الرأي

الابتكار الاجتماعي '3'

هناك عدة مجالات حول استخدامات مصطلح الابتكار الاجتماعي كالآتي:

أولاً في عمليات التغيير الاجتماعي: تم استخدام الابتكار الاجتماعي لوصف عمليات التغيير الاجتماعي وتحول المجتمع ككل، وهذا يشمل دراسات واسعة النطاق حول دور المجتمع المدني في التغيير الاجتماعي ودور الاقتصاد الاجتماعي وأصحاب المشروعات الاجتماعية في تحقيق النمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي. كما يشمل أيضاً دور قطاع الأعمال في التغيير الاجتماعي، ودور رجال الأعمال في دفع موجة الابتكار والإنتاجية من خلال التركيز على المجالات «الاجتماعية» مثل التعليم والصحة والرعاية، وهذا يمكن أن يتضمن في نهاية المطاف إعادة تحديد الحاجات الاجتماعية والبيئية الأوسع نطاقاً.

ثانياً إستراتيجية الأعمال والإدارة التنظيمية: التركيز على بعض خطابات الابتكار الاجتماعي في إستراتيجية الأعمال والإدارة التنظيمية، وإدارة الأعمال، وغالباً ما يشار إلى الابتكار الاجتماعي بوصفه جانباً من جوانب إستراتيجية الأعمال المتعلقة بالتغيرات البشرية والمؤسسية والثروة الاجتماعية التي تؤدي إلى الكفاءة التنظيمية وتحسين القدرة التنافسية. ويشمل ذلك إعادة الهيكلة التنظيمية، وتحديث العلاقات الصناعية وتحسين إدارة الموارد البشرية. وقد امتد هذا التركيز أكثر في أدبيات الإدارة غير الهادفة إلى الربح حيث ينظر إلى الابتكار الاجتماعي من خلال عدسة تحسين استدامة وفاعلية المؤسسات غير الربحية، وذلك من خلال النظر في مهارات القيادة والابتكارات في مجال المنح والعطاء.

ثالثاً في المشروعات الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية: يستخدم مصطلح الابتكار الاجتماعي لوصف المشروعات الاجتماعية والمؤسسات الاجتماعية، وأعمال مشروعات الريادة الاجتماعية.

يشير هذا إلى حد كبير إلى عمل جريج الديس وبيل درايتون اللذين يؤكدان دور الأفراد في تطوير طرائق جديدة ومبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية المستعصية، علاوة على ذلك، تعمل هذه المدرسة الفكرية للمشروعات الاجتماعية على اكتشاف وتقييم واستثمار الفرص بوسائل مبتكرة لتلبية الاحتياجات. هذا النهج هو السائد وخصوصاً في الولايات المتحدة، وتحدد المشروعات الاجتماعية على أنها مجموعة من السلوكات والمواقف من قبل الأفراد المعنيين بابتكار مشروعات اجتماعية جديدة، والمؤسسات الاجتماعية هي شركات ذات أهداف اجتماعية في المقام الأول حيث تم استثمارها أساساً لهذا الغرض، أما الابتكار الاجتماعي فهو أوسع بكثير من أي مؤسسة اجتماعية أو مشروعات اجتماعية، ولكن قد تتداخل المصطلحات مع بعضها البعض. على سبيل المثال، رجل أعمال اجتماعي يقيم مشروعات اجتماعية تقدم برنامجاً ضمن منهجية الابتكار الاجتماعي.

رابعاً في المنتجات والخدمات والبرامج: يعتبر الابتكار الاجتماعي عملية تطوير وتنفيذ المنتجات والخدمات والبرامج التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية ويشمل ذلك الابتكار في القطاع العام، وتوفير الخدمات العامة من قبل المؤسسات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الجديدة.

خامساً في الحوكمة والتمكين وبناء القدرات: تشمل أبعاد «عملية» الابتكار الاجتماعي استكشاف الحوكمة والتمكين وبناء قدرات ديناميات الابتكارات الاجتماعية، وبناء العلاقة المترابطة بين مختلف الجهات الفاعلة، والتأكيد على المهارات والكفاءات، والأصول والثروة الاجتماعية التي وضعها مختلف الأطراف الفاعلة لتنفيذ برامج وإستراتيجيات معينة.