في كلمته الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات 2022..

محمد القرقاوي: القمة تعقد برؤية خليفة بن زايد وتترجم توجهات محمد بن راشد

محمد القرقاوي: رؤية القيادة "المستقبل ملك لمن يستكشف فرصه ويستعد لتحدياته ويسابق الآخرين لمواكبة متغيراته"


أكد محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة العالمية للحكومات 2022 تعقد هذا العام برؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وتوجيهات ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لتعكس رؤى سموه بأن المستقبل ملك لمن يستكشف فرصه ويستعد لتحدياته ويسابق الآخرين لمواكبة متغيراته.

جاء ذلك، في الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة العالمية للحكومات 2022، التي انطلقت اليوم الثلاثاء، في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي، بمشاركة 4000 آلاف شخصية من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية ونخبة الخبراء ومستشرفي المستقبل، ورواد الأعمال وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات وتصميم المسارات وابتكار الحلول التي تخدم الإنسانية.

وقال محمد القرقاوي إن القمة العالمية للحكومات تهدف إلى تقريب المسافة بين الحكومات وما والمستقبل عبر استشراف أهم التطورات اقتصادياً وعلمياً وتقنياً وسياسياً، ما يترجم رؤيتها ورسالتها وتوجهاتها بأن الاستعداد للمستقبل يجعل الحكومات جزءاً من صناعته.

3 قراءات استشرافية

وتطرق معالي محمد القرقاوي إلى 3 قراءات استشرافية للمستقبل، الأولى أن سرعة التغيير القادمة أكبر بكثير مما نتوقع، والثانية أنه لا وجود مسلّمات عند التعامل مع المستقبل، والثالثة أن شراكات الحكومات مع الشركات في المستقبل ضرورة وليست ترفاً.

وقال محمد القرقاوي إن ما حدث في السنوات العشر الماضية من تطورات علمية واقتصادية واجتماعية وتقنية يفوق ما حدث في مائة سنة مضت، وما حدث في آخر عامين يفوق ما حدث في السنوات العشر التي سبقتهما، والقادم سيكون أسرع بكثير .

وأضاف رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات أن الاقتصاد الرقمي تضاعف 8 مرات في آخر عامين، ليصل إلى 4 تريليون دولار، كما تضاعف التعليم عن بُعد 11 مرة في آخر عامين، وزاد التطبيب عن بُعد بنسبة 154%، فيما سيبلغ حجم السوق الخاص به 400 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وستتضاعف أعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت من 26 مليار جهاز بنهاية العقد الماضي إلى خمسين مليار جهاز في عامين فقط".

لا مسلّمات وجود مسلّمات في التعامل

وعن عدم وجود مسلّمات في التعامل مع المستقبل، قال محمد القرقاوي: "نبدأ 2022 والشكوك تحيط بهذا المفهوم، وسط انقسامات عالمية لم يسبق لها مثيل، وكأننا مقبلون على عالم جديد غير الذي نعرفه وغير الذي تعودنا عليه".

وأضاف: "كان الاعتقاد أن التحالفات الاستراتيجية العالمية والالتزامات القانونية الدولية والقيم المشتركة بين الأمم من المسلمات.. لتنقلب الموازين فنرى في العام 2022 حرباً في قلب أوروبا وموجات من ملايين اللاجئين، ..كنا نعتقد أن العالم استقر عبر اتفاقيات ومعاهدات في مجالات أمن الطاقة ومستقبلها، وها نحن اليوم أمام أسئلة أكثر من الإجابات في هذا المجال".

شراكات الحكومات والشركات

وحول أهمية الشراكات بين الحكومات والشركات في المستقبل، قال رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات: "ظلت الحكومات بشكلها الحالي عبر مئات السنين الأداة الرئيسية لتطوير المجتمعات، وقيادة عجلة النمو، لكن جزءا كبيرا جدا من التطورات والتغيرات التي تشهدها المجتمعات الإنسانية اليوم يقوده القطاع الخاص".

وأضاف محمد القرقاوي: "كان تطوير شبكات وأدوات النقل وحتى استكشاف الفضاء حكرا على الحكومات، واليوم نرى القطاع الخاص يعمل على تصنيع مركبات فضائية تكلفتها تبلغ عُشر التكلفة التي كانت تنفقها الحكومات، ويمكن أن نقول الشيء ذاته أيضا عن الطاقة الجديدة وعن التعليم وغيره".

وتابع رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات: "لا بد من علاقة راسخة بين الحكومات وبين الشركات لإحداث توازن بين مصلحة المجتمعات ومصلحة الشركات حتى نحافظ على تماسك وأمن المجتمعات العالمية".

القمة .. أهداف أساسية

وحدد محمد القرقاوي الأهداف الأساسية للقمة العالمية للحكومات، بأنها تجيب على أسئلة المستقبل، وتستشرف أهم التطورات في عالمنا اقتصادياً وعلمياً وتقنياً وسياسياً، وتقريب المسافة بين الحكومات وبين ما ينتظرها من تطورات وتغيرات قادمة في المستقبل، مشيرا إلى أن هدفها مع نهاية أعمال دورتها الحالية سيتمثل في محاولة معرفة بعض الإجابات ومساعدة الحكومات على تحديد الأولويات ورصد التحديات.

وأكد أن القمة تسعى لتوضيح الصورة وإبراز الفرص وكشف التحديات التي يحملها المستقبل في موضوعات أمن الطاقة، ومستقبل التغيرات المناخية، والتطوير الحكومي، والثورة الجديدة في العملات المشفرة ودور البنوك المركزية.

محطات فارقة في استشراف الاتجاهات والأحداث العالمية

واستعرض رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محطات فارقة في تاريخ القمة لتي نجحت في استشراف تحولات عالمية جذرية، وقال إن القمة عبر دوراتها السابقة لفتت أنظار الحكومات لما ينتظرها من فرص وتحديات.

وذكّر باستشراف القمة العالمية للحكومات في دورة عام 2018 مستقبل الأوبئة، لافتاً إلى أن الاستشراف وتعزيز الجاهزية للتحديات مثل العنصر الأهم في معادلة الحكومات التي نجحت في اختبار كوفيد – 19.

وتطرق رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات إلى استشراف القمة في دورة عام 2016 مستقبل تكنولوجيا التعاملات المالية "البلوك تشين" والعملات الافتراضية والمشفرة، وتوقعت لها نمواً هائلاً، وقال: "اليوم تحاول الحكومات أن تتعايش مع واقع وجود أصول مشفرة تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار حول العالم".

الواقع الافتراضي والميتافيرس

وأضاف محمد القرقاوي أن القمة العالمية للحكومات استضافت منذ عدة سنوات حواراً حول تقنيات الواقع الافتراضي مع رائد الأعمال العالمي إيلون ماسك، واليوم أصبحت تقنيات الميتافيرس وإمكانياتها الهائلة وتطوراتها السريعة حديث العالم، وسط توقعات أن يبلغ حجم هذا القطاع 800 مليار دولار خلال العامين المقبلين.

وأشار إلى أن القمة ناقشت عبر السنوات الماضية العديد من المواضيع الحيوية مثل الأمن السيبراني وتحدياته، والأمن الغذائي ومستقبله، والتغيرات المناخية وما تحمله لمستقبل الإنسان، والطاقة النظيفة وفرصها.

دراسة المستقبل أكثر أهمية

وقال محمد القرقاوي: "في هذه القمة عام 2013 كانت لدينا نسخة مصغرة من متحف المستقبل، وقبل أسابيع، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، متحفاً دائماً للمستقبل".

وأكد رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات ضرورة التنبه للتحديات التي تحملها موجة التغيير الجديدة، والتي تشمل آثارها تضاعف التضخم في دول العالم 4 مرات في آخر عامين، وتضاعف الكوارث الطبيعية عما كانت عليه في العقود الماضية 3 أضعاف بسبب التغيرات المناخية، ما يؤكد أن دراسة المستقبل أصبحت أكثر أهمية للحكومات، وأن مرونة الحكومات وقدرتها على مواكبة المتغيرات أصبحت ضرورة أكثر من أي وقت، لأن التباطؤ في الاستجابة للمتغيرات عواقبه أصبحت أكبر على الدول والشعوب.

أكثر من 14 منتدى

ولفت محمد القرقاوي إلى أن أجندة القمة هذا العام تتضمن أكثر من 14 منتدى متخصصاً عن الطاقة والميتافيرس والعملات المشفرة، إضافة لمنتديات التنمية المستدامة والتطوير الحكومي والشباب والأمن السيبراني وغيرها.

وأكد أن القمة العالمية للحكومات 2022 تتبنى رسالة رئيسية مفادها أن المتغيرات لا تتوقف، والحكومات التي تريد البقاء في المنافسة لا بد أن تفهم وتواكب كل هذه المتغيرات.

منصة عالمية لصناعة المستقبل

الجدير بالذكر، أن القمة العالمية للحكومات تشكل المنصة الجامعة لأكثر من 30 منظمة عالمية، وتستضيف في نسختها الاستثنائية هذا العام أكثر من 4000 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء وقادة القطاع الخاص، لاستشراف مستقبل الحكومات ضمن أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية.

وركزت القمة العالمية للحكومات منذ إطلاقها عام 2013، على استشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبل أفضل للبشرية، وساهمت في تأسيس منظومة جديدة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.