العربية
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً عن الانتخابات البرلمانية اللبنانية رحّبت فيه بإجرائها، لكنها لم تشر إلى نتيجة الانتخابات حيث كسب المستقلون ومعارضو إيران وسوريا الكثير من المقاعد.
وشدّد المتحدثون على أن اللبنانيين يريدون حكومة قادرة على حل مشاكلهم، لكنهم رفضوا التحدث عن النتائج أو عن تقدّم معارضي إيران وسوريا والثنائي الشيعي، واكتفوا بالقول "إنها خطوة وما سيأتي أو ينتج عنها مهم".لا حديث عن النتائج
فيما شدّد البيان الصادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية "كفؤة وملتزمة بالعمل الصعب لإعادة بناء الثقة لدى اللبنانيين والأسرة الدولية".
بدورها، مصادر في الحكومة الأميركية لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" كلام برايس، مشددة على أن الولايات المتحدة سعيدة باجراء الانتخابات، وعدم وقوع أي أحداث أمنية، إلا أنها تطرقت إلى وجود بعض الملاحظات على العملية الانتخابية.
ولاحظوا أن الحكومة الحالية ستصبح حكومة "تصريف أعمال"، لافتين إلى أن الإدارة الأميركية ستدعم الحكومة اللبنانية في مواجهة التحديات المطروحة عليها بما في ذلك الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
حزب الله إرهابي
لكن عند الإلحاح في السؤال عن موقف واشنطن من قوة حزب الله في لبنان، أكدت المصادر أن موقف واشنطن من حزب الله لم يتغير، فهو موضوع على لائحة الإرهاب، ومصنّف ضمن لائحة "التنظيمات الإرهابية الأجنبية"، كما أنه يقوم بنشاطات "إشكالية" ويسبب اضطرابات في لبنان والمنطقة، وهو مدعوم من إيران
كما أصروا على القول "إن اللبنانيين هم من يقرر الانتخابات وكيف يدلون بأصواتهم".
وفيما يلاحظ ابتعاد الأميركيين عن الكلام السياسي بشأن حزب الله وامتناع المتحدثين الأميركيين عن التعليق على تقدّم معارضيه في البرلمان، فقد حافظوا على هذا الموقف من قبل إجراء الانتخابات، ولم يدل وزير الخارجية أو أي طرف حكومي بموقف يشجع معارضي حزب الله والثنائي الشيعي وحلفائهم حتى عندما يدعون إلى ذلك من قبل أطراف سياسية ناشطة في العاصمة الأميركية.
برود أميركي
من الواضح أن الإدارة الحالية حافظت على سياسة "باردة" اتبعتها واشنطن تجاه لبنان منذ بداية العام 2009 عندما تولّى الرئيس باراك أوباما الرئاسة الأميركية، وقد اختلفت إدارة دونالد ترمب قليلاً باستعمال "خطاب حارّ" من دون تغيير يذكر في الخطوات العملية، بل اعتبرت أن مشكلة لبنان أساسها في طهران وترمب يريد معالجة "أساس المشكلة" والأولوية ليست للفرع.
لذا ليس من المنتظر أن يتغيّر الكثير في سياسة واشنطن خلال وقت قريب تجاه لبنان، ومجيء مساعدة جديدة لوزير الخارجية إلى المنصب سيعني استمرار السياسة الحالية، فالمساعدة الجديدة هي "برباره ليف" وقد أشرفت على مراجعة سياسة الإدارة تجاه لبنان من البيت الأبيض قبل أن تنتقل إلى الوزارة.
الاستقرار أولاً
ومن الممكن جداً اختصار سياسة إدارة بايدن تجاه لبنان بمساعدة اللبنانيين على التعايش مع الأزمة المالية وحل مشكلة الطاقة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في تصريح لـ العربية والحدث "إننا قلقون جدا من أزمة الطاقة وتأثيرها على الاستقرار في دولة لبنان"
كما أضاف "أن حكومة الولايات المتحدة تنتظر من الأطراف الاتفاقيات النهائية وشروط تمويلها لضمان أن مشاريع الطاقة تتطابق مع سياسة الولايات المتحدة وأنها تأخذ بعين الاعتبار القلق من مسألة العقوبات".
إلى ذلك، تفيد مصادر الحكومة الأميركية أن تقدّماً ما تحقق في هذه القضية، وهي تؤكد أن المطلوب هو معالجة الوضع الإنساني في لبنان من دون المسّ بمسألة العقوبات على سوريا، وأن متابعة الولايات المتحدة وباقي الأطراف مثل مصر والأردن "العمل من خلف الستارة" لا يجب أن يعني على الإطلاق "العمل للتهرّب من العقوبات".
ربما يواجه اللبنانيون أزمة حكم حقيقية في المرحلة المقبلة وستكون مشكلتهم مزدوجة، الأولى أن الثنائي الشيعي وحلفاءه سيرفضون التخلي عن أي مكتسبات سياسية وأمنية، والمشكلة الثانية أن الأميركيين لا يبدون أية بوادر لاستعمال ثقلهم في لبنان.