شهدت مملكة البحرين خلال الربع الأول من العام 2022 تحقيق انتعاش كبير في قطاع السياحة وبالتحديد ما يتعلق بتنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات من خلال احتضان المملكة لعدد من أبرز البطولات والفعاليات ذات الصيت العالمي والإقليمي والتي ستساهم في تعزيز هذا القطاع الحيوي من بعد فترة الجائحة، وهو ما يشير إلى عودة الحياة الطبيعية في المملكة مما سيساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وسينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات الإنتاجية.
وإن كان التقرير الاقتصادي الفصلي الصادر مؤخراً عن وزارة المالية والاقتصاد الوطني الذي تطرق إلى أداء القطاعات الاقتصادية خلال الربع الأخير من العام 2021 بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2020 قد أشار إلى تصدر قطاع الفنادق والمطاعم القطاعات غير النفطية من حيث الأداء بالأسعار الثابتة محققاً نمواً بنسبة 31.7%، إذ بلغ نمو متوسط إشغال الفنادق 65.4%، فإن مثل هذا الأداء يبدو متجها نحو المزيد من النمو والتحسن مع الحركة النشيطة مؤخراً على صعيد تنظيم الفعاليات والمؤتمرات ذات الأصداء الإقليمية والعالمية.
وكان لاحتضان المملكة لموسم الفورمولا 1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2022 في الفترة ما بين 17 وحتى 22 مارس 2020 دور كبير في رفد وتنشيط الحركة السياحية في المملكة، وحقق السباق نجاحاً كبيراً وحضوراً جماهيرياً لافتاً وهو ما أعلنت عنه حلبة البحرين الدولية، حيث ذكرت أن عدد الجماهير التي حضرت الأيام الأربعة للسباق بلغ 98 ألف شخص، في حين حضر 35 ألف شخص في يوم السباق وهو ما يعتبر رقما قياسيا في تاريخ جائزة البحرين الكبرى.
أما مجلس التنمية الاقتصادية فقد سعى للاستفادة من موسم سباق الفورمولا 1 في إطار دوره للترويج لمملكة البحرين واستقطاب الاستثمارات للمساهمة في خلق الوظائف محليا، ونظم جولة لمجموعة من المستثمرين العالميين لاطلاعهم على ما تحظى به مملكة البحرين من مزايا ومقومات اقتصادية تنافسية وذلك تزامناً مع سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 للعام 2022، ومثل المستثمرون الزائرون عددا من القطاعات التي تشمل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، والسياحة، والرعاية الطبية، كما أنهم أتوا من عدد من الأسواق المستهدفة ومنها أسواق الخليج، والولايات المتحدة الأمريكية، والهند، والمملكة المتحدة.
كما استضافت البحرين في الفترة ما بين 16 و18 مارس الجاري فعاليات أول معرض للأعمال الفنية بتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال "NFT" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "NFT MENA Exhibit 2022"، الذي أقيم برعاية كريمة من معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، رئيس المجلس الوطني للفنون، بالتعاون مع "دار الفن"، وشمل المعرض والمؤتمر تنظيم عدد من الجلسات النقاشية التي قدمها عدد من المتحدثين من القطاعين العام والخاص وتناولت جملة من القضايا المرتبطة بالتكنولوجيا والفن وعلى وجه التحديد الــ NFT، من بينها موضوعات من بينها التطور التكنولوجي والاستعداد للمستقبل، وسبل بيع وشركاء تكنولوجيا الــNFTs، وتكنولوجيا NFTs من منظور الفنانين.
وحظي المعرض بمشاركة فنانين من البحرين والمنطقة والعالم، وقدم مجموعة من الأعمال الإبداعية التي تحمل تواقيع فنانين مثل لينا الأيوبي وعدنان الأحمد وغيرهم، حيث استعرضوا خطوة بخطوة عملية الدخول في عالم "NFT"، وتضمن المعرض كذلك ورش عمل تحت إشراف خبراء في المجال وجلسات تعليمية للفنانين والهواة، مما يرفع من مساهمة صناعة الفن والثقافة في الاقتصاد الوطني.
وجاء انعقاد منتدى هارفارد العالمي حول فيروس كورونا "كوفيد-19" ليكلل تجربة البحرين في التصدي للجائحة، الذي انطلقت أعماله في نهاية شهر مارس المنصرم بمشاركة نخبة من أبرز المتخصصين في قطاع الرعاية الصحية حيث جرت مناقشة آخر المستجدات والآليات المتبعة في التصدي لجائحة فيروس كورونا.
وجرى خلال المنتدى استعراض الاستراتيجيات الفعالة التي طبقتها البحرين في مسارات التعامل مع الفيروس الذي تمكنت من خلالها المملكة من تحقيق نتائج مميزة على مختلف مستويات التصدي حتى اليوم، حيث وفرت مملكة البحرين الفحص والعلاج والتطعيم المجاني للمواطنين والمقيمين، وطبقت الإجراءات اللازمة والمتوائمة مع المعايير الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية إلى جانب وضع استراتيجية إعلامية متكاملة والتعامل الإعلامي الأمثل لمواجهة التحدي بكافة السيناريوهات المتوقعة استباقيًا وآنيًا، بجانب إطلاق الحملات التوعوية المستمرة والمتجددة حسب المستجدات من خلال مختلف وسائل الإعلام وبلغات متعددة.
كما تضمن المنتدى مشاركة مجموعة من المتحدثين العالميين المتخصصين في مؤسسات الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم، والباحثين الذين ساهموا بجهودهم في إعداد البحوث العلمية المتعلقة بفيروس كورونا، حيث تم مناقشة علم الجينوم، والمراقبة واختبار جائحة فيروس كورونا "كوفيد_19"، والجهود العلاجية للتصدي للفيروس، وأهمية إنشاء طب الفم الخاص بجائحة فيروس كورونا، إلى جانب تأثير الجائحة على المنصات الاجتماعية والاستجابة العالمية لتجربة فيروس كورونا.
وشارك في المنتدى من مملكة البحرين المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، والدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي، عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، والدكتورة جليلة السيد جواد الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، كما شاركت في المنتدى أبرز المؤسسات العالمية مثل "فايزر" و"جوجل" و"ميتا".
ومع ما حققته الفعاليات الإقليمية والدولية التي استضافتها المملكة من نجاح كبير في مختلف المجالات فإنه يتوقع أن يتواصل على أرض البحرين خلال الفترة القادمة هذا الحراك النشط من المعارض والمؤتمرات مع بدء عودة الحياة الاقتصادية بنشاط أكثر تجدداً وتواصل النمو في مختلف مفاصل الاقتصاد الوطني.