محمد إسحاق عبدالحميد
"إنها عملية تطور تدريجية، الفرد منا لا يتغير بضربة من عصا سحرية واتخاذ القرار بأن يصير شخصًا جديدًا بالكامل، بل يتغير المرء شيئًا فشيئًا، يومًا تلو الآخر، عادة بعد عادة. فنحن نمر بعملية تطور مصغرة للذات على الدوام.”
عبارة مميزة من كتاب "العادات الذرية” للمؤلف جيمس كلير، والذي يتكلم فيه عن طرق بناء العادات الإيجابية في حياتنا بأسلوب عملي وسهل التنفيذ، وكيف تبني نظاماً يساعدك على التغيير الإيجابي في حياتك وترك العادات السلبية.
فالكثير منا لديه أهداف يطمح للوصول إليها في حياته سواء كانت لتقليل الوزن أو الحفاظ على اللياقة أو قراءة كم معين من الكتب وغيرها، والقليل منا ينجح في الوصول لتلكم الأهداف، فهل فكرت يوماً في السبب؟
وقد ذكر المؤلف في كتابه السر الكامن وراء ذلك والإجابة على هذا السؤال، فعندما تضع لنفسك هدفاً لقراءة 50 كتاباً في السنة، وتبدأ بالقراءة بحماسة واجتهاد في البداية، فستجد نفسك قد وصلت للكتاب الرابع أو الخامس وقد تسلل إليك الملل، وتبدأ بالتخلف في بعض الأيام عن القراءة بسبب مشاغل الحياة حتى تنقطع عن القراءة بشكل كامل، وهكذا الحال في بقية الأهداف التي نرسمها لأنفسنا بهذه الطريقة.
أما لو التزمت يومياً بقراءة صفحتين فقط واستمررت على هذه العادة فستجد أن الحفاظ على هذه الكم سهل، ومع الوقت يمكنك أن تزيد من عدد الصفحات وعندما تنتهي السنة ستتفاجأ بما أنجزته خلال تلك المدة ونجاحك في اكتساب عادة القراءة اليومية في حياتك.
ويذكر المؤلف الكثير من القصص الملهمة عن تأثير العادات الصغيرة على حياتنا، وطرق بناء الأهداف بالشكل الصحيح، والخطوات العملية في بناء العادات الإيجابية وترك السلبية، وأثر البيئة المحيطة في اكتسابك للعادات.
فالكتاب بالرغم من صغر حجمه إلا أن المحتويات التي فيه لا تُقدر بثمن، وأنصح الجميع بشراء هذا الكتاب الشيق والذي سيضيف الكثير إلى حياتك بإذن الله.