إن من أهم ما يميز المجتمع البحريني، هو قدرته المرنة على التجاوب مع كل المبادرات الداعية إلى الحب والسلام والتعايش والتآلف والمحبة والإخاء مع كل الأطياف والمكونات الأخرى. فهذه الموروثات التي ورثها مجتمعنا المتحضر من الآباء بشكل كثيف وناصع، تحولت اليوم وبشكل رائع إلى ثقافة تميَّز المجتمع البحريني عن بقية المجتمعات الأخرى.

في الذكرى الثالثة لإطلاق الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا»، والذي أقيم على إثره احتفال بهذه المناسبة تحت رعاية رئيس لجنة متابعة الخطة الوطنية، الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وذلك بحضور مجموعة من أصحاب المعالي والسعادة والشخصيات البارزة، ولفيف من الإعلاميين.

يمكن لنا أن نركز هنا على أهم ما جاء في الحفل، وهو ما ورد في كلمة معالي وزير الداخلية، والتي أكد من خلالها على نقاط في غاية الأهمية. لعل من أبرزها هو أن تكون «هويتنا الوطنية، ليست مجرد شعار، بل انتماء وعطاء. وإن بناء مستقبلنا الوطني، مرهون بمدى تمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا. وأن نهيء لأبنائنا بيئة وطنية جامعة، محافظة على ثوابتها وتقاليدها، وتكوين جبهة وطنية متماسكة».

إن الحديث عن العالم الافتراضي والإلكتروني، هو الحديث عن المستقبل، وهذا ما أكده معالي وزير الداخلية حين ربط تعزيز مبادرات «بحريننا» من خلال هذا العالم التكنولوجي، مؤكداً «بأن عصر الفضاء الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات، يتيح لنا فرصة عصرية لنشر ثقافتنا وتقاليدنا وتعزيز هويتنا الوطنية عالمياً، وذلك من خلال حضورنا في فضاء العالم الافتراضي. وإن حدودنا الإلكترونية في هذا الأفق، يحددها حجم مشاركتنا ونشاطنا الإلكتروني الوطني، من أجل حماية الهوية البحرينية في العالم الافتراضي. وعليه، فإن الأمر يتطلب صياغة رؤية مستقبلية وتنفيذ مبادرات تفاعلية وبرامج مؤثرة في إطار المسئولية المجتمعية وتعزيز المنظومة الوطنية لترسيخ قيم الولاء والانتماء».

من جهة أخرى مهمة، أكد معالي الوزير على أهمية ربط النسيج الاجتماعي ببعضه البعض حتى في الظروف الصعبة، وذلك من خلال «المشروع الوطني والحضاري للعقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة، والذي أصبح واقعاً مجتمعياً مشرّفاً».

من المهم التذكير أخيراً، بأن «بحريننا» استطاعت خلال السنوات الثلاث الماضية، تفعيل وتنفيذ 85% من مبادراتها التي تزيد عن مائة مبادرة، رغم الظروف التي فرضتها جائحة كورونا. فهو الحلم الذي تحول إلى واقع.