الحدث المثار على المستوى العالمي هذه الفترة كان موضوع الصفعة التي وجهها الممثل العالمي ويل سميث إلى الفكاهي كريس روك خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار بعد إطلاقه دعابة بشأن الرأس الحليق لزوجته جايدا المصابة بداء الثعلبة.
لست معنية هنا بتحليل الأمر أمام تكهنات عديدة فما تم هو بنية «الشو» ولن أخوض في طبيعة العلاقة الزوجية بين سميث وزوجته التي اعترفت في الماضي أنها كانت تخونه لسنين عدة «فهذا الأمر لا يخصنا حقيقة» وإن استند البعض عليه في تحليل موقف سميث الرافض للسخرية من زوجته لكنني سأرتكز هنا على فكرة الموقف بعيداً عن الشخوص كمفهوم الموقف الرجولي الغيور ومبدأ كيف أن الزوج لم يعبأ بمصلحته فيتخاذل عن رد الاعتبار لزوجته أمام الجميع بعد أن شعر بأنها متضايقة فأعز مواطن الجمال والأناقة لدى المرأة شعرها بالتأكيد، هناك من قد يقف ليصفق على هذا الموقف الشهم ويدعمه من باب أنه موقف يسجل في خانة الرجولة الحقيقية فيما هناك فريق آخر سيراه تصرفاً أحمق متسرعاً؛ فقد أساء له ولزوجته أمام جميع من حضر ذلك الحفل ومن تابعه بالتلفاز وبالمناسبة كلا الفريقين يختصر نظام هذه الحياة وأسباب كثير من الخلافات الحاصلة بين العديد من الفرق والجماعات الإنسانية.
في هذه الحياة وفي كل موقف مشابه دائماً ستجد نفسك أمام مفترق طرق وميزان تقيس من خلاله عدد المكاسب والخسارات نتيجة اتخاذك موقفاً ما، وسيكون كذلك هناك فريقان أمامك فريق يهتم بالعلاقات الإنسانية والمعاني العميقة لنا كبشر فيؤيد ما قمت به وفريق يرى تصرفك من زاوية أخرى بعيدة عن هذه المعاني العميقة فيصف تصرفاتك بأنها عاطفية وغير مدروسة ويعتقدك مخطئاً وهو المصيب، إلا أن القاعدة الثابتة في هذه الحياة أن للحقيقة وجهين ولكل موقف في هذه الحياة عدة تفسيرات وموازين ويعتمد دائماً قياس الموقف على نوعية الميزان الذي سيحكم عليه الإنسان الذي أمامك وعلى قناعاته ومبادئه في هذه الحياة. ونحن طلبة في المدارس كان عندما يقوم أحدهم بضرب صديقك كان هناك أيضاً فريقان: فريق «يطب مع صديقه» ويتعارك دفاعاً عنه ولا يأبه بالنتائج ولا حتى بخسائره وإن وصلت إلى الفصل عدة أيام من المدرسة أو العقاب إلى جانب الكدمات والضربات التي حصل عليها، فيما هناك فريق يرى أنه من الحكمة ألا يتدخل ويزيد الأمر سوءاً فيقفون متفرجين إلى أن يأتي المشرف أو مدير المدرسة وقد يظلم الطالب الذي تعرض للضرب لأنه لا أحد يشهد بالحق وفي قناعتهم أن «الواحد لا يتدخل ويتجنب المشاكل أفضل». تصرف ويل سميث سيعجب أصحاب الفريق الأول، فيما أصحاب الفريق الثاني بالتأكيد مع اتخاذ إجراءات قانونية ضده سيفسرون الموقف بأنه لم يكن له داعٍ وسترى في عقليتهم كلاماً من نوع «ممكن الواحد أحيان يعمل مثل هالموقف لكن لشخص يستاهل وراح يقدر تضحيتك» وسوف يتكلمون بكلام مثالي هم أساسا محال أن يطبقوه؛ فنوعياتهم كلام من غير فعل ومواقف ومن يهتم للعلاقات الإنسانية ويتعمق في هذه الحياة سيدرك أن التاريخ عندما صنع وروى للأجيال كان ممتلئاً بمواقف من هكذا أنواع من البشر من الفريق الأول فيما الفريق الثاني يعيشون في هذه الحياة ويغادرونها دون وجود بصمة حقيقية وملموسة لكل من عرفهم.
لست معنية هنا بتحليل الأمر أمام تكهنات عديدة فما تم هو بنية «الشو» ولن أخوض في طبيعة العلاقة الزوجية بين سميث وزوجته التي اعترفت في الماضي أنها كانت تخونه لسنين عدة «فهذا الأمر لا يخصنا حقيقة» وإن استند البعض عليه في تحليل موقف سميث الرافض للسخرية من زوجته لكنني سأرتكز هنا على فكرة الموقف بعيداً عن الشخوص كمفهوم الموقف الرجولي الغيور ومبدأ كيف أن الزوج لم يعبأ بمصلحته فيتخاذل عن رد الاعتبار لزوجته أمام الجميع بعد أن شعر بأنها متضايقة فأعز مواطن الجمال والأناقة لدى المرأة شعرها بالتأكيد، هناك من قد يقف ليصفق على هذا الموقف الشهم ويدعمه من باب أنه موقف يسجل في خانة الرجولة الحقيقية فيما هناك فريق آخر سيراه تصرفاً أحمق متسرعاً؛ فقد أساء له ولزوجته أمام جميع من حضر ذلك الحفل ومن تابعه بالتلفاز وبالمناسبة كلا الفريقين يختصر نظام هذه الحياة وأسباب كثير من الخلافات الحاصلة بين العديد من الفرق والجماعات الإنسانية.
في هذه الحياة وفي كل موقف مشابه دائماً ستجد نفسك أمام مفترق طرق وميزان تقيس من خلاله عدد المكاسب والخسارات نتيجة اتخاذك موقفاً ما، وسيكون كذلك هناك فريقان أمامك فريق يهتم بالعلاقات الإنسانية والمعاني العميقة لنا كبشر فيؤيد ما قمت به وفريق يرى تصرفك من زاوية أخرى بعيدة عن هذه المعاني العميقة فيصف تصرفاتك بأنها عاطفية وغير مدروسة ويعتقدك مخطئاً وهو المصيب، إلا أن القاعدة الثابتة في هذه الحياة أن للحقيقة وجهين ولكل موقف في هذه الحياة عدة تفسيرات وموازين ويعتمد دائماً قياس الموقف على نوعية الميزان الذي سيحكم عليه الإنسان الذي أمامك وعلى قناعاته ومبادئه في هذه الحياة. ونحن طلبة في المدارس كان عندما يقوم أحدهم بضرب صديقك كان هناك أيضاً فريقان: فريق «يطب مع صديقه» ويتعارك دفاعاً عنه ولا يأبه بالنتائج ولا حتى بخسائره وإن وصلت إلى الفصل عدة أيام من المدرسة أو العقاب إلى جانب الكدمات والضربات التي حصل عليها، فيما هناك فريق يرى أنه من الحكمة ألا يتدخل ويزيد الأمر سوءاً فيقفون متفرجين إلى أن يأتي المشرف أو مدير المدرسة وقد يظلم الطالب الذي تعرض للضرب لأنه لا أحد يشهد بالحق وفي قناعتهم أن «الواحد لا يتدخل ويتجنب المشاكل أفضل». تصرف ويل سميث سيعجب أصحاب الفريق الأول، فيما أصحاب الفريق الثاني بالتأكيد مع اتخاذ إجراءات قانونية ضده سيفسرون الموقف بأنه لم يكن له داعٍ وسترى في عقليتهم كلاماً من نوع «ممكن الواحد أحيان يعمل مثل هالموقف لكن لشخص يستاهل وراح يقدر تضحيتك» وسوف يتكلمون بكلام مثالي هم أساسا محال أن يطبقوه؛ فنوعياتهم كلام من غير فعل ومواقف ومن يهتم للعلاقات الإنسانية ويتعمق في هذه الحياة سيدرك أن التاريخ عندما صنع وروى للأجيال كان ممتلئاً بمواقف من هكذا أنواع من البشر من الفريق الأول فيما الفريق الثاني يعيشون في هذه الحياة ويغادرونها دون وجود بصمة حقيقية وملموسة لكل من عرفهم.