على الرغم من سيطرة الحكومة السورية على مدينة تدمر الواقعة في ريف حمص، ورغم وجود ميليشيات مدعومة من إيران في تلك المنطقة، إلا أن مقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي ظهروا في ريف تلك المدينة بشكلٍ علني وذلك للمرة الأولى منذ مارس من العام 2017، الأمر الذي يثير مخاوف السكان لاسيما وأن عناصر التنظيم المتطرّف يقودون منذ أسابيع حملة للانتقام من مقتل زعيمهم السابق أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي قُتِل في غارةٍ أمريكية في مطلع فبراير من العام الجاري.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر محلية من مدينة تدمر لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن "مقاتلين من تنظيم داعش تجوّلوا في ريف المدينة عبر سيارتين وعدد من الدراجات النارية يوم أمس الاثنين بينما كانوا يرفعون راياتهم السوداء دون أن تحصل أي اشتباكاتٍ بينهم وبين عناصر النظام والميليشيات المدعومة من طهران".
وتجوّل العشرات من مقاتلي التنظيم الإرهابي قرب سد وادي الأبيض الذي يبعد أقل من 20 كيلومتراً عن مركز مدينة تدمر الواقعة وسط سوريا، بحسب المصادر المحلية التي أشارت إلى أن هذا الظهور يمثل تطوّراً خطيراً لاسيما وأن التنظيم اعتاد على شن هجماتٍ مباغتة دون أن يظهر علناً كما فعل مقاتلوه يوم أمس.
وقال جاسم محمد، مدير "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" إن "ظهور مقاتلي تنظيم داعش علناً في مدينة تدمر الأثرية من الممكن أن يكون مرتبطاً بالتطورات الأخيرة في أوكرانيا خاصة أن روسيا طلبت من النظام والميليشيات المدعومة إيرانياً تحضير مقاتلين للمشاركة في حربها ضد أوكرانيا".
وأضاف لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن "خروج مقاتلي تنظيم داعش بهذا الشكل العلني يؤكد أن هذا التنظيم ما يزال موجوداً".
وتابع أن "دور التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، قد تراجع كثيراً في سوريا خاصة أن أنشطة التحالف الدولي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وروسيا محدودة للغاية".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف يوم أمس عن وصول تعزيزاتٍ عسكرية للقوات الروسية والميليشيات المدعومة من طهران المتمركّزة في تدمر وذلك بعد ساعاتٍ من الظهور العلني لمقاتلي "داعش" الذي تمّ للمرة الأولى منذ نحو 5 سنوات.
وبحسب المرصد، فإن التعزيزات العسكرية تألفت من أسلحة وذخائر. وتلاها تمركز جديد للقوات الروسية بالقرب من المدينة الأثرية في تدمر، في حين تمركز الميليشيات المدعومة من طهران بالقرب من فرع مخابرات البادية.
وعادة ما يشن تنظيم "داعش" هجماتٍ محدودة على قوات النظام والميليشيات التي تسانده في البادية السورية الواقعة في ريف حمص، لكن لم يسبق وأن ظهر مقاتليه بشكلٍ علني في تلك المناطق طيلة السنوات الماضية كما حصل يوم أمس الاثنين.
ومنذ بداية العام الجاري، قتل 94 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، في 35 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمّت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.