قبل عشرة أعوام، وتحديداً عام 2011، وبسبب ما مرت به البحرين من أحداث مؤسفة من فوضى، وبسبب صعوبة إيصال صوت المواطن الفعلي ورغباته خوفاً من إرهاب الجماعات والأحزاب حينها، اجتمع عدد من الشباب البحريني، ووضعوا فكرة جميلة جداً تستطيع من خلالها أن تتواصل الحكومات مع مجتمعاتها كأفراد ومؤسسات خاصة بشكل سريع وفعال، ويختصر عليها الكثير من الوقت، ويتجاوز بها العديد من العقبات التقليدية التي تحول بينها وبين المجتمعات كالإعلام أو الأحزاب والتي تكون عادة هي حلقة الوصل بين الحكومات والناس، وهذه الفكرة بإمكانها أن تفتح طريقاً سريعاً بين الطرفين (الحكومة والأفراد) بالاتجاهين دون توقف ودون حواجز.
فتستطيع إجراء الاستفتاءات، وتستطيع إيصال المعلومات، وتستطيع فتح النقاش، وتستطيع جس النبض، وتستطيع إدارة حوار، وتستطيع مشاركة الأفراد بشكل تفاعلي، وتستطيع استلام المقترحات والأفكار البناءة والاستفادة منها، وتستطيع معرفة ميول الفئات والشرائح المجتمعية كنساء ورجال وكَفِئات عمرية وكمناطق، وتستطيع الحكومات التواصل مع المؤسسات التجارية وغيرها بشكل مباشر من خلال منصة واحدة، هكذا تتمكن من بناء خططها وبرامجها وتجنب ما قد يؤدي إلى أزمات وبإمكانها تجاوز ابتزاز الأحزاب أو التجار أو حتى الحاجة للإعلام.
عرضوا الفكرة على جميع المسؤولين في الدولة وهي غير مُكلفة بتاتاً قياساً بالنتائج المثمرة التي ستجني منها الحكومات الفائدة، خاصة في البحرين لأن تعداد المواطنين لا يتجاوز المليون، ويؤسفنا أن نقول - كالعادة - لم يجدوا أذناً صاغية.
يوم ثلاثين مارس أي الأربعاء الماضي في دبي في قمة الحكومات العالمية وقف وزير الداخلية الكوري الجنوبي يستعرض فكرة ابتدعتها حكومته أثناء جائحة «كورونا» بسبب حاجتها لمعرفة الاحتياجات الفعلية للمواطنين وحجم المخزون في المؤسسات التجارية من الكمامات، وفوجئت وأنا أسمعها بأنها هي ذات الفكرة التي وضعها الشباب البحريني قبل عشرة أعوام، لتأتي كوريا الجنوبية وتفاخر بها أمام العالم ويصفق لها الجميع مبهوراً بها!!!
فعرض الوزير الكوري تجربة الحكومة الكورية مع التعامل مع «كوفيد-19»، حيث استجابت بسرعة لتأثير الجائحة باستخدام التكنولوجيا الرقمية والتنسيق المباشر مع الحكومة المحلية والشركات الصغيرة للوصول بالخدمات الحكومية إلى السكان وتوفير حلول مبتكرة لتحديات انقطاع أو تضرر سلاسل التوريد، وصولاً إلى تنظيم توزيع المستلزمات الطبية ومعدات الحماية الشخصية ضمن جهود التصدي للجائحة التي أثرت في الاقتصادات والمجتمعات حول العالم.
وقال الوزير الكوري: «يحقق التحول الرقمي وتكنولوجيا النانو تأثيراً واسعاً على طرق العمل التي يمكن للحكومات اعتمادها في المستقبل، وينتج فاعلية أكبر في الوصول إلى الجمهور، لتفيد مجتمعات المستقبل على نحو غير مسبوق»، وأضاف: «أجرينا في كوريا جلسات تفاعل مع الجمهور على نطاق واسع للاستماع لأفكار قابلة للتنفيذ، ويمكن تطبيقها في سياسات الحكومة المستقبلية. تلقينا 12.000 فكرة من الجمهور، ونفذنا العديد منها».
وأضاف جيون هاي تشول: «ملتزمون بنظام حكومي مفتوح يتضمن الحكومات المحلية والمؤسسات وعامة الناس، كونهم محور تركيز التحديات الحكومية المستقبلية، ونريد ضمان أن تشمل الخدمات الحكومية الجميع بحيث تؤدي الحكومة المفتوحة والعمليات اللامركزية إلى ضمان شمول كل ما نفعله اليوم وفي المستقبل للجميع».
للعلم، تعداد كوريا الجنوبية يزيد عن 51 مليون نسمة، وتعداد البحرينيين لا يصل إلى مليون نسمة.
تفرقت تلك المجموعة البحرينية الشابة، ذهب كلٌّ منهم في طريقه محبطاً من ردة الفعل، ويؤسفني أن أزيده اليوم إحباطاً حين أقول له فكرتك - كالعادة - أخذها غيرك، ونفذها، ونجحت، ويفاخر بها أمام العالم... «هارد لك» يا بحريني.
فتستطيع إجراء الاستفتاءات، وتستطيع إيصال المعلومات، وتستطيع فتح النقاش، وتستطيع جس النبض، وتستطيع إدارة حوار، وتستطيع مشاركة الأفراد بشكل تفاعلي، وتستطيع استلام المقترحات والأفكار البناءة والاستفادة منها، وتستطيع معرفة ميول الفئات والشرائح المجتمعية كنساء ورجال وكَفِئات عمرية وكمناطق، وتستطيع الحكومات التواصل مع المؤسسات التجارية وغيرها بشكل مباشر من خلال منصة واحدة، هكذا تتمكن من بناء خططها وبرامجها وتجنب ما قد يؤدي إلى أزمات وبإمكانها تجاوز ابتزاز الأحزاب أو التجار أو حتى الحاجة للإعلام.
عرضوا الفكرة على جميع المسؤولين في الدولة وهي غير مُكلفة بتاتاً قياساً بالنتائج المثمرة التي ستجني منها الحكومات الفائدة، خاصة في البحرين لأن تعداد المواطنين لا يتجاوز المليون، ويؤسفنا أن نقول - كالعادة - لم يجدوا أذناً صاغية.
يوم ثلاثين مارس أي الأربعاء الماضي في دبي في قمة الحكومات العالمية وقف وزير الداخلية الكوري الجنوبي يستعرض فكرة ابتدعتها حكومته أثناء جائحة «كورونا» بسبب حاجتها لمعرفة الاحتياجات الفعلية للمواطنين وحجم المخزون في المؤسسات التجارية من الكمامات، وفوجئت وأنا أسمعها بأنها هي ذات الفكرة التي وضعها الشباب البحريني قبل عشرة أعوام، لتأتي كوريا الجنوبية وتفاخر بها أمام العالم ويصفق لها الجميع مبهوراً بها!!!
فعرض الوزير الكوري تجربة الحكومة الكورية مع التعامل مع «كوفيد-19»، حيث استجابت بسرعة لتأثير الجائحة باستخدام التكنولوجيا الرقمية والتنسيق المباشر مع الحكومة المحلية والشركات الصغيرة للوصول بالخدمات الحكومية إلى السكان وتوفير حلول مبتكرة لتحديات انقطاع أو تضرر سلاسل التوريد، وصولاً إلى تنظيم توزيع المستلزمات الطبية ومعدات الحماية الشخصية ضمن جهود التصدي للجائحة التي أثرت في الاقتصادات والمجتمعات حول العالم.
وقال الوزير الكوري: «يحقق التحول الرقمي وتكنولوجيا النانو تأثيراً واسعاً على طرق العمل التي يمكن للحكومات اعتمادها في المستقبل، وينتج فاعلية أكبر في الوصول إلى الجمهور، لتفيد مجتمعات المستقبل على نحو غير مسبوق»، وأضاف: «أجرينا في كوريا جلسات تفاعل مع الجمهور على نطاق واسع للاستماع لأفكار قابلة للتنفيذ، ويمكن تطبيقها في سياسات الحكومة المستقبلية. تلقينا 12.000 فكرة من الجمهور، ونفذنا العديد منها».
وأضاف جيون هاي تشول: «ملتزمون بنظام حكومي مفتوح يتضمن الحكومات المحلية والمؤسسات وعامة الناس، كونهم محور تركيز التحديات الحكومية المستقبلية، ونريد ضمان أن تشمل الخدمات الحكومية الجميع بحيث تؤدي الحكومة المفتوحة والعمليات اللامركزية إلى ضمان شمول كل ما نفعله اليوم وفي المستقبل للجميع».
للعلم، تعداد كوريا الجنوبية يزيد عن 51 مليون نسمة، وتعداد البحرينيين لا يصل إلى مليون نسمة.
تفرقت تلك المجموعة البحرينية الشابة، ذهب كلٌّ منهم في طريقه محبطاً من ردة الفعل، ويؤسفني أن أزيده اليوم إحباطاً حين أقول له فكرتك - كالعادة - أخذها غيرك، ونفذها، ونجحت، ويفاخر بها أمام العالم... «هارد لك» يا بحريني.