يواجه المتسولون في السعودية، خلال شهر رمضان المبارك الذي يحل بعد أيام قليلة ويشكل موسما لمن يمتهنون تلك العادة المخالفة للقوانين، نظاما جديدا لمكافحة التسول بدأ العمل به هذا العام.

ويستغل المتسولون الذين يتخذون من تلك العادة مهنة لهم، مشاعر الصائمين وتعاليم الشريعة الإسلامية التي تحث على الصدقات خلال الشهر الفضيل، وينشطون بشكل لافت خلاله، بينما يصل بعضهم المملكة بتأشيرات عمرة بغرض التسول في الحرمين الشريفين.

وأصدر الأمن العام السعودي، بيانا، اليوم الثلاثاء، قال فيه إن الجهات الأمنية المختصة باشرت مهامها بالقبض على كل من يمارس التسول وإحالته إلى الجهة المختصة للتحقيق في مخالفات النظام؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه.

وحث بيان الأمن العام، سكان المملكة على التبرع عبر الوسائل النظامية، حيث أطلقت المملكة العام الماضي، منصة ”إحسان" الإلكترونية التي تتيح للراغبين التبرع عبر تطبيق المنصة على الهواتف الذكية واختيار الفئة أو الحالة التي يريدونها.

ويتضمن نظام مكافحة التسول الذي بدأ العمل به في يناير/كانون الثاني الماضي، عقوبة السجن مدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة لا تزيد على مئة ألف ريال، أو بهما معًا، على كل من يُقبض عليه وهو يمتهن التسول أو من يحرضه أو يتفق معه أو يساعده أو يدير ذلك بأي صورة كانت.

كما ينص النظام على إبعاد كل من عوقب، بموجب نظام مكافحة التسول من غير السعوديين عن المملكة بعد انتهاء عقوبته وفق الإجراءات النظامية المتبعة، ويمنع من العودة للمملكة.

ولدى المملكة إدارة لمكافحة التسول تتبع وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية، وتعمل على ملاحقة المتسولين، وتوجيه ذوي العاهات والعجزة منهم إلى دور الرعاية الاجتماعية، فيما يحال المرضى إلى المستشفيات الحكومية.

كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور للإقامة فيها.

أما المحتاجون ماديًا فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالاتهم.

وتتيح ”إحسان" للمتبرعين، اختيار القطاع الذين يودون التبرع لصالحه، حيث يجد المتبرعون تصنيفات عديدة يمكن اختيارها مثل العمليات الجراحية للمحتاجين ورعاية الحجاج والمعتمرين وتوفير مياه الشرب للمناطق النائية ودعم المقبلين على الزواج وتوفير سلال غذائية للأسر المحتاجة وإعانة أسر السجناء المحتاجين وتسديد ديون الموقوفين منهم في قضايا مالية وخيارات عديدة أخرى.

كما توفر المنصة للمتبرعين معلومات تفصيلية أكثر عن مصير تبرعاتهم والمشروعات التي ستذهب إليها وعدد الأفراد الذين سيستفيدون منها، وكل ذلك يتم من الهواتف الذكية.

ويعيش في السعودية نحو 33 مليون نسمة، نحو 20 مليونًا منهم مواطنون، والباقي من الأجانب الذين قدموا للعمل في أكبر مصدر للنفط في العالم، وتلبية الاحتياج المتزايد على الأيدي العاملة.

كما يصل المملكة سنويًا ملايين المعتمرين والحجاج من مختلف دول العالم، وعلى مدار العام، حيث يستغل بعضهم هذه التأشيرات لممارسة التسول.