن العامة، بجانب الإعلانات في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، فضلا عن إقامة العديد من الفعاليات التي تسبق الحدث بغرض تشويق الجماهير وتهيئتها قبل خوض غمار سباق جائزة البحرين الكبرى.
ويتوقع المسئولون حضور ما يقارب 100 ألف شخص وأكثر خلال أيام السباق، سواء من الوافدين الأجانب من مختلف الجنسيات، أو من المواطنين الذين أصبحوا يستهوون متابعة هذه الرياضة الشيقة وحضور منافساتها وفعالياتها الرائعة.
واصبح موقع حلبة البحرين الدولية خلية نحل من خلال العمل الدؤوب والمتواصل من كافة العاملين في الحلبة لتهيئة أفضل الأجواء المثالية لاستضافة أول سباق في الموسم الحالي.
ولا شك فإن النجاح الذي تحققه مملكة البحرين في استضافة سباق الفورمولا وان ما كان ليتحقق لولا الدعم الذي تحظى به من داعم الرياضة الاول حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وبما يتوافق مع برنامج عمل الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء والتي وفرت كل الإمكانات لنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي، كما تشارك العديد من الجهات الرسمية في رعاية السباق وإنجاحه ومنها وزارة الداخلية التي تقوم بدور كبير في تسهيل منح التأشيرات لزوار البحرين من مختلف دول العالم لحضور السباق، كما تشارك في تأمين السباق وفي انسيابية حركة المرور إلى مقر حلبة البحرين الدولية، ووزارة الخارجية من خلال سفاراتها وقنصلياتها في الخارج، كما تضطلع وزارة الأشغال والبلديات ووزارة شؤون الإعلام وهيئة الثقافة وغيرها من الوزارات والهيئات بأدوار مشهودة لخروج السباق بأبهى صورة ولتعريف العالم بحضارة وتراث البحرين الأصيل، ونقل الصورة الجميلة لمملكة البحرين أرض التسامح والتلاقي والمودة والإخاء إلى جميع أرجاء العالم.
كما يبرز في هذا العام دور وزارة الصحة والتي تساهم في خلق بيئة آمنة تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المعلن عنها في المملكة للتصدي لفيروس كورونا، حيث شكلت لجنة لتجهيز الأفراد والمعدات المطلوبة ووفرت الخدمات الطبية والصحية من جميع النواحي، إلى جانب ذلك تقوم إدارة المراكز الصحية بالاستعداد لتقديم الخدمات الصحية في عيادات الجمهور والزوار في عدة أماكن في حلبة البحرين الدولية، كما تقوم إدارة الصحة العامة بجهود كبيرة في الرقابة والتفتيش على الأطعمة والمشروبات في الحلبة والحفاظ على مستويات عالية في الصحة العامة والصحة الوقائية.
واستعدت وسائل الإعلام البحرينية بمختلف فئاتها المقروءة والمسموعة والمرئية لتغطية فعاليات الحدث وإبرازه بالشكل المطلوب، كما بدأت قناة البحرين الرياضية وإذاعة البحرين في عرض سلسلة من البرامج التي تغطي الحدث ليكون المتابع في قلب الحدث سواء بالصوت أو الصورة أو الكلمة المقروءة، ومع اقتراب انطلاق المنافسات على حلبة البحرين تترقب الجماهير الرياضية بشغف واهتمام كبير لمعرفة هوية البطل الذي سيعتلي بوديوم حلبة البحرين.
هذا ورفع مطار البحرين الدولي وجسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالشقيقة السعودية وتيرة استعداداهما لاستقبال أفواج السياح القادمين إلى البحرين لمشاهدة السباق، وحرصوا على اتباع سلسلة من الإجراءات الصحية التي أعلنت عنها وزارة الصحة.
من جهة اخرى، باتت فنادق المملكة بمختلف فئاتها جاهزة لاستقبال الوافدين الأجانب، حيث ترتفع بهذه الفترة نسبة الإشغال الفندقي وتسعى جميع الفنادق لتقديم أفضل الخدمات المتميزة بأسعار تنافسية، ولا يختلف الحال بالنسبة للمحلات التجارية والأسواق والمجمعات التي تستعد لاستقبال السياح الذين ينشطون الحركة التجارية بنسبة كبيرة في عدد واسع من القطاعات.
الاتحادات والأندية الرياضية هي الأخرى تتفاعل مع السباق، حيث تعمد غالبيتها إلى تعطيل أنشطتها الرياضية في ايام السباق الثلاثة لتفسح المجال أمام لاعبيها لحضور فعاليات الحدث العالمي والاستمتاع بأجواء السباق، وتوفر معظم الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص تذاكر خاصة لموظفيها لمتابعة السباق.
وجدير بالذكر أن سباق جائزة البحرين الكبرى ينطلق هذا العام ضمن مناسبة تاريخية لرياضة السيارات، حيث ينطلق سباق هذا العام تحت مسمى "عصر جديد" وذلك بعد أكبر تغيير في القواعد والأنظمة في البطولة العالمية، وبصفة الحلبة مضيفًا لتجارب ما قبل الموسم والجولة الافتتاحية للموسم كذلك، فإن جماهير البحرين في وضع مميز للغاية لكونهم أول من يختبر قمة رياضة السيارات بشكل لم يسبق له مثيل في العالم.